ماذا بعد نتائج الدراسة المسحية لطلبة (الأردنية)؟
جو 24 : كتب- حاتم العبادي
خرجت نتائج المسح، الذي نفذه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، بتكليف من رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة، بمفاصل مهمة، شخص واقع الحال، في كل مفصل على حدا.
الجديد في الدراسة المسحية، يتمثل في محورين، الاول: انها جاءت بمبادرة ذاتية من الجامعة، والثاني ان النتائج أعلنت للرأي العام.
إلا أن هذه الخطوة، غير كافية لإحداث التحسين والتطوير وإجراء المعالجات ، إذ ان واقع الحال على ضوء النتائج يتطلب دراسات تحليلية على ما خرجت به من نتائج، لجهة الوقوف على المسببات والعوامل المشتركة بين هذه النتائج، الى جانب وضع خطط تنفيذية واقعية لإحداث التغيير الملموس.
وترتبط محاور الدراسة الخمسة، بشكل مباشر وغير مباشر، فيما بينها، وأن أي خلل في احد المحاور لها انعكاسات على محاور أخرى، ما يتطلب الانتباه إلى أن التعاطي مع نتائج كل محور بشكل مستقل، قد لا يفيد في الوصول الى التطوير الشامل أو تغيير المشهد بشكل كامل.
وتمثلت محاور الدراسة المسحية: بالرضا عن العملية التعليمية ، إدارة الوقت والجدول الدراسي، القيم والاتجاهات السياسية والفكرية، الانماط والسلوكات، التوجهات والتطلعات المستقبلية.
وفي هذا الصدد، كشف رئيس الجامعة الدكتور الطراونة عند إعلان نتائج الدراسة الاربعاء الماضي عن توجهات تتمثل في إجراءات اتخذت في ضوء النتائج الاولية للدراسة، والطلب من مركز الدراسات الاستراتيجية تحليلا عميقا للنتائج، الى جانب توسيع قاعدة المناقشة من خلال ورش عمل.
في ضوء المسح، الذي شمل طلبة درجة البكالوريس، وبنسبة قبول اجابات (69%) من أصل (37162)، اي أن (21%) من الطلبة جزء منهم لم يستجب واخرون لم يتعامل بجدية، حيث حذفت استمارات «سوء الجودة والاخطاء، وكذلك التكرار» والبالغ عددها (7417) طالبا وطالبة، إذ ان تعامل هذه الفئة مع المسح بهذه الطريقة، بحد ذاته، يتطلب ان يكون موضع نظر من قبل الجامعة ومركز دراساتها الاستراتيجية.
ما خرج به المسح من نتائج، تعود اسبابها الى خارج الحرم الجامعي، خصوصا فيما يتعلق في احد البنود المتعلقة بمحور الرضا عن العملية التعليمية، والمتعلق بسبب اختيار الطالب للتخصص الذي يدرسه، إذ ان (24%) الزمتهم معدلاتهم بالتخصصات بحكم اسس القبول، وليس رغبة بالتخصص ولا دراية بالمستقبل الذي سيقودهم اليه.
تفاصيل نتائج الدراسة هي ايجابية في مجملها، إلا أن النظرة السلبية التي تحدثت عنها نسب معينة من الطلبة، تتطلب من مركز الدراسات الاستراتيجية العودة الى الاستبيانات، وتحديد مصدر هذه الفئة لتمكين إدارة الجامعة من معالجة حالات القصور او الخلل.
وللتدليل، فإن (18%) غير راضين على الاطلاق من مستوى التجهيزات في القاعات التدريسية مقابل (51%) راضون الى درجة كبيرة ومتوسطة و(29%) راضون الى درجة قليلة.
التعامل مع هذه النتائج، ليس من منطلق فكري، بل من منطلق مادي واقعي، فهذا يتطلب حصر نسبة غير الراضين وكلياتهم واقسامهم للوقوف على مكامن الخلل لمعالجتها، لانه ليس من المعقول طالب ينظر الى القاعة التدريسية في قسمه بأنها «ممتاز» وزميله في القسم ذاته، تكون وجهة نظره مخالفة له تماما، وينسحب ذلك على المختبر والمرافق العامة وغيرها.
