رسائل الحركة الاسلامية والحراكات الشعبية في "جمعة إنقاذ الوطن"

رسالة الحركة الاسلامية حملها إلى النظام عشرات الآلاف من المشاركين في جمعة "إنقاذ الوطن"، حيث لم تتمكن حملة الترهيب والتحريض ضد "الفعالية الكبرى" من الحيلولة دون نجاح الاسلاميين في تحقيق الرقم الذي أعلنوه عندما تقرر تنظيم هذه الفعالية، رغم محاولات وسائل الإعلام الرسمي التقليل من أعداد المشاركين، في محاولة بائسة للتخفيف من وطأة الرسالة التي حملها إلى جانب الاسلاميين نحو 84 حراكا شعبية من مختلف مدن ومحافظات المملكة.

ولحسن الحظ.. تراجعت السلطة عن قرارها بترك المعتصمين دون أية حماية أمنية في الوقت الذي كان مقررا فيه تنظيم مسيرة مناوئة، حيث تم إلغاء تلك المسيرة، كما أسهم التواجد الأمني الكثيف بمرور الأمر بسلام، حيث حاول بعض "البلطجية" الاعتداء على المشاركين الذين كانوا يتوافدون إلى ساحة المسجد الحسيني قبل بدء الفعالية.

الشعارات التي رددها المشاركون في المسيرة اتسمت بارتفاع سقفها، موجة خطابها إلى صاحب القرار، حيث أكدت الحركة الاسلامية أن هذه الفعالية تمثل نتائج الاستفتاء على ثقل الاسلاميين في الشارع الأردني، ومدى قدرتهم على قيادة مسيرة الإصلاح التي تشهدها البلاد منذ نحو 19 شهرا.


وكانت قضية معتقلي الرأي من نشطاء الحراك الشعبي بارزة في خطاب منظمي المسيرة، حيث سلطوا الضوء على هذه القضية مطالبين بالإفراج عن كافة المعتقلين. كما اتسم خطاب الاسلاميين بالدعوة إلى "إسلام الدولة المدنية" عبر العديد من اليافطات والهتافات والكلمات التي ألقيت خلال الفعالية.


رسالة أخرى وجهتها الحركة الاسلامية تضمنت موقفها من مجمل القضايا الخارجية، حيث قام المشاركون بإحراق العلمين الأمريكي والاسرائيلي، مطالبين بإلغاء معاهدة وادي عربة. واعتبر البعض أن هذه الخطوة شكلت ضرورة بالنسبة للاسلاميين للرد على الاتهامات المتعلقة بموقفهم من القضايا الخارجية.

التحام الحراكات الشعبية إلى جانب الاسلاميين في هذه الفعالية، عبّرت عن قدرة الاسلاميين الذين لوحوا بسلسلة اجراءات تصعيدية، مؤكدين على أن مطالبهم لا تقف عند حدود تغيير قانون الانتخاب، بل تتجاوزها إلى إنجاز التعديلات الدستورية التي تحقق مبدأ "الشعب مصدر السلطات".

وجاءت هذه الفعالية فور عودة الملك إلى البلاد، لتحمل رسالة أخرى حملها تكاتف الحراكات الشعبية والحركة الاسلامية والتفافها حول مطلب "إنقاذ الوطن"، عبر الاستجابة لنبض الشارع وتلبية المطالب الإصلاحية ، الذي بات يشكل ضرورة وطنية لا يمكن تجاهلها.