jo24_banner
jo24_banner

عام 2016.. مشاريع تهويدية عملاقة حول الأقصى وتكريس للاقتحامات

عام 2016.. مشاريع تهويدية عملاقة حول الأقصى وتكريس للاقتحامات
جو 24 : خلصت قراءة أجراها المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس" لمجريات وتطور الأحداث في المسجد الأقصى خلال العام 2015 مقارنة بالسنوات الست السابقة التي تقلد فيها بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أن العام 2016 مرشح لأن يكون حافلًا باستهداف الأقصى على ثلاث محاور رئيسة.

وأوضح المركز أن المحور الأول يتمثل في تكثيف تنفيذ وتخطيط المشاريع التهويدية العملاقة حول الأقصى، والثاني فيتمثل في تعميق الحفريات أسفله وزيادة الكنس والمتاحف، في حين يبيّن المحور الثالث سعي الاحتلال لتكريس الاقتحامات الدينية اليهودية للمسجد.

وقال "والمحاور الثلاث إن وقعت، فإنها ستفاجئ الجميع بتعميق وتوسع انتفاضة القدس، التي انطلقت مفاجئة للجميع، انتصارًا للمسجد الأقصى والقدس والمقدسات والحرمات".

وأضاف أنه في المحور الأول ظهر جليًا أن الحكومات الإسرائيلية التي ترأسها نتنياهو، قد ركّزت مشاريعها التهويدية حول الأقصى ومنطقة البراق وسلوان، حيث شهد العام 2015 إنجازًا احتلاليًا كبيرًا في بناء المشروع التهويدي "بيت شطراوس" في كتف جسر أم البنات الملاصق لساحة البراق، ومنها افتتاح مركز شرطي عملياتي متقدم ومكاتب تشغيل، بالإضافة إلى حمامات ومغتسلات.



وبحسب معطيات ومخططات تهويديها بهذا الخصوص، اطلع عليها "كيوبرس"، يتبيّن أن الاحتلال سيواصل أعماله لإتمام "بيت شطراوس" ليكون أحد المعالم الحديثة التي تهوّد محيط الأقصى.

وفي السياق عينه، صودق نهاية العام 2015 على مخطط "بيت الجوهر التهويدي" – ثلاث طبقات قبالة المسجد الأقصى في أقصى ساحة البراق الغربية -بعد نقاش طويل استمر لنحو ثمان سنوات.

ومن المرجح أن يسارع الاحتلال في نشر عطاءات تنفيذية قريبًا للبدء في هذا المشروع المدعوم على كافة الأصعدة من قبل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وحسب "كيوبرس"، فإن خطوات الاحتلال التهويدية في 2015 وبدايات العام الحالي، توضح اهتمام أذرع الاحتلال في إقامة المشروع التهويدي العملاق في الجهة الجنوبية للأقصى في مدخل حي وادي حلوة /سلوان، وهو ما عرف بمشروع "الهيكل التوراتي"، بارتفاع سبع طبقات، وهناك ضغط حكومي مباشر ومتكرر للمصادقة عليها بصورته المكبّرة، ومن المتوقع أن يتم ذلك في الأشهر القريبة من هذا العام.

ويُضاف إلى ذلك ملف نقل الصلاحيات التشغيلية الإدارية لمنطقة القصور الأموية جنوب الأقصى، إلى جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ما يعطي المزيد من إمكانية تنفيذ وتخطيط مشاريع تهويدية عملاقة مثل مشروع "ديفيدسون – الحديقة الأثرية".

وأضاف "إذا ربطنا كل ما ذُكر أعلاه، فما تم الإعلان والاتفاق عليه خلال الجلسة الأولى لحكومة نتنياهو الأخيرة وسط 2015، وإقرار مبدئي لميزانيات ضخمة لمشاريع تهويدية لمنطقة البراق، والتبني المبدئي لخطة رئيس بلدية الاحتلال في القدس بخصوص المدينة؛ يؤكد أن تنفيذ وتخطيط مشاريع تهويدية عملاقة حول الأقصى سيكون محل عناية ومتابعة عام 2016، خاصة أنه يستعد لاحتفال اليوبيل لاحتلال شرقي القدس والأقصى في عام 2017.