في حين أن هنالك بنودا تتطلب مراجعة على مرحلتين، الاولى في تحديد الفئة الاكثر سلبية، خصوصا وأن «اتجاهات الطلبة حول مجموعة من العبارات الخاصة بالعملية التعليمية»، يليه ورش عمل متخصصة على مستوى تلك الفئة بعد تحديدها، لتكون المرحلة الثانية ورشة عمل على مستوى الجامعة نفسها يشارك فيها جميع مكونات العملية التعليمية، بسبب أن النتائج تشير الى انقسامات في النسب، ما يتطلب التعامل مع جميع العناصر المؤثرة فيه، من طلبة وأعضاء هيئة تدريس وإدارة.
ويتطلب بند «الطلبة والهوية الجامعية»، تفاصيل أكثر في تحليل العينة، عند استخراج النتيجة، فارتفاع نسبة الاناث عن الذكور بأن الجامعة تشكل جزءا من هويتهم، هذا يعد مؤشرا يمكن الاستفادة منه عند تحليل النتائج، في حين ان الانتماء للشيء، لا يجب ان يكون متدرجا، فالجواب «نعم» ام «لا»، وهذا يتطلب إعادة تحليل النتائج وربطها بنتائج أخرى لها علاقة بالانماط والسلوكات والتوجهات المستقبلية، وهل هم من فئة الذين فرض عليهم المعدل التخصص ام هم من اختاروه، وهذا جميعه يساعد في تشخيص الحالة أكثر، ويساعد في وضع المعالجة الصحيحة.
وهذا ينسحب ايضا على البند المتعلق بردة فعل الطالب على من يعتدي على ممتلكات ومرافق الجامعة، فالنسب متقاربة بين من يبلغ المسؤولين، وما بين مقدم النصيحة، وبين من لا يعينه الامر خوفا او من باب انها مسؤولية الاخرين، ويتطلب الوقوف على نسب الاناث والذكور في كل فئة، باعتبار ان ذلك له تأثير في رسم الصورة الحقيقيةـ بحكم ان الطالبة أكثر خوفا في تعاطيها في مثل هذه المواقف.
في كل محور من تلك المحاور، يتطلب النظر في النتائج بشكل شامل ومتكامل، لان واقعية النتائج في كل محور وبند، خرجت بها الدراسة، يجب التعاطي معها تحليلا وربطا، حتى تتمكن الجامعة، من المساهمة في التجويد والتطوير، وتقديم النصح والتوصيات الى المعنيين في القطاع. الراي
خرجت نتائج المسح، الذي نفذه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، بتكليف من رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة، بمفاصل مهمة، شخص واقع الحال، في كل مفصل على حدا.
الجديد في الدراسة المسحية، يتمثل في محورين، الاول: انها جاءت بمبادرة ذاتية من الجامعة، والثاني ان النتائج أعلنت للرأي العام.
إلا أن هذه الخطوة، غير كافية لإحداث التحسين والتطوير وإجراء المعالجات ، إذ ان واقع الحال على ضوء النتائج يتطلب دراسات تحليلية على ما خرجت به من نتائج، لجهة الوقوف على المسببات والعوامل المشتركة بين هذه النتائج، الى جانب وضع خطط تنفيذية واقعية لإحداث التغيير الملموس.
وترتبط محاور الدراسة الخمسة، بشكل مباشر وغير مباشر، فيما بينها، وأن أي خلل في احد المحاور لها انعكاسات على محاور أخرى، ما يتطلب الانتباه إلى أن التعاطي مع نتائج كل محور بشكل مستقل، قد لا يفيد في الوصول الى التطوير الشامل أو تغيير المشهد بشكل كامل.
وتمثلت محاور الدراسة المسحية: بالرضا عن العملية التعليمية ، إدارة الوقت والجدول الدراسي، القيم والاتجاهات السياسية والفكرية، الانماط والسلوكات، التوجهات والتطلعات المستقبلية.
وفي هذا الصدد، كشف رئيس الجامعة الدكتور الطراونة عند إعلان نتائج الدراسة الاربعاء الماضي عن توجهات تتمثل في إجراءات اتخذت في ضوء النتائج الاولية للدراسة، والطلب من مركز الدراسات الاستراتيجية تحليلا عميقا للنتائج، الى جانب توسيع قاعدة المناقشة من خلال ورش عمل.
