تكاليف باهظة لحفلات زواج تنتج ديونا تفسد الفرحة
جو 24 : ينتقد محمود علوش (34 عاما) عائلات تصر على موضوع الإبهار والفخامة فيما يتعلق بتحضيرات الزفاف كافة، ويعتبر ذلك "سلوكا يكشف عن عقد نقص كثيرة".
ويقول: "أصبت بدهشة كبيرة عندما علمت من أحد الأصدقاء أن تكلفة حفل زفافه بلغت عشرة آلاف دينار رغم وضعه المادي المتواضع، وذهول أكبر عندما علمت أن تكلفة زفاف آخر تقدر بتسعين ألف دينار، وأتساءل ما الهدف من إقامة حفل زفاف يستهلك هذه المبالغ الطائلة؟".
ويذكر علوش أن أخاه تزوج العام الماضي وشاهد معاناته في تدبير نفقات الزواج وتكاليف قاعة الاحتفالات وغيرها من المظاهر التي أرهقته ماديا، رغم أنه حاول اختصار كثير من الأشياء التي قد تزيد من أعبائه المادية.
في الماضي، لم يكن التحضير للعرس يتطلب التحضير الطويل والدقيق لأحداثه، فكان جميلا بطقوسه وعاداته البسيطة أساسه الفرح ومشاركة الجميع فيه. أما الآن فقد اختلفت الصورة تماما مع تطور العصر وازدياد مطالبه، فأصبح التحضير ليوم الزفاف حدثا مهما ومميزا، له أصوله وقواعده الكثيرة. وذلك يتطلب تخطيطا مسبقا لكل مرحلة من مراحله، بدءا من بطاقات الدعوة، الزفة، مكان الحفل، الإضاءة، الزينة، التصوير، الضيافة، أجهزة الصوت والموسيقى، سيارة العروسين، وغيرها من التحضيرات، فأصبح نجاح الحفل بعيون الناس أهم من سعادة العروسين ببعضهما بعضا.
وما تزال سوزان حسن تدفع ثمن إصرارها بالبداية على أن يقيم لها عريسها حفل زواج ضخما تفتخر به أمام عائلتها وصديقاتها وجميع معارفها، ما جعله مضطرا للدين من أقاربه لكي يلبي طلبها، معتبرا ذلك بمثابة إثبات فعلي عن مدى حبه لها. وها هي الآن وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على زفافها تعيش حياة صعبة مع زوجها الذي لم يعد باستطاعته تلبية احتياجات المنزل لأن كل راتبه يذهب سدادا للأشخاص الذين أخذ منهم المال قبيل زفافه.
تقول سوزان "مصاريف حفل زفافي أثرت على جميع تفاصيل حياتي بعد ذلك، وبدأت المشاكل تنخر بيتنا مبكرا، فلا شيء أصعب من الدين وأنا نادمة كثيرا لأنني وضعت نفسي وزوجي في مأزق كبير يصعب الخروج منه الا بعد فترة طويلة".
وللشاب إيهاب دروزة (28 عاما) وجهة نظر مختلفة، فهو يشجع حفل الزفاف الضخم الذي تميزه الفخامة بتحضيراته كافة، لأنه يعتبر هذا اليوم هو فرحة العمر وبداية تغيير حقيقي لمجرى الحياة بكاملها، لذا لا بد أن يكون يوما تاريخيا مميزا بكل أحداثه.
غير أنه يعود ليؤكد أن الوضع المادي للعريس هو الذي يحدد ضخامة حفل الزفاف من عدمه، فكل إنسان أدرى بوضعه والتزاماته.ويشير الاختصاصي النفسي د. محمد الحباشنة، إلى أن ما يمارس حاليا في حفلات الزفاف يخرج كثيرا على المألوف والمنطق، وإقامة مثل تلك الحفلات التي تتم في أفخم الفنادق والقاعات هي حالة من حالات الطقوسية في المجتمع تضاف إلى أننا مجتمع استهلاكي.
