اكتشاف ثقبين أسودين بمجرة التبانة
أفاد علماء الفضاء أنهم اكتشفوا ثقبين أسودين متواريين داخل عنقود من النجوم المتراصة في مجرة درب التبانة.
وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن فريق العلماء الدولي فوجئ عندما لاحظ، ما بدا أنه ثقبان أسودان، كل واحد منهما أضخم بما بين 10 و20 ضعفا من شمسنا، قرب لب عنقود من النجوم يسمى "ميسيير 22 (إم22)".
وهذا الكشف يعارض كثيرا من العلم المسلم بصحته حول عناقيد النجوم الكروية التي يبلغ عمرها نحو عشرة مليارات سنة في المتوسط وتضم نحو مليون نجم.
وكان الباحثون في الجوانب النظرية يعتقدون إمكانية وجود ما لا يزيد على ثقب واحد ماص للمادة في العنقود الكروي الواحد، الذي يوجد منه العشرات في درب التبانة.
وقال ميلر جونز، أحد العلماء المعدين للدراسة من المركز الدولي لبحوث علم الفلك الإشعاعي بأستراليا، "كنا نبحث عن ثقب واحد كبير في وسط عنقود النجوم لكن بدلا من ذلك اكتشفنا ثقبين أصغر خارج المركز بقليل. وكان هذا الكشف مفاجئا جدا. وهذا يعني أن كل النظرية والمحاكاة تحتاج لمراجعة وتنقية".
ويشار إلى أن محاكاة تطور عنقود نجمي قد أظهرت أن كثيرا من الثقوب السوداء تتكون مبكرا في تاريخ العنقود.
وكان العلماء يعتقدون أن الثقوب السوداء تغوص نحو منتصف العنقود حيث تبدأ "رقصة" تجاذبية، ويُقذف معظمها خارج العنقود مع بقاء ثقب واحد فقط.
لكن فريق العلماء قال إن تقييمهم للصور المأخوذة بأشعة إكس والصور اللاسلكية والبصرية بالأشعة تحت الحمراء للعنقود النجمي إم22، قادهم إلى استنتاج أن الأشياء التي رصدوها كانت في الحقيقة ثقوبا سوداء.
ومن المعلوم أن الثقوب السوداء هي مناطق كثيفة جدا فيما يعرف بـ"الزمكان" -وهي كلمة منحوتة من كلمتي الزمان والمكان لتعبر عن الفضاء الرباعي الأبعاد الذي أدخلته النظرية النسبية ليكون فضاء الحدث بدلا من المكان المطلق الفارغ في نظرية الكم- حيث تكون القوة الجاذبة شديدة جدا لدرجة أنه حتى الضوء لا يستطيع الانفكاك منها. والعلماء الذين يدرسون هذه الثقوب يأملون أن يتعلموا أكثر عن تطور المجرات. والثقب الأسود هو ما يتبقى عندما يموت نجم ضخم وينهار في ذاته.
وأشار خبراء المجال إلى أنه إذا صح الأمر فإن الثقبين الأسودين في العنقود النجمي إم22 يكونان أول عنقودين يُكتشفان في عنقود كروي في مجرتنا. وإم22 يبعد نحو 10 آلاف سنة ضوئية عن الأرض.
وقال ميلر جونز إن "إم22 قد يحوي نحو مائة ثقب أسود لكننا لا نستطيع اكتشافها ما لم تكن تتغذى بنشاط على النجوم القريبة".
ومن الجدير بالذكر أن الثقوب السوداء عادة ما تكون متوارية وساكنة وغير مكتشفة في مركز المجرات، لكن يمكن تتبعها أحيانا من خلال بقايا الفضلات عندما تتغذى على النجوم التي تغامر بالاقتراب منها. (الجزيرة.نت)