السنيد للنسور: تشن حرب الغلاء على الاردنيين وتبني لنفسك القصور في عمان الغربية
شن النائب علي السنيد في مداخلته على مشروع قانون الموازنة هجوما غير مسبوق على رئيس الوزراء ووصفه بكونه الرئيس المتجبر الذي تكسرت في داخله قواعد البعد الانساني، وتوشح بالسادية، وقال موجها كلامه لرئيس الوزراء "وكنت تشن حرب الغلاء على الاردنيين وتبنى لك القصور في عمان الغربية.
ووصف السنيد الحكومة بالوحشية والتي شنت حرب الضرائب والاسعار على الاردنيين، وافقدتهم الامان في وطنهم.
وبين النائب السنيد ان هذه الحكومة افقرت الشعب الاردني، وهربت الاستثمارات من الاردن وتسببت باغلاق الاف المصانع والشركات، واضافت عشرات الالاف من الاردنيين الى خانة العاطلين عن العمل. مبينا ان التنمية هي اساس عملية الحكم وليس الجباية، ويجب ان يسبق توسعة الوعاء الضريبي احداث التنمية اولا .
وتاليا نص كلمته :
معالي رئيس مجلس النواب الموقر
السيدات والسادة النواب المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نواجه اليوم ايتها الاخوات والاخوة حكومة منفلتة من عقال الحكمة والمنطق، وقد اوغلت بسياساتها الحمقاء في تعذيب الاردنيين، واذاقتهم الوبال، وقد نزعت عن الحكم جانب الرحمة واللين.
وانسحق الاردنيون تحت وطأة قرارات رئيس متجبر تكسرت في داخله قواعد البعد الانساني، وتوشح بالسادية ، وباتوا اسرى حكومة تفتقر للمبادئ الاساسية في عملية الحكم، والتي توحشت في قراراتها واجراءاتها المالية الى الدرجة التي افقدت الاردنيين فيها شعور الأمان في وطنهم، وهي التي لم تتورع من كثرة تماديها على عيش المواطن الغلبان.
وهي حكومة سبق وان خادع رئيسها الشعب الاردني واظهر تقلبات حادة في مزاجه السياسي، وفارقاً في مواقفه حينما كان نائبا يدعي وقوفه الى جانب فقراء الاردنيين، وضعافهم، وعندما تسلم مقاليد السلطة حيث مضى في مطاردتهم الى اخر لقمة خبز في بيوتهم.
وكان من سوء طالع هذا البرلمان ان رافقته هذه الحكومة الجائرة طوال فترة عمله الدستورية حتى افشلت دوره وسلمته الى صخب الشارع ونقمته ومسلسل فقدان الشعبية المتواصل .
ونحن نقف اليوم على اعقاب سنوات بائسات تعرض فيها الاردنيون الى الشكل الاكثر قسوة في الحكم القهري، والذي تحولت فيه الدولة الى جهاز كبير للجباية فشنت حرب الضرائب والاسعار ورفعت الرسوم وطال الغلاء كهرباء الاردنيين، ووقودهم، وغذائهم ودوائهم ومائهم. وسدت الحكومة ابواب الرزق في وجه الاردنيين فاوقفت التعيينات الا ما ندر، وحاصرت القطاعات المنتجة بالضرائب، فاغلقت الاف الشركات والمصانع ، وتسببت بمغادرة المستثمرين للبلد العربي الذي استقر في داخل محيطه الملتهب.
وقد اضعفت الحكومة بقراراتها الجائرة القطاعات الاقتصادية ، وافقدتها القدرة على المنافسة وتوليد فرص العمل للاردنيين، والحقت الالاف منهم بخانة العاطلين عن العمل. وحتى الاعمال العشوائية التي اخترعها الاردنيون في بحثهم المستمر عن سبل العيش الكريم كالعرائش والاكشاك فاقتلعتها الحكومة، وتعرضت الى الازالة والهدم.
ولاحقت الاردنيين قضايا التنفيذ القضائي، وشهدنا في الاردن في سابقة قضائية توقيف مقعد بالشلل الرباعي في السجن على خلفية ذلك، وجرى الحجز على الممتلكات البسيطة للاردنيين ، ولو كان ذلك نظير قرض طالب جامعي. وتفشت البطالة، ورتع الفقر في جوانب الاردن، وبواديه واريافه، وعم اليأس والقنوط.