ويقول: "يشكل حفل الزفاف قيمة عليا عند الإناث، فقد تتخلى عن الكثير من أشياء ومتطلبات أخرى بهدف أن تكون تلك الليلة مميزة ويتحدث عنها جميع الحاضرين، وبهذا نرى أن الإيثار الزوجي يسقط على محراب الطقس الزواجي المتمثل بالحفل، وبالتالي تراكم الديون في المستقبل".
ويضيف: "انتقل مجتمعنا للمبالغة في جميع المناسبات، فحتى حفلات أعياد الميلاد أصبحت لها طقوس وأنماط متعددة أكثر من الجانب المعنوي للشخص"، ويؤكد أن حفل الزفاف أنثوي تحديدا؛ أي أنه يخضع لرغبة الفتاة، ونراه عند الذكور أيضا، وأصبحنا نهتم بالمعاني الطقوسية أكثر من المعنوية.
ويبدي الموظف فهد النتشة (31 عاما) استغرابا شديدا من الشاب الذي تتراكم عليه الديون من أجل إقامة حفل زفاف ضخم يتحدث عنه كل الناس، ويعلق على الموضوع ساخرا بقوله "قام أحد المعارف لعائلتي بإحضار ثلاثة مطربين مشهورين لإحياء فقرة الزفة فقط، عدا عن التكاليف الأخرى".
يقول: "مظاهر البذخ التي نراها في بعض الحفلات سننساها بالتأكيد بعد فترة تسديدها، فهل يعقل اختيار قاعة أفراح أجرتها لثلاث أو أربع ساعات، عشرون ألف دينار أو مبالغ لا يكاد يستوعبها العقل؟".
ويضيف "بالنسبة لي، أكثر ما يهمني في ليلة العمر أن أشعر بالسعادة التي تنبع من ارتباطي بالفتاة المناسبة التي أتمناها كزوجة وأم صالحة لأولادي، بالإضافة إلى سعادة أهلي وعروسي والناس المشاركين بالحفل".
وترى سناء حماد (26 عاما) أن الإنفاق بسخاء على تحضيرات حفل الزفاف يمثل قيمة العروس ومكانتها ودرجة غلاتها عند العريس وأهله. وتقول: "نعيش اليوم في مجتمع يهتم بالمظاهر، وزواج هذه الأيام لم يعد هدفه التيسير والسترة بل المنافسة على إبراز المظاهر، لذلك نحن مضطرون للخضوع لهذه التقاليد السائدة، لذلك من الأفضل الارتباط برجل مقتدر ماديا، وإذا لم يتوفر هذا الرجل فلا داعي للزواج أصلا".
الاستشاري الاجتماعي والأسري د. مفيد سرحان، يقول "لا شك أن هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي أدت إلى ذلك؛ في مقدمتها ارتفاع تكاليف الزواج، ومن ذلك ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف؛ حيث تصل إلى مبالغ كبيرة تفوق بكثير إمكانات الشريحة العظمى من الشباب والأهل".
ويبين أن الغالبية تلجأ إلى الاستدانة، مما يرتب أعباء إضافية للزواج، مما يؤثر سلبا على مستوى الحياة المعيشية بعد الزواج، ويسبب مشاكل قد تؤدي إلى الطلاق في السنوات الأولى من الزواج.
الأصل أن تتناسب تكاليف الزواج مع متوسط الدخل والإمكانات، بحسب سرحان، وقد دعا الإسلام إلى التيسير والاقتصاد والاعتدال في كل شيء.
ويوضح أنه غالبا ما يلجأ الناس إلى مثل هذه الممارسات بسبب التماشي مع العادات السائدة، ولمعالجة هذه الظاهرة، فإننا بحاجة إلى نماذج قدوة من الوجهاء والشخصيات الرسمية والأهلية، وخصوصا الشخصيات المقتدرة حتى تثبت للآخرين أنها تنظم حفلات بتكاليف ميسرة، والابتعاد عن الإسراف والتبذير.
ويلفت إلى دور وسائل الإعلام في هذا المجال من حيث محاربة مظاهر الإسراف والبذخ والتركيز على نشر نماذج الزواج الميسر، فالفرح الحقيقي يكون بإرضاء الله تعالى ثم التصرف ضمن الإمكانات المتاحة."الغد"
ويقول: "أصبت بدهشة كبيرة عندما علمت من أحد الأصدقاء أن تكلفة حفل زفافه بلغت عشرة آلاف دينار رغم وضعه المادي المتواضع، وذهول أكبر عندما علمت أن تكلفة زفاف آخر تقدر بتسعين ألف دينار، وأتساءل ما الهدف من إقامة حفل زفاف يستهلك هذه المبالغ الطائلة؟".
ويذكر علوش أن أخاه تزوج العام الماضي وشاهد معاناته في تدبير نفقات الزواج وتكاليف قاعة الاحتفالات وغيرها من المظاهر التي أرهقته ماديا، رغم أنه حاول اختصار كثير من الأشياء التي قد تزيد من أعبائه المادية.
في الماضي، لم يكن التحضير للعرس يتطلب التحضير الطويل والدقيق لأحداثه، فكان جميلا بطقوسه وعاداته البسيطة أساسه الفرح ومشاركة الجميع فيه. أما الآن فقد اختلفت الصورة تماما مع تطور العصر وازدياد مطالبه، فأصبح التحضير ليوم الزفاف حدثا مهما ومميزا، له أصوله وقواعده الكثيرة. وذلك يتطلب تخطيطا مسبقا لكل مرحلة من مراحله، بدءا من بطاقات الدعوة، الزفة، مكان الحفل، الإضاءة، الزينة، التصوير، الضيافة، أجهزة الصوت والموسيقى، سيارة العروسين، وغيرها من التحضيرات، فأصبح نجاح الحفل بعيون الناس أهم من سعادة العروسين ببعضهما بعضا.
وما تزال سوزان حسن تدفع ثمن إصرارها بالبداية على أن يقيم لها عريسها حفل زواج ضخما تفتخر به أمام عائلتها وصديقاتها وجميع معارفها، ما جعله مضطرا للدين من أقاربه لكي يلبي طلبها، معتبرا ذلك بمثابة إثبات فعلي عن مدى حبه لها. وها هي الآن وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على زفافها تعيش حياة صعبة مع زوجها الذي لم يعد باستطاعته تلبية احتياجات المنزل لأن كل راتبه يذهب سدادا للأشخاص الذين أخذ منهم المال قبيل زفافه.
تقول سوزان "مصاريف حفل زفافي أثرت على جميع تفاصيل حياتي بعد ذلك، وبدأت المشاكل تنخر بيتنا مبكرا، فلا شيء أصعب من الدين وأنا نادمة كثيرا لأنني وضعت نفسي وزوجي في مأزق كبير يصعب الخروج منه الا بعد فترة طويلة".
وللشاب إيهاب دروزة (28 عاما) وجهة نظر مختلفة، فهو يشجع حفل الزفاف الضخم الذي تميزه الفخامة بتحضيراته كافة، لأنه يعتبر هذا اليوم هو فرحة العمر وبداية تغيير حقيقي لمجرى الحياة بكاملها، لذا لا بد أن يكون يوما تاريخيا مميزا بكل أحداثه.
غير أنه يعود ليؤكد أن الوضع المادي للعريس هو الذي يحدد ضخامة حفل الزفاف من عدمه، فكل إنسان أدرى بوضعه والتزاماته.ويشير الاختصاصي النفسي د. محمد الحباشنة، إلى أن ما يمارس حاليا في حفلات الزفاف يخرج كثيرا على المألوف والمنطق، وإقامة مثل تلك الحفلات التي تتم في أفخم الفنادق والقاعات هي حالة من حالات الطقوسية في المجتمع تضاف إلى أننا مجتمع استهلاكي.
ويقول: "يشكل حفل الزفاف قيمة عليا عند الإناث، فقد تتخلى عن الكثير من أشياء ومتطلبات أخرى بهدف أن تكون تلك الليلة مميزة ويتحدث عنها جميع الحاضرين، وبهذا نرى أن الإيثار الزوجي يسقط على محراب الطقس الزواجي المتمثل بالحفل، وبالتالي تراكم الديون في المستقبل".