الحفريات

وعلى مستوى الحفريات حول وأسفل الأقصى، فمن الواضح أن الاحتلال قد ركّز على مناطق محددة للحفريات في السنوات الأخيرة، والعام الماضي، وتمثل ذلك في توسيع وتعميق الحفريات أسفل أساسات المسجد في الزاوية الجنوبية الغربية للحائط الجنوبي، وكذلك في حفريات وادي حلوة/سلوان المتجهة والمتصلة بالحفريات أسفل المسجد من الناحية الغربية.

وتوقع "كيوبرس" أن يشهد العام 2016 مزيدًا من التركيز عل توسيع وتعميق مواقع هذه الحفريات وتكثيف استعمالاتها ككنس ومزارات ومتاحف يهودية في باطن الأرض تصب في حيّز تمرير الرواية التلمودية.

ويتضح من دراسات إحصائية نشرت حول أعداد المقتحمين وتدنيسهم للأقصى، بالإضافة إلى إجراء مقارنات ومقاربات للعديد من هذه الإحصائيات؛ أن عدد المقتحمين في عهد حكومات نتنياهو من العام 2009-2015 قد تضاعف بشكل كبير جدًا.

وبحسب مصادر إسرائيلية تضاعف العدد بأكثر من 200% في الفترة المذكورة، وبنسبة أكبر وفق مصادر إعلامية تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية.

في حين تؤكد إحصائيات ميدانية أجرتها عدة جهات بحثية، ومؤسسات سابقة كانت تعنى بشؤون الأقصى كـ"مؤسسة الأقصى" و"مؤسسة عمارة الأقصى" أن النسبة تضاعفت بنحو 300%، وهنا الفارق في الإحصائية عدديًا وليس مبدئيًا، بحيث لم يتم احتساب سوى عدد المستوطنين المقتحمين، واستُثنيت الاقتحامات اليهودية بلباس مدني لا ديني، أو اقتحامات جنود الاحتلال بلباس عسكري أو المخابرات.

وعلى كل حال، فبحسب مصادر إسرائيلية فإن عدد المقتحمين للمسجد بلغ في عام 2009 نحو 5658 مقتحمًا، ووصل في عام 2015 إلى 10766.

وتبين من إحصاء دائرة الأوقاف أن عدد المقتحمين عام 2009 بلغ 5931 مقتحمًا، ووصل في 2015 إلى نحو 11489 مقتحمًا، فيما تشير احصائية "كيوبرس" إلى أن عدد المقتحمين في 2009 بلغ نحو 5500 مقتحمًا، وفي 2015 نحو 14074 مقتحمًا، إذًا "كل الاحصائيات تشير إلى أن العام 2014 كان الأعلى في الاقتحامات بفارق مئات عن العام 2015".

وترجح قراءة "كيوبرس" لمعطيات الاقتحامات وتطور أشكالها ومضامينها، بأن الاحتلال حاول أن يصل إلى سقف عددي سنويًا للمسجد الأقصى، من خلال قفزات بخمسة آلاف، ثم عشرة آلاف وبعدها 15 ألف، كما أنه سيحاول الحفاظ عليها عدديًا.

لكنه من المرجح أن يبدأ العمل على تسويق الاقتحامات وكأنها ليست مجرد زيارات عددية، بل هي زيارات تحتوي على مضامين تعبدية بغلاف حقوق الانسان في حرية العبادة، وسيحاول الاحتلال استغلال واستثمار تفاهمات "كيري" الأخيرة حول الأقصى لتمرير مثل هذه الاقتحامات الدينية اليهودية.

وقال المركز "وفي المجمل، فإن هذه الملفات الثلاث الاقتحامات، الحفريات والتهويد، تشير إلى إصرار الاحتلال على السعي قدمًا في تعميق استهداف المسجد الأقصى، وتشكل في مجموعها خطرًا داهمًا عليه".

وفي المقابل، سيرشّح ذلك استمرار انتفاضة القدس واتساع رقعتها، وذلك يعود لأن أهم العوامل التي دفعت للانتفاضة وفاجأت الجميع هي الاعتداءات غير المسبوقة في حدتها على الأقصى، وإصرار الاحتلال على مواصلة إيقاع الأذى والاعتداء على القدس والأقصى.

لذلك، فمن المرجح أن نفاجأ في قادم الأيام، بانتفاضة أوسع وأشد ضراوة، انتصارًا للقدس والأقصى والمقدسات والحرمات.

(صفا)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير