وفاة الجندي سلامة الذي اسماه الملك الراحل الحسين "عصابة الرأس"
جو 24 : انتقل الى رحمته تعالى اليوم الجمعة 5-2-2016 في بلدة بصيرا جنوب محافظة الطفيلة المرحوم بإذن الله سلامه سعيد السعودي الذي امضى نحو 36 عاما جنديا في الحرس الملكي الخاص في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه . تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء . انا لله وانا اليه راجعون
سيرة ومسيرة الجندي البطل سلامه
التحق المرحوم سلامه بسلك الجندية في شهر تموز من عام 1941 وخدم لمدة 36 عاما وخلال خدمته تم ترميجه مرتين غير ان الملك الراحل أمر باعادته للخدمة في المرة الأولى وبقي حتى العام 1977 وقبل ان يلتحق بالجيش العربي قاتل في معركة العلمين وطبرق خلال الحرب العالمية الثانية الى جانب مشاركته في معارك القدس عام 1948 تحت لواء القائد عبد الله التل .
عشق العسكرية واخلص بواجباته فكان ورغم بساطته من اصحاب العزيمة والهمم العالية وصاحب مواقف شهد له عليها كل من عرفه وتكفيه شهادة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي اعجب به وطلب نقله من الكلية الحربية لينظم الى الحرس الملكي الخاص وكان ذلك في عام 1952 ولقبه جلالته بـ ” إعصابة الرأس “
الموقف البطولي الذي حاول الرئيس الجد سرقته
كان ذلك في عام 1957 إبان حكومة سليمان النابلسي والتي عُرفت بولائها للقيادة المصرية والسورية وتعتبر نفسها الطرف الأقوى في المعادلة السياسية الاردنية حيث رغب الملك الراحل في إقالتها فرفضت الأمر الملكي ولوحت بتدخل ما سمي بتنظيم الضباط الأحرار .
يقول الراحل سلامة وفقا لما نشرته ” صحيفة الدستور بتاريخ 24 ايلول 2013 بتحقيق قام به الزميل عمر المحارمة “
كنت يومها في المكاتب الملكية وكان الملك الحسين يجلس في مكتبه بعد أن طلب عدم دخول أحد عليه، ودون استئذان دخلت فوجدت الملك الحسين في حالة غضب شديد ويدخن بنهم فقال لي ماذا وراءك يا سلامة ؟ فقلت له سآتيك باستقالة ” النابلسي” .
ويستكمل الحاج سلامة سرد وقائع تلك الحادثة قائلا: «كان سليمان النابلسي وعدد من أعضاء الحكومة -يذكر منهم عبد الحليم النمر وشفيق عبيدات وعبدالله الريماوي- مجتمعين في المكاتب الملكية فدخلت عليهم حاملا سلاحي وأغلقت الباب خلفي مما أثار حفيظة الحاضرين فكان أول من واجهني عبدالحليم النمر الذي حاول إخراجي من القاعة فقاومته قبل أن ” اسحب الأقسام ” واوجه سلاحي للنابلسي طالبا منه كتابة استقالة الحكومة.
ويضيف أن النابلسي وباقي الحاضرين حاولوا ثنيي عن فعلتي وتهديدي بعواقبها قبل أن يستجيبوا لطلبي بعد أن شعر الجميع بأنني قد ارتكب أي عمل إذا لم يستجيبوا لذلك الطلب. حمل استقالة النابلسي وخرج ليضعها أمام الملك الحسين وهو جالس على مكتبه فتفاجأ الراحل العظيم بالأمر قبل أن ينكر على سلامة سعيد ما فعله ويؤنبه ألا أن الأيام اللاحقة أثبتت أن سلامة أخرج البلد من مأزق كبير.
يقول المرحوم سلامة سعيد انه وبعد عدة أيام من تلك الحادثة استدعاني جلالة الملك الحسين بحضور رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي فشكره وأثنى عليه ثم قال له أن الرفاعي يقول بأن الإخوان المسلمين اسقطوا حكومة النابلسي، فما رأيك؟ فأخرجت «الشبرية» وقلت سقطوا بهذه يا مولاي وأنت تعرف الحقيقة.
وقبل تلك الحادثة بعام واحد كان القرار التاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي وطرد الضباط الانجليز وإنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية، حيث طلب السفير البريطاني في عمان لقاء جلالة الملك فرفض جلالته وطلب من الأمير الحسن-ولي العهد حينها- استقباله نيابة عنه.
