" بروكلين" يغازل الجمهور برومانسية مفرطة
جو 24 : لخمسينيات القرن الماضي، يحيلنا المخرج الإيرلندي جون كرولي في فيلمه الأخير »بروكلين«، الذي قدمته، أول من أمس، شركة فرونت رو بعرض خاص في فوكس سينما بمول الإمارات، ليتنقل بنا بين إيرلندا ونيويورك، وفيه تعيش الشابة »أليس لاسي« (الممثلة سواريز رونان) في بلدة إيرلندية صغيرة، تعمل في عدد من الوظائف المناسبة لسنها..
ولكن يتم إقناعها بأن ترحل إلى مدينة بروكلين بولاية نيويورك الأميركية، لتجرب هناك حياة جديدة، وهي الحياة التي تتأقلم معها سريعاً، لتقع »اليس« في حب طوني (الممثل إيموري كوهين)، لتعود مجدداً إلى وطنها الأم بعد مرورها بمأساة تجبرها على العودة، لتجد أمامها »جيم فاريل« (الممثل دومنال جليسون)، الذي طالما دأب على التودد إليها، رغبة بالتقرب منها، لتصبح »اليس« بذلك على المحكّ ، بين أن تبقى في بلدها التي أصبحت ظروفها أفضل، وبين العودة إلى بلاد »العم سام« التي بهرت ببريقها.
معايير فنية
ذلك ملخص عام لأحداث »بروكلين«، المقتبس عن رواية الإيرلندي كولم تويبين، بالعنوان نفسه والصادرة عام 2009، والذي يغازل الجمهور بما فيه من رومانسية مفرطة، تكاد تفيض بها مشاهده التي غلب عليها الطابع الدرامي، ليعيد المخرج من خلالها إحياء »الحلم الأميركي«. إلا أن رهان المخرج في الفيلم بدا واضحاً حول كيفية صنع فيلم يتمتع بالمعايير الفنية التي ترضي النقاد..
وأن يقدم في الوقت ذاته فيلماً يرضى عنه الجمهور، الذي غازله المخرج بكمية الرومانسية العالية التي وظفها في الفيلم، الذي يأسرك منذ بدايته، حيث تفتتح أحداثه بالتركيز على علاقة الشقيقتين..
ورغم عدم طول المشهد، إلا أنه يظهر مدى قوة وصلابة العلاقة، رغم ما بينهما من نقيض، فالأولى هادئة وغير واثقة بنفسها، ولكنها تتمتع بقدر من الذكاء، أما الأخرى »روز« (الممثلة فونيا غلوسكوت)، فهي عملية، وتعمل مديرة حسابات وتهوى الرياضة والظهور الاجتماعي.
نجاح بروكلين في مغازلة الجمهور والنقاد على حد سواء، لم تكن بسبب حرفية المخرج وحده، والذي يمتلك برصيده فيلمي »انترميشن« (20036) و»بوي إيه« (2007)، وكلاهما يقعان في خانة الدراما، وإنما لعب كاتب السيناريو الروائي الإنجليزي نيك هورنيي، المتخصص في تحويل الأعمال الأدبية للسينما، دوراً في ذلك، فخبرته ساعدت في تقديم فيلم جميل، استحق عن جدارة الترشح لجائزة الأوسكار 2016 كأفضل فيلم.
أداء
اللافت في الفيلم، ليست القصة بحد ذاتها، والتي قدمت مرات عدة سينمائياً، كما في »الأحفاد« لجورج كلوني، و»البحث عن السعادة«، و»العطلة« وغيرها، وإنما في طبيعة أداء الممثلين، الذي جاء مفاجئاً للجميع، خاصة الممثلة سواريز رونان، التي قدمت فيه أداء صعباً جداً، جاء محملاً بالكثير من التحولات والمتغيرات الدرامية، فمرة نشاهدها في دور فتاة خجولة كثيرة التردد..
ولا تثق في نفسها، ومرة نراها في قالب فتاة حالمة ورومانسية، ومرة نراها فتاة ناضجة تحمل على كاهلها الكثير من خبرات الحياة، التي عبرت عنها باستخدام تعبيرات وجهها، ولعل ذلك لعب دوراً في أن يوضع اسمها في قائمة المرشحات لجائزة الأوسكار 2016 في فئة أفضل ممثلة رئيسة.
الأمر ذاته انسحب أيضاً على الممثل دومنال جيلسون، وهو القادم أصلاً من سلسلة أفلام هاري بوتير المعروفة، فعلى الرغم من قصر المساحة التي منح إياها في »بروكلين«، إلا أنه استطاع أن يترك داخل مشاهد الفيلم بصمة واضحة، ليثبت من خلالها قدرته على تقديم أداء مختلف عما اعتاد عليه الجمهور في »هاري بوتير«.
