مجلة بريطانية:هل وصل الربيع العربي الى الاردن؟
ترجمة د. حسن البراري- تجمع الاف المتظاهرين في العاصمة الاردنية عمان مطالبين باصلاحات دستورية، واذا ما وصل عدد المتظاهرين الى خمسين الف متظاهر وهو الرقم الذي توقعته المعارضة فإن المعارضة تكون قد حققت بذلك اكبر تظاهرة بتاريخ الاردن، وقد تجمع ما يقارب الألفين شرطي في منقطة المظاهرة التي انطلقت بعد انتهاء صلاة الجمعة.
والاردن بقي هادئا نسبيا طيلة فترة الربيع العربي التي شهت غضبا شعبيا في منطقة الشرق الاوسط. وفي الاردن تم احتواء المسيرات منذ شهر اذار عام ٢٠١١ ولم تصل الاحتجاجات الى العاصمة الاردنية. غير ان الاستياء من بطء رتم الاصلاح وصل الى ذروته. وقد اضطر الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة على ارضية ارتفاع مستويات التوتر الناتجة عن تأخير الاصلاحات. وحسب صحيفة الغارديان البريطانية فإن خطوة الملك بحل البرلمان كانت لتجنب مواجهات عنيفة بين مسيرة قادتها الحركة الاسلامية وبين مؤيدي الحكومة الذي خططوا لمظاهرة بنفس اليوم.
ويقول مارك لينش، استاذ الدراسات الشرق اوسطية بجامعة جورج واشنطن إن الانتخابات المبكرة كانت متوقعة منذ وقت طويل وبالتالي لا تشكل تغيرا كبيرا. واشار مارك لينش الى أن قانون المطبوعات الذي قيّد من حريات الانترنت سيكون له اثارا مدمرة على قطاع الانترنت في الاردن وهو قطاع يوظف الشباب الاردنيين. ويضيف مارك لينش انه من الصعب ان تجد فائدة من اقصاء وتهميش وتغريب الشباب والانقضاض على المصدر الرئيسي لآمالهم الاقتصادية في وقت تمر فيه البلاد بمشاكل اقتصادية كبيرة وغليان سياسي.
ووفقا لما قاله ايان بلاك من صحيفة الغارديان فإن الحركة الاسلامية تشعر بالاستقواء بسبب التطورات الاقليمية، وخاصة بعد النجاحات التي حققها الاسلاميون في كل من مصر وتونس. ويرى مراقبون ان الامر يعتمد على عدد المشاركين في مسيرة اليوم الجمعة، فإذا ما تمكن الاسلاميون من حشد خمسين الف مشارك فان هذا سيكون بمثابة نقطة تحول في التاريخ السياسي بالاردن، اما اذا قل الرقم عن هذا الحد فان مصداقية الجماعات التي دعت للمسيرة سيلحق بها ضررا.
ويرى مارك لينش ان عواقب مسيرة اليوم لا يمكن توقعها، فالخوف من امكانية تكرار الفوضى الدموية بسوريا يمكن له ان يحبط المحتجين حتى مع اتساع رقعة الشكاوى، لكن الى متى يمكن ان يكون ذلك كافيا؟ ويتساءل مارك لينش فيما اذا كان اجراء انتخابات مخيبة للامال يمكن لها ان تطلق شرارة الغليان الى شيء اكثر؟
عن ذا ويك