وفي موقف آحر قال المرحوم سلامة سعيد ” كنت حاضرا في منزل الأمير الحسن حين استقبل السفير وكنت اسمع زملائي وبعض حاشية الأمير يتحدثون عن أن السفير يهدد بوقف المساعدات البريطانية للأردن،وأنه يقول بأن الأردن لن تستطيع الاستمرار بدون الدعم البريطاني.
ويضيف ” عند خروج السفير كنت على مقربة من سيارته وبعد أن جلس فيها أخذت حفنة من العشب وقذفتها في حجره وقلت له .. نأكل هذا ولا نذل .
ويضيف ان أن الموجودين نقلوا الحادثة للراحل الملك الحسين والأمير الحسن لكنهما لم يبديا أي ردة فعل أو غضب حيال تصرفي.
ويستذكر الراحل سلامة باعتزاز اللقاء الأخير في محافظة الطفيلة عام 1998 الذي ذكره فيها جلالة الملك الحسين في كلمة أمام حشود مستقبليه حين قال «هذه الطفيلة العزيزة.. هذه الطفيلة التي أخرجت سلامة سعيد وغيره من الرجال الصناديد .
خاض المرحوم الحروب والمعارك في الأردن وفلسطين وقدم نفسه دفاعا عن واجبه وشرف العسكرية التي ما زال يعتز بالانتماء إليها فنال جسده نصيبا وافرا من إصابات المعارك التي تركت ندوبها عليه حتى الآن.
والمرحوم سلامه كان هاشمي الهوى والولاء ويرفض الفصل بين حب الأردن وحب الهاشميين معتبرا ذلك كلٌ لا يتجزأ ، رافق مسيرة الهاشميين منذ بدايات الأربعينات واحد شهود العيان الذين كانوا بالقرب من المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه في أوقات ومفاصل تاريخية في حياة الأردن ومسيرته .
تقلد المرحوم سلامه نياشين وأوسمة بطولة عدة أبرزها وسام الحرب العالمية الثانية ووسام حرب 1948 وشارة الملك عبدالله الأول للبطولة.
ويختم المرحوم سلامه حديثه لصحيفة الدستور قائلا ” لن أسامح من وضعني في هذا المنزل، فحين أمر الملك الحسين طيب الله ثراه بشراء منزل لي لم يكن يعلم أن من يُنفذ أوامره سيضعني في شقة تحت الأرض -طابق تسوية .
سيرة ومسيرة الجندي البطل سلامه
التحق المرحوم سلامه بسلك الجندية في شهر تموز من عام 1941 وخدم لمدة 36 عاما وخلال خدمته تم ترميجه مرتين غير ان الملك الراحل أمر باعادته للخدمة في المرة الأولى وبقي حتى العام 1977 وقبل ان يلتحق بالجيش العربي قاتل في معركة العلمين وطبرق خلال الحرب العالمية الثانية الى جانب مشاركته في معارك القدس عام 1948 تحت لواء القائد عبد الله التل .
عشق العسكرية واخلص بواجباته فكان ورغم بساطته من اصحاب العزيمة والهمم العالية وصاحب مواقف شهد له عليها كل من عرفه وتكفيه شهادة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي اعجب به وطلب نقله من الكلية الحربية لينظم الى الحرس الملكي الخاص وكان ذلك في عام 1952 ولقبه جلالته بـ ” إعصابة الرأس “
الموقف البطولي الذي حاول الرئيس الجد سرقته
كان ذلك في عام 1957 إبان حكومة سليمان النابلسي والتي عُرفت بولائها للقيادة المصرية والسورية وتعتبر نفسها الطرف الأقوى في المعادلة السياسية الاردنية حيث رغب الملك الراحل في إقالتها فرفضت الأمر الملكي ولوحت بتدخل ما سمي بتنظيم الضباط الأحرار .
يقول الراحل سلامة وفقا لما نشرته ” صحيفة الدستور بتاريخ 24 ايلول 2013 بتحقيق قام به الزميل عمر المحارمة “
كنت يومها في المكاتب الملكية وكان الملك الحسين يجلس في مكتبه بعد أن طلب عدم دخول أحد عليه، ودون استئذان دخلت فوجدت الملك الحسين في حالة غضب شديد ويدخن بنهم فقال لي ماذا وراءك يا سلامة ؟ فقلت له سآتيك باستقالة ” النابلسي” .