ومست هذه الحكومة مع تواصل اجراءتها العقابية بالروح المعنوية للاردنيين، وبعظمة هذا الشعب، والحقت الهزيمة النفسية باجياله، وبشبابه الذين اصبحوا عرضة للتطرف والعنف.
وتراجع مستوى اداء القطاع العام لانعدام الدوافع للعطاء والتميز، وعانى الاردنيون من تباطئ المعاملات في الوزارات والدوائر ، وظهرت مؤشرات تراجع المؤسسات على المستوى الوطني. والتي لو اختبرت تحديات حقيقية لظهرت اثار الخراب الذي خلفته هذه الحكومة ، والتي مست بروح القطاع العام، ودمرت ارادته وقدرته على العمل والانجاز، ولعل حادثتي الجمرك وغرق عمان مؤشرات اولية على ذلك، ومن يدرك حجم التراجع المريع في المدينة الطبية يضع يده على قلبه خوفا على المؤسسات في الاردن.
وأنا أتساءل والسؤال موجه من خلال الرئاسة الجليلة لدولة الرئيس عن الكيفية التي تبني فيها وطناً ، وأنت تحطم الروح المعنوية لشبابه، وتهدم أحلام وتطلعات أجياله، و تورث في الناس اليأس والعجز والقنوط.
وكانت الحكومة خالية الوفاض من اية رؤية تنموية، او قدرة على تفعيل الاردن تنمويا، او التعاطي مع البعد التنموي لعملية الحكم، او اكتشاف الهوية الاقتصادية للمحافظات، او حتى توظيف المساعدات الخارجية في الخاصية التنموية، ولم تتابع تنفيذ المشاريع الرئيسية المطلوبة في المحافظات، وذلك لان التنمية لم تكن من اولويات هذه الحكومة.
وكانت الحكومة – المدعومة بثقة برلمانية- الاكثر وطأة ، وثقلا على قلوب الاردنيين، فتعرض مجلس النواب الى سخط الشارع على خلفية تقصيرها في احداث التنمية، ولتهربها من واجب ومتطلبات عملية الحكم كما يتطلبها الشعب الاردني. وفي هذا الجانب فقد بح صوتي ، وانا اخاطب هذه الحكومة الصماء بالمذكرات النيابية بعد تهرب رئيسها عن لقائي بضرورة تنفيذ المشاريع التنموية للواء ذيبان الذي يعد من اشد جيوب الفقر في المملكة، ولم ادخر فرصة لتذكير رئيسها بواجبه ازاء اللواء المهمش الذي اطلق حراك الشارع الاردني لاسباب معيشية بحتة، ولكن حكومة الجباية كانت تصم اذانها عن اداء امانة الحكم ومسؤولياته الجسام.
وتعرضت اثر ذلك للوم على خلفية تقصير الحكومة، ولانها امتنعت عن تنفيذ مشروع الكلية الجامعية المقرة على موازنة العام الفائت، ونحن خاطبنا الرئيس عشرات المرات بانجازها، والاوراق الرسمية شاهدة على ذلك. فأي ذنب يقترفه النائب يا دولة الرئيس كي يتحمل مسؤولية فشلك، وانت السلطة التنفيذية المنوط بها القيام بالمسؤوليات التنفيذية كما حددها الدستور.
ونحن لم نعان حروبا او كوارث طبيعية لنخفق كل هذا الاخفاق على صعيد اقتصادنا ، ولنفشل في النهوض ببلدنا مع ان اقتصاديات كثيرة نهضت من بعد الحروب والدمار عندما وجدت همما عالية، وعقولا جبارة، وسواعد وطنية تدفع عجلة التنمية والانتاج فيها، ولم يكن الحل السحري يتوفر لديها فقط في الجباية، والبقاء اسرى الموازنات المثقلة بالعجز.