ويضيف: "انتقل مجتمعنا للمبالغة في جميع المناسبات، فحتى حفلات أعياد الميلاد أصبحت لها طقوس وأنماط متعددة أكثر من الجانب المعنوي للشخص"، ويؤكد أن حفل الزفاف أنثوي تحديدا؛ أي أنه يخضع لرغبة الفتاة، ونراه عند الذكور أيضا، وأصبحنا نهتم بالمعاني الطقوسية أكثر من المعنوية.
ويبدي الموظف فهد النتشة (31 عاما) استغرابا شديدا من الشاب الذي تتراكم عليه الديون من أجل إقامة حفل زفاف ضخم يتحدث عنه كل الناس، ويعلق على الموضوع ساخرا بقوله "قام أحد المعارف لعائلتي بإحضار ثلاثة مطربين مشهورين لإحياء فقرة الزفة فقط، عدا عن التكاليف الأخرى".
يقول: "مظاهر البذخ التي نراها في بعض الحفلات سننساها بالتأكيد بعد فترة تسديدها، فهل يعقل اختيار قاعة أفراح أجرتها لثلاث أو أربع ساعات، عشرون ألف دينار أو مبالغ لا يكاد يستوعبها العقل؟".
ويضيف "بالنسبة لي، أكثر ما يهمني في ليلة العمر أن أشعر بالسعادة التي تنبع من ارتباطي بالفتاة المناسبة التي أتمناها كزوجة وأم صالحة لأولادي، بالإضافة إلى سعادة أهلي وعروسي والناس المشاركين بالحفل".
وترى سناء حماد (26 عاما) أن الإنفاق بسخاء على تحضيرات حفل الزفاف يمثل قيمة العروس ومكانتها ودرجة غلاتها عند العريس وأهله. وتقول: "نعيش اليوم في مجتمع يهتم بالمظاهر، وزواج هذه الأيام لم يعد هدفه التيسير والسترة بل المنافسة على إبراز المظاهر، لذلك نحن مضطرون للخضوع لهذه التقاليد السائدة، لذلك من الأفضل الارتباط برجل مقتدر ماديا، وإذا لم يتوفر هذا الرجل فلا داعي للزواج أصلا".
الاستشاري الاجتماعي والأسري د. مفيد سرحان، يقول "لا شك أن هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي أدت إلى ذلك؛ في مقدمتها ارتفاع تكاليف الزواج، ومن ذلك ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف؛ حيث تصل إلى مبالغ كبيرة تفوق بكثير إمكانات الشريحة العظمى من الشباب والأهل".
ويبين أن الغالبية تلجأ إلى الاستدانة، مما يرتب أعباء إضافية للزواج، مما يؤثر سلبا على مستوى الحياة المعيشية بعد الزواج، ويسبب مشاكل قد تؤدي إلى الطلاق في السنوات الأولى من الزواج.
الأصل أن تتناسب تكاليف الزواج مع متوسط الدخل والإمكانات، بحسب سرحان، وقد دعا الإسلام إلى التيسير والاقتصاد والاعتدال في كل شيء.
ويوضح أنه غالبا ما يلجأ الناس إلى مثل هذه الممارسات بسبب التماشي مع العادات السائدة، ولمعالجة هذه الظاهرة، فإننا بحاجة إلى نماذج قدوة من الوجهاء والشخصيات الرسمية والأهلية، وخصوصا الشخصيات المقتدرة حتى تثبت للآخرين أنها تنظم حفلات بتكاليف ميسرة، والابتعاد عن الإسراف والتبذير.
ويلفت إلى دور وسائل الإعلام في هذا المجال من حيث محاربة مظاهر الإسراف والبذخ والتركيز على نشر نماذج الزواج الميسر، فالفرح الحقيقي يكون بإرضاء الله تعالى ثم التصرف ضمن الإمكانات المتاحة."الغد"