الملك في مقابلة «سي إن إن»:قراءة عميقة ودقيقة للمشهدين الإقليمي والدولي
جو 24 : استقطبت مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع محطة CNN الاميركية والتي اجراها الاعلامي الاميركي الشهير وولف بليتزر وتم بثها يوم أمس، اهتماماً سياسياً ودبلوماسياً واعلامياً لافتاً، نظراً لما انطوت عليه من اجابات واضحة وصريحة وقراءة دقيقة وعميقة وتأكيد ثابت على مواقف الدبلوماسية الاردنية المعروفة والمعلنة إن لجهة التحذير الملكي المُبكر من مخاطر الارهاب وضرورة مواجهته عبر حشد الجهود الجادة والحقيقية أم لجهة العمل وفق نهج شمولي لدحر هذا الارهاب وتجفيف منابعه والذي وصفه جلالة الملك وعن حق بأنها حرب عالمية ثالثة ولكن بوسائل اخرى.
من هنا، وضع جلالة الملك الأمور في سياقها الطبيعي وفق قراءة تأخذ في الاسباب قبل ان تذهب الى النتائج، لأن معالجة الاسباب تشكل جزءاً كبيراً من المعركة وبخاصة ضد الارهاب، ما بالك ازاء الأزمات التي تعصف بالمنطقة سواء في سوريا أم في العراق والتوتر بين الرياض وطهران والذي شخّصه جلالته بموضوعية وشفافية منتصراً للأخوة التي تجمعنا مع المملكة الشقيقة حيث أكد جلالته ان الاشقاء في السعودية ينظرون من الزاوية الاخلاقية للمسألة، حيث انهم لا يريدون للتوتر ان يتصاعد نحو صراع سني - شيعي في المنطقة، لذا رأى جلالته ان الجميع يسعى لتهدئة الموقف والتركيز على الأمور ذات الاولوية خصوصاً محادثات فيينا التي تركز على الأزمة السورية.
وإذ أكد جلالته على ان الحرب على الارهاب هي فعلاً حرب عابرة للأجيال، ليس داخل الاسلام فحسب، وسننتصر فيها عندما نحقق نحن المسلمون، الغلبة على الخوارج الذين فقدوا صوابهم، وعندما نتواصل مع اتباع الأديان الاخرى، لنثبت لهم ان الاسلام لا يمثله من يمارسون الارهاب والذين لا يشكلون إلاّ واحداً بالعشرة بالمئة من اتباع ديننا، فإن جلالته اضاء على مسألة غاية في الأهمية يجب الانتباه اليها والتفريق في مقاصدها ومعانيها عند الحديث عن الارهاب، حيث حان الوقت للتفريق بين الحرب على داعش في سوريا والعراق والحرب الدولية على الخوارج، إذ ان عصابة داعش في هذين البلدين يمكن هزيمتها بسرعة كبيرة، فيما الحرب الدولية على الارهاب التي يصفها جلالته حرباً عالمية ثالثة بوسائل اخرى، هي حرب اجيال، ما يزيد من الأمل بأن يتحقق الجانب العسكري فيها على المدى القصير، اما المدى المتوسط فهو الجانب الاستخباري والأمني، فيما المدى الطويل هو الجانب الفكري والتربوي لهذه الحرب.
نحن اذاً، امام قراءة ملكية تتسم بالشمولية والتوصيف الدقيق للمشهد الاقليمي وتعقيداته وسبل الخروج من دائرته وفق منهج عملي وميداني صحيح وفاعل في ظل تطورات متلاحقة تتجاوز الازمة السورية والاوضاع المتدهورة في العراق الى ما يحدث في الاقليم على ضوء الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة الدولية ذات الدول الست حيث أكد جلالته بضرورة الربط بين الاتفاقية النووية واداء ايران في ما يتعلق بالملفات الاخرى، لذا يجب ان يكون هناك تقييم لأداء ايران وسيرى الاردن كيف سيتم ذلك، خصوصاً ان للاردن علاقات مع ايران ولكن من الواضح اننا نشهد تدخلات ايرانية في اليمن وافريقيا والعراق وسوريا ولبنان وافغانستان، وننظر بعدم ارتياح لهذا الامر، كذلك فان رفع العقوبات عن ايران وتسلمها مائة مليار دولار، يشكل مصدر قلق العديد من دول المنطقة.
مقابلة جلالة الملك مع محطة CNN شكلت فرصة اخرى للاضاءة على الجهود المكثفة التي بذلها جلالته في شأن الأزمة السورية مع القيادة الروسية، والرئيس بوتين، حيث أكد جلالته ان علينا ان نتعامل مع الروس في نهاية المطاف، لأنه لو استطعنا كسب الروس - كما قال جلالته - ليصبحوا جزءاً من عملية التنسيق في الحرب على الارهاب، سيكون الوضع افضل كثيراً، لكن المسألة مرهونة بقدرة موسكو وواشنطن على ايجاد حل لها، فضلاً عن ان هناك تنسيقاً اردنياً روسياً لتحقيق وقف اطلاق نار في جنوب سوريا، والروس يدركون تماماً ان علينا في الآن ذاته، وعاجلاً ام آجلاً، ان نوفر آلية تسمح للعملية السياسية ان تمضي قُدُماً، وهذا يعني في نظر الجميع رحيل بشار الأسد، ورغم ان هناك أملاً ان على بشار ان يتنحى اليوم فيما الروس يقولون ليس قبل 18 شهراً.
