هل ترفع سياسات الحكومة نسبة الاصابة بالامراض الصدرية؟
فرح راضي الدرعاوي - يتحلى المزارعون بميزة فريدة عمن سواهم، حيث يمتلك اولئك قدرة مذهلة على التأقلم مع واقعهم الصعب بالاستفادة من كلّ الطاقات والامكانات المتوفرة لديهم، ولعل تحدي توفير الطاقة في ظل ارتفاع أسعارها محليا هو أكبر تحدّ يمكن أن يواجهونه اليوم بالنظر إلى تدهور قدرتهم المالية جراء السياسات العامة التي تتبعها الحكومة وتخلي وزارة الزراعة عنهم في كثير من الجوانب.
وخلال السنوات الأخيرة، صارت مدافئ الجفت تلقى رواجا أكثر بين المواطنين في المناطق الحضرية، نظرا للكلفة المادية المنخفضة مقارنة بالكاز والغاز والكهرباء التي قام رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور برفع أسعارها دونما أي شعور بأحوال الأردنيين.
لم يلتفت أولئك المواطنون الذين أعيتهم سياسات الحكومة بما تلحقه هذه المادة "الجفت" من أضرار بصحتهم؛ بالتأكيد ستكون أقل بكثير من الأمراض التي قد تصيبهم نتيجة مضاعفة العمل لمجاراة ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء..
سياسات حكومية تدفع المواطن للممارسات الخاطئة
وفي ذلك السياق، يقول رئيس الدائرة الاقتصادية في حزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور سليمان الشياب أن الكثير من المواطنيين باتوا يستخدمون مادة الجفت في التدفئة المنزلية نظرا لانخفاض كلفتها مقارنة بأسعار المواد الاخرى كالكاز والغاز.
وبين الشياب أن حصة الوقود من موازنة العائلة عالية جدا، رغم انخفاض أسعار النفط عالميا، كما أن هذه الحصة تتعدى على الحصص والنفقات الاخرى من أجور النقل والمواد الغذائية الصحة والتعليم مما أدى الى لجوء الاشخاص الى استخدام مواد بديلة للتخفيف من مخصصات الوقود وصرفها على قطاعات أخرى تهم افراد العائلة.
وأشار الشياب الى أن سياسات الحكومة ذات العقلية الجبائية لا الاقتصادية هي ما دفع المواطن للجوء الى أمور تضر بالسلامة العامة لافتا الى حديث وزير المالية بخصوص المديونية والالتزامات المترتبة على صندوق النقد الدولي، الأمر الذي اعتبره الخبير الاقتصادي مؤشرا لمزيد من الضرائب وربما رفع الدعم عن الخبز.
وعبّر الشياب عن تخوفه من أن تحمل الايام القادمة ما هو أسوأ للمواطن الأردني نتيجة التصرفات غير المدروسة من قبل الحكومة.
بعد الأمراض النفسية.. أمراض صدرية!
قبل نحو شهر من اليوم، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع مستوى اشغال المركز الوطني للصحة النفسية في العام 2015 بنسبة 6.4% عن الأعوام السابقة، وقال رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنيين الدكتور محمد الحباشنة في حينها أن "الغموض السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقيميّ الذي يعيشه المواطنون أحد أبرز الأسباب الكامنة وراء زيادة نسبة الاصابة بالقلق والتوتر".
في الحقيقة، ان سياسات حكومة النسور لن تكون سببا في ارتفاع نسبة المصابين بأمراض القلق والتوتر وربما القلب، بل يبدو أنها ستكون سببا بارتفاع نسبة المصابين بالأمراض الصدرية نتيجة استخدام مدافئ الحطب والجفت!
الطبيب الأخصائي محمد العياصرة أكد في أحد التقارير المنشورة عبر صفحات يومية الدستور أن استخدام مدافئ الكاز او الحطب اوالجفت، واستنشاق الادخنة المنبعثة منها يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الصدرية والتنفسية ويزيد معاناة مصابي أمراض الداء الرئوي الإنسدادي المزمن ومصابي أمراض الربو والتحسس.
واضاف ان هناك ممارسات خاطئة من قبل العديد من المواطنين الذين يضعون المواد البلاستيكية وبقايا الأطعمة داخل مدفأة الحطب وبالتالي ينتج عن الإحتراق مواد سامة وخطيرة وقد تكون مسرطنة إذا تم إستخدامها بشكل متواصل..