من جهة ثانية، لا يمكن إغفال حرفية المخرج في إدخال الألوان والبهجة على الفيلم، والتي عكست النمط الحياتي والاجتماعي الذي كان سائداً في تلك الفترة، كما نجح في تقديم صورة واضحة عن المهاجر الإيرلندي، إلى بلاد أميركا التي كانت وجهة الكثيرين من العالم آنذاك.البيان
ولكن يتم إقناعها بأن ترحل إلى مدينة بروكلين بولاية نيويورك الأميركية، لتجرب هناك حياة جديدة، وهي الحياة التي تتأقلم معها سريعاً، لتقع »اليس« في حب طوني (الممثل إيموري كوهين)، لتعود مجدداً إلى وطنها الأم بعد مرورها بمأساة تجبرها على العودة، لتجد أمامها »جيم فاريل« (الممثل دومنال جليسون)، الذي طالما دأب على التودد إليها، رغبة بالتقرب منها، لتصبح »اليس« بذلك على المحكّ ، بين أن تبقى في بلدها التي أصبحت ظروفها أفضل، وبين العودة إلى بلاد »العم سام« التي بهرت ببريقها.
معايير فنية
ذلك ملخص عام لأحداث »بروكلين«، المقتبس عن رواية الإيرلندي كولم تويبين، بالعنوان نفسه والصادرة عام 2009، والذي يغازل الجمهور بما فيه من رومانسية مفرطة، تكاد تفيض بها مشاهده التي غلب عليها الطابع الدرامي، ليعيد المخرج من خلالها إحياء »الحلم الأميركي«. إلا أن رهان المخرج في الفيلم بدا واضحاً حول كيفية صنع فيلم يتمتع بالمعايير الفنية التي ترضي النقاد..
وأن يقدم في الوقت ذاته فيلماً يرضى عنه الجمهور، الذي غازله المخرج بكمية الرومانسية العالية التي وظفها في الفيلم، الذي يأسرك منذ بدايته، حيث تفتتح أحداثه بالتركيز على علاقة الشقيقتين..
ورغم عدم طول المشهد، إلا أنه يظهر مدى قوة وصلابة العلاقة، رغم ما بينهما من نقيض، فالأولى هادئة وغير واثقة بنفسها، ولكنها تتمتع بقدر من الذكاء، أما الأخرى »روز« (الممثلة فونيا غلوسكوت)، فهي عملية، وتعمل مديرة حسابات وتهوى الرياضة والظهور الاجتماعي.
نجاح بروكلين في مغازلة الجمهور والنقاد على حد سواء، لم تكن بسبب حرفية المخرج وحده، والذي يمتلك برصيده فيلمي »انترميشن« (20036) و»بوي إيه« (2007)، وكلاهما يقعان في خانة الدراما، وإنما لعب كاتب السيناريو الروائي الإنجليزي نيك هورنيي، المتخصص في تحويل الأعمال الأدبية للسينما، دوراً في ذلك، فخبرته ساعدت في تقديم فيلم جميل، استحق عن جدارة الترشح لجائزة الأوسكار 2016 كأفضل فيلم.
أداء
اللافت في الفيلم، ليست القصة بحد ذاتها، والتي قدمت مرات عدة سينمائياً، كما في »الأحفاد« لجورج كلوني، و»البحث عن السعادة«، و»العطلة« وغيرها، وإنما في طبيعة أداء الممثلين، الذي جاء مفاجئاً للجميع، خاصة الممثلة سواريز رونان، التي قدمت فيه أداء صعباً جداً، جاء محملاً بالكثير من التحولات والمتغيرات الدرامية، فمرة نشاهدها في دور فتاة خجولة كثيرة التردد..
ولا تثق في نفسها، ومرة نراها في قالب فتاة حالمة ورومانسية، ومرة نراها فتاة ناضجة تحمل على كاهلها الكثير من خبرات الحياة، التي عبرت عنها باستخدام تعبيرات وجهها، ولعل ذلك لعب دوراً في أن يوضع اسمها في قائمة المرشحات لجائزة الأوسكار 2016 في فئة أفضل ممثلة رئيسة.
الأمر ذاته انسحب أيضاً على الممثل دومنال جيلسون، وهو القادم أصلاً من سلسلة أفلام هاري بوتير المعروفة، فعلى الرغم من قصر المساحة التي منح إياها في »بروكلين«، إلا أنه استطاع أن يترك داخل مشاهد الفيلم بصمة واضحة، ليثبت من خلالها قدرته على تقديم أداء مختلف عما اعتاد عليه الجمهور في »هاري بوتير«.
من جهة ثانية، لا يمكن إغفال حرفية المخرج في إدخال الألوان والبهجة على الفيلم، والتي عكست النمط الحياتي والاجتماعي الذي كان سائداً في تلك الفترة، كما نجح في تقديم صورة واضحة عن المهاجر الإيرلندي، إلى بلاد أميركا التي كانت وجهة الكثيرين من العالم آنذاك.البيان