مسألة عبء اللجوء السوري الذي يرهق كاهل الاقتصاد الاردني ويضغط بقوة على موارده المحدودة، اضاء عليها جلالته في شكل لافت وبخاصة في حسم جلالته انه لا يمكن التشكيك في التزام الاردن تقديم الرعاية لهؤلاء اللاجئين من ناحية انسانية واخلاقية، وعلينا ان نكون في غاية الحذر مع تفهمنا قلق بعض الدول، ومع هذا، يجب ان لا نغفل عن مأساة اللاجئين وعلى الجميع مساعدتهم.
الرأي
من هنا، وضع جلالة الملك الأمور في سياقها الطبيعي وفق قراءة تأخذ في الاسباب قبل ان تذهب الى النتائج، لأن معالجة الاسباب تشكل جزءاً كبيراً من المعركة وبخاصة ضد الارهاب، ما بالك ازاء الأزمات التي تعصف بالمنطقة سواء في سوريا أم في العراق والتوتر بين الرياض وطهران والذي شخّصه جلالته بموضوعية وشفافية منتصراً للأخوة التي تجمعنا مع المملكة الشقيقة حيث أكد جلالته ان الاشقاء في السعودية ينظرون من الزاوية الاخلاقية للمسألة، حيث انهم لا يريدون للتوتر ان يتصاعد نحو صراع سني - شيعي في المنطقة، لذا رأى جلالته ان الجميع يسعى لتهدئة الموقف والتركيز على الأمور ذات الاولوية خصوصاً محادثات فيينا التي تركز على الأزمة السورية.
وإذ أكد جلالته على ان الحرب على الارهاب هي فعلاً حرب عابرة للأجيال، ليس داخل الاسلام فحسب، وسننتصر فيها عندما نحقق نحن المسلمون، الغلبة على الخوارج الذين فقدوا صوابهم، وعندما نتواصل مع اتباع الأديان الاخرى، لنثبت لهم ان الاسلام لا يمثله من يمارسون الارهاب والذين لا يشكلون إلاّ واحداً بالعشرة بالمئة من اتباع ديننا، فإن جلالته اضاء على مسألة غاية في الأهمية يجب الانتباه اليها والتفريق في مقاصدها ومعانيها عند الحديث عن الارهاب، حيث حان الوقت للتفريق بين الحرب على داعش في سوريا والعراق والحرب الدولية على الخوارج، إذ ان عصابة داعش في هذين البلدين يمكن هزيمتها بسرعة كبيرة، فيما الحرب الدولية على الارهاب التي يصفها جلالته حرباً عالمية ثالثة بوسائل اخرى، هي حرب اجيال، ما يزيد من الأمل بأن يتحقق الجانب العسكري فيها على المدى القصير، اما المدى المتوسط فهو الجانب الاستخباري والأمني، فيما المدى الطويل هو الجانب الفكري والتربوي لهذه الحرب.
نحن اذاً، امام قراءة ملكية تتسم بالشمولية والتوصيف الدقيق للمشهد الاقليمي وتعقيداته وسبل الخروج من دائرته وفق منهج عملي وميداني صحيح وفاعل في ظل تطورات متلاحقة تتجاوز الازمة السورية والاوضاع المتدهورة في العراق الى ما يحدث في الاقليم على ضوء الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة الدولية ذات الدول الست حيث أكد جلالته بضرورة الربط بين الاتفاقية النووية واداء ايران في ما يتعلق بالملفات الاخرى، لذا يجب ان يكون هناك تقييم لأداء ايران وسيرى الاردن كيف سيتم ذلك، خصوصاً ان للاردن علاقات مع ايران ولكن من الواضح اننا نشهد تدخلات ايرانية في اليمن وافريقيا والعراق وسوريا ولبنان وافغانستان، وننظر بعدم ارتياح لهذا الامر، كذلك فان رفع العقوبات عن ايران وتسلمها مائة مليار دولار، يشكل مصدر قلق العديد من دول المنطقة.
مقابلة جلالة الملك مع محطة CNN شكلت فرصة اخرى للاضاءة على الجهود المكثفة التي بذلها جلالته في شأن الأزمة السورية مع القيادة الروسية، والرئيس بوتين، حيث أكد جلالته ان علينا ان نتعامل مع الروس في نهاية المطاف، لأنه لو استطعنا كسب الروس - كما قال جلالته - ليصبحوا جزءاً من عملية التنسيق في الحرب على الارهاب، سيكون الوضع افضل كثيراً، لكن المسألة مرهونة بقدرة موسكو وواشنطن على ايجاد حل لها، فضلاً عن ان هناك تنسيقاً اردنياً روسياً لتحقيق وقف اطلاق نار في جنوب سوريا، والروس يدركون تماماً ان علينا في الآن ذاته، وعاجلاً ام آجلاً، ان نوفر آلية تسمح للعملية السياسية ان تمضي قُدُماً، وهذا يعني في نظر الجميع رحيل بشار الأسد، ورغم ان هناك أملاً ان على بشار ان يتنحى اليوم فيما الروس يقولون ليس قبل 18 شهراً.
مسألة عبء اللجوء السوري الذي يرهق كاهل الاقتصاد الاردني ويضغط بقوة على موارده المحدودة، اضاء عليها جلالته في شكل لافت وبخاصة في حسم جلالته انه لا يمكن التشكيك في التزام الاردن تقديم الرعاية لهؤلاء اللاجئين من ناحية انسانية واخلاقية، وعلينا ان نكون في غاية الحذر مع تفهمنا قلق بعض الدول، ومع هذا، يجب ان لا نغفل عن مأساة اللاجئين وعلى الجميع مساعدتهم.
الرأي