كيف تتخطّى ارتدادات حدث انفصالك عن الحبيب؟

جو 24 : لعلّ الفراغ الذي يولّده انفصال الثنائي هو من أصعب الفترات التي قد يمرّ بها الإنسان على الإطلاق، الّا أن المكوث مع ذكريات الماضي قرارٌ لا يولّد سوى المزيد من الأسى والتحسّر. لذلك، لا بدّ من القيام ببعض الإجراءات التي تساهم حتمًا في تخطّي هذا العائق الكبير وبأقل تكلفة نفسيّة وعاطفيّة ممكنة. البداية تكمن من خلال اللجوء الى الأصدقاء والشروع في إقامة مشاريع ونشاطات ترفيهيّة بوتيرة مستمرّة، لكن ذلك لا يكفي، بل لن يأتي وحده بالحلّ المثالي، لأن شعور الحبّ يتخذ مكانة مختلفة عن معنى الصداقة في حياة الإنسان مهما كان للأخير دورٌ في قتل الإحساس بالوحدة. وفي حين قد يوحي الجو العام للحبيب الخائب بالنفور من مفهوم الحب عموماً وعدم الرغبة بالدخول في علاقة أخرى، الّا أن فكرة وجود شخص جديد يحمل معه بوادر علاقة عاطفيّة جديدة في حياة الإنسان من شأنه أن يقلب الصفحة حتمًا. وليس من الضروري في هذا السياق الدخول الفعلي في علاقة جديدة، بل فكرة بناء قصر غرام جديد بدءًا من الركيزة الأولى قادرة وحدها أن تمحي الماضي من ذاكرة الحاضر.

أمّا الحيرة بين تصفح الصور والرسائل الالكترونيّة التي سبق أن جمعتنا بالحبيب، وبين التفكير في التخلّص منها نهائيًّا لطيّ الصفحة نهائيًّا، فإن القرار في هذا الإطار صعب. والأجدر بعد انتهاء العلاقة عدم توافر هذه المذكرات على الهاتف الشخصي بل نقلها الى الحاسوب وتصفّحها من وقتٍ لآخر عند الشعور بالحنين، لأن تلك المرحلة كانت قد شكّلت لحظات جميلة في الماضي وفعل العودة اليها سيكون جزءًا من استعادة طبيعيّة لنوستالجيا عتيقة لكنها عذبة.

ولكن من المستحسن أيضًا التخلّص من هاجس متابعة الحبيب السابق على وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكيّة، والتخلّص من هذه العادة يحصل بسهولة من خلال التعرّف إلى أكبر عدد ممكن من الأصدقاء الجدد الكترونيًّا والذين من شأنهم أن يخلقوا لكم عالمًا افتراضيًّا جديدًا مختلفًا عن العالم الافتراضي السابق. كما أن العائلة الصغيرة هي جزءٌ من الحلّ، وهي قادرة على توفير نوع من الأمان المقابل للزعزعة العاطفيّة، ويترجم ذلك من خلال التقرب أكثر من الوالدين والإخوة على حدٍّ سواء. أما على صعيد النشاطات الترفيهيّة المرجوّة التي تساهم في تحسين المزاج، فيمكن الحديث عن الدخول في معترك تجربة أنشطة غريبة لم يسبق لكم أن قمتم بها، كتعلّم تحضير الأطباق السريعة أو شراء ألعاب الفيديو الحديثة، أو الاهتمام أكثر بالحياة المهنيّة والمكوث أكثر في مكان العمل والمثابرة للحصول على اطراءٍ معنويٍّ وتحفيزاتٍ ماديّة على حدٍّ سواء. ويبقى للحياة تفرّعاتٌ عديدة تختلف عن الحب الذي رغم أهميّته، الّا أن كثيرين استطاعوا العيش حياةً سعيدةً كاملة من دون أن يقرع بابهم أحد.
"وكالات"