واذكرك يا دولة الرئيس – من خلال الرئاسة الجليلة - بعدد المرات التي خاطبتك فيها من خلال المذكرات النيابية او الرسائل المفتوحة للرأي العام بضرورة ان ترتقي لمستوى واجبك المقدس كما تقتضيه عملية الحكم، وان تولي اهتمامك للمناطق المهمشة التي تمثل خاصرة الدولة الرخوة، ولكي ترفع من سوية معيشة ابنائها وكان الوقت لا ينتظر، ولكنك كنت مشغولا عنها بالجباية وبالاستيلاء على القليل الذي في جيب المواطن، وكنت تشن حرب الغلاء على الاردنيين وتبنى لك القصور في عمان الغربية. ولقد كنت اقل من مستوى طموحات وتطلعات الشعب الاردني العظيم، ورحت تكبله وتحاصره باليأس والقنوط، وعملت على بث روح الهزيمة في داخله، ولم تكن تريد ان تستمع لصوت الشارع وتدعي ان ذلك ضرب من البحث عن الشعبية الرخيصة، واسألك عن عدد المرات التي طلبتك فيها للقاء، وها نحن في نهاية عملنا البرلماني ولم تحدد الموعد، وكنت تتهرب عن لقائي، وانا باسم الشعب اخاطبك دستوريا.
ووزير تخطيطك هل يمكن لقاءه اصلاً، والتمتع برؤية طلته البهية، وماذا عن وزير داخليتك الذي تسلح بالجرافات وراح يهدم عرائش واكشاك الفقراء وعليه ان يطلع على تجربة دول اسيا ومنها دول اقليمية في كيفية توفير فرص العمل للملايين من ابنائها من خلال هذه الاعمال البسيطة.
وما هي هذه الديموقراطية التي يصبح فيها مجرد لقائك يا رئيس الوزراء وبعض وزارئك انجازا بحد ذاته . ناهيك عن تحقيق مطالب وتطلعات هذا الشعب المشروعة.
وما هي قيمة النائب في ديموقراطيتكم هذه وقد حولتموه الى مجرد اطار شكلي ملحق بعملية الحكم، وغير فاعل شعبيا، ودعك من الادعاءات بأن هذا المجلس هو درة المجالس النيابية ، وان هذه الجلسة او تلك لم تشهد مثلا لها في حياتك.
واية ديموقراطية هذه التي امنع فيها وانا نائب من الظهور على شاشة التلفزيون الاردني طوال المدة التي مضت من عمر المجلس، وعندما سألت مديره السابق عن السبب اجابني " انت فرضت على نفسك العزلة"، وكيف تستقيم ديموقراطيتكم ومجرد التعبير عن الموقف السياسي تؤدي الى مقاطعة النائب من قبل رئيس الحكومة، ورئيس الديوان الملكي، وقادة بعض الاجهزة الامنية، وحتى وصل الحال الى قطع مساعدات الاسر الفقيرة من قبل رئيس الديوان الملكي عن ذيبان، وذلك كعقوبة جماعية لمنطقة اردنية ترزح تحت وطأة الفقر بسبب التعارض في الموقف السياسي مع نائبها.
وتضحكون على الشعب الاردني باحترام خياراته الديموقراطية.
واما اذا كانت مبررات الموقف الحكومي الشنيع مني بسبب حجبي للثقة فوالله لو اتيحت لى الفرصة كل يوم ان احجب الثقة عن هذه الحكومة لفعلت، ووالله ان لا ثقة لهذه الحكومة عندي ما دمت نائبا، واني على يقين ان الاردنيين سيصنفونها في خانة الحكومات الاكثر سوءا في حياتهم السياسية ذلك ان التنمية هي اساس عملية الحكم، وليست الجباية.
لكل ذلك فانا اعلن ردي لمشروع الموازنة العامة لهذا العام، هذا وان مقتضى الامانة والمصداقية النيابية تقتضيان مني ان اشيد بالجهود المخلصة لمعالي وزير الاشغال العامة، ووزير المياه والري الذين اظهرا حسا عاليا بالمسؤولية، وخدما الاردن بحدود الصلاحيات الممنوحة لهما، مع احتفاظي بمعارضة مشروع ناقل البحرين بالنسبة لوزارة المياه والري. واعبر عن تقديري لجهود معالي وزير الصحة برفد المراكز الصحية والمستشفيات بالكوادر، وكذلك ما قام به معالي وزير البلديات من رفع مداخيل البلديات في المملكة.
وفي الختام ايها الاخوة لقد رأينا مشاهد مؤلمة لاخواننا المحاصرين في مضايا في سوريا ، وانا اقترح ان نقتطع مئة دينار من مخصصات كل نائب اردني ويتم التواصل مع المنظمات الدولية المعنية لايصالها على شكل مواد غذائية لاخواننا المحاصرين. شكرا لكم.