ويستكمل الحاج سلامة سرد وقائع تلك الحادثة قائلا: «كان سليمان النابلسي وعدد من أعضاء الحكومة -يذكر منهم عبد الحليم النمر وشفيق عبيدات وعبدالله الريماوي- مجتمعين في المكاتب الملكية فدخلت عليهم حاملا سلاحي وأغلقت الباب خلفي مما أثار حفيظة الحاضرين فكان أول من واجهني عبدالحليم النمر الذي حاول إخراجي من القاعة فقاومته قبل أن ” اسحب الأقسام ” واوجه سلاحي للنابلسي طالبا منه كتابة استقالة الحكومة.
ويضيف أن النابلسي وباقي الحاضرين حاولوا ثنيي عن فعلتي وتهديدي بعواقبها قبل أن يستجيبوا لطلبي بعد أن شعر الجميع بأنني قد ارتكب أي عمل إذا لم يستجيبوا لذلك الطلب. حمل استقالة النابلسي وخرج ليضعها أمام الملك الحسين وهو جالس على مكتبه فتفاجأ الراحل العظيم بالأمر قبل أن ينكر على سلامة سعيد ما فعله ويؤنبه ألا أن الأيام اللاحقة أثبتت أن سلامة أخرج البلد من مأزق كبير.
يقول المرحوم سلامة سعيد انه وبعد عدة أيام من تلك الحادثة استدعاني جلالة الملك الحسين بحضور رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي فشكره وأثنى عليه ثم قال له أن الرفاعي يقول بأن الإخوان المسلمين اسقطوا حكومة النابلسي، فما رأيك؟ فأخرجت «الشبرية» وقلت سقطوا بهذه يا مولاي وأنت تعرف الحقيقة.
وقبل تلك الحادثة بعام واحد كان القرار التاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي وطرد الضباط الانجليز وإنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية، حيث طلب السفير البريطاني في عمان لقاء جلالة الملك فرفض جلالته وطلب من الأمير الحسن-ولي العهد حينها- استقباله نيابة عنه.
وفي موقف آحر قال المرحوم سلامة سعيد ” كنت حاضرا في منزل الأمير الحسن حين استقبل السفير وكنت اسمع زملائي وبعض حاشية الأمير يتحدثون عن أن السفير يهدد بوقف المساعدات البريطانية للأردن،وأنه يقول بأن الأردن لن تستطيع الاستمرار بدون الدعم البريطاني.
ويضيف ” عند خروج السفير كنت على مقربة من سيارته وبعد أن جلس فيها أخذت حفنة من العشب وقذفتها في حجره وقلت له .. نأكل هذا ولا نذل .
ويضيف ان أن الموجودين نقلوا الحادثة للراحل الملك الحسين والأمير الحسن لكنهما لم يبديا أي ردة فعل أو غضب حيال تصرفي.
ويستذكر الراحل سلامة باعتزاز اللقاء الأخير في محافظة الطفيلة عام 1998 الذي ذكره فيها جلالة الملك الحسين في كلمة أمام حشود مستقبليه حين قال «هذه الطفيلة العزيزة.. هذه الطفيلة التي أخرجت سلامة سعيد وغيره من الرجال الصناديد .
خاض المرحوم الحروب والمعارك في الأردن وفلسطين وقدم نفسه دفاعا عن واجبه وشرف العسكرية التي ما زال يعتز بالانتماء إليها فنال جسده نصيبا وافرا من إصابات المعارك التي تركت ندوبها عليه حتى الآن.
والمرحوم سلامه كان هاشمي الهوى والولاء ويرفض الفصل بين حب الأردن وحب الهاشميين معتبرا ذلك كلٌ لا يتجزأ ، رافق مسيرة الهاشميين منذ بدايات الأربعينات واحد شهود العيان الذين كانوا بالقرب من المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه في أوقات ومفاصل تاريخية في حياة الأردن ومسيرته .
تقلد المرحوم سلامه نياشين وأوسمة بطولة عدة أبرزها وسام الحرب العالمية الثانية ووسام حرب 1948 وشارة الملك عبدالله الأول للبطولة.
ويختم المرحوم سلامه حديثه لصحيفة الدستور قائلا ” لن أسامح من وضعني في هذا المنزل، فحين أمر الملك الحسين طيب الله ثراه بشراء منزل لي لم يكن يعلم أن من يُنفذ أوامره سيضعني في شقة تحت الأرض -طابق تسوية .