في ضوء المسح، الذي شمل طلبة درجة البكالوريس، وبنسبة قبول اجابات (69%) من أصل (37162)، اي أن (21%) من الطلبة جزء منهم لم يستجب واخرون لم يتعامل بجدية، حيث حذفت استمارات «سوء الجودة والاخطاء، وكذلك التكرار» والبالغ عددها (7417) طالبا وطالبة، إذ ان تعامل هذه الفئة مع المسح بهذه الطريقة، بحد ذاته، يتطلب ان يكون موضع نظر من قبل الجامعة ومركز دراساتها الاستراتيجية.
ما خرج به المسح من نتائج، تعود اسبابها الى خارج الحرم الجامعي، خصوصا فيما يتعلق في احد البنود المتعلقة بمحور الرضا عن العملية التعليمية، والمتعلق بسبب اختيار الطالب للتخصص الذي يدرسه، إذ ان (24%) الزمتهم معدلاتهم بالتخصصات بحكم اسس القبول، وليس رغبة بالتخصص ولا دراية بالمستقبل الذي سيقودهم اليه.
تفاصيل نتائج الدراسة هي ايجابية في مجملها، إلا أن النظرة السلبية التي تحدثت عنها نسب معينة من الطلبة، تتطلب من مركز الدراسات الاستراتيجية العودة الى الاستبيانات، وتحديد مصدر هذه الفئة لتمكين إدارة الجامعة من معالجة حالات القصور او الخلل.
وللتدليل، فإن (18%) غير راضين على الاطلاق من مستوى التجهيزات في القاعات التدريسية مقابل (51%) راضون الى درجة كبيرة ومتوسطة و(29%) راضون الى درجة قليلة.
التعامل مع هذه النتائج، ليس من منطلق فكري، بل من منطلق مادي واقعي، فهذا يتطلب حصر نسبة غير الراضين وكلياتهم واقسامهم للوقوف على مكامن الخلل لمعالجتها، لانه ليس من المعقول طالب ينظر الى القاعة التدريسية في قسمه بأنها «ممتاز» وزميله في القسم ذاته، تكون وجهة نظره مخالفة له تماما، وينسحب ذلك على المختبر والمرافق العامة وغيرها.
في حين أن هنالك بنودا تتطلب مراجعة على مرحلتين، الاولى في تحديد الفئة الاكثر سلبية، خصوصا وأن «اتجاهات الطلبة حول مجموعة من العبارات الخاصة بالعملية التعليمية»، يليه ورش عمل متخصصة على مستوى تلك الفئة بعد تحديدها، لتكون المرحلة الثانية ورشة عمل على مستوى الجامعة نفسها يشارك فيها جميع مكونات العملية التعليمية، بسبب أن النتائج تشير الى انقسامات في النسب، ما يتطلب التعامل مع جميع العناصر المؤثرة فيه، من طلبة وأعضاء هيئة تدريس وإدارة.
ويتطلب بند «الطلبة والهوية الجامعية»، تفاصيل أكثر في تحليل العينة، عند استخراج النتيجة، فارتفاع نسبة الاناث عن الذكور بأن الجامعة تشكل جزءا من هويتهم، هذا يعد مؤشرا يمكن الاستفادة منه عند تحليل النتائج، في حين ان الانتماء للشيء، لا يجب ان يكون متدرجا، فالجواب «نعم» ام «لا»، وهذا يتطلب إعادة تحليل النتائج وربطها بنتائج أخرى لها علاقة بالانماط والسلوكات والتوجهات المستقبلية، وهل هم من فئة الذين فرض عليهم المعدل التخصص ام هم من اختاروه، وهذا جميعه يساعد في تشخيص الحالة أكثر، ويساعد في وضع المعالجة الصحيحة.
وهذا ينسحب ايضا على البند المتعلق بردة فعل الطالب على من يعتدي على ممتلكات ومرافق الجامعة، فالنسب متقاربة بين من يبلغ المسؤولين، وما بين مقدم النصيحة، وبين من لا يعينه الامر خوفا او من باب انها مسؤولية الاخرين، ويتطلب الوقوف على نسب الاناث والذكور في كل فئة، باعتبار ان ذلك له تأثير في رسم الصورة الحقيقيةـ بحكم ان الطالبة أكثر خوفا في تعاطيها في مثل هذه المواقف.
في كل محور من تلك المحاور، يتطلب النظر في النتائج بشكل شامل ومتكامل، لان واقعية النتائج في كل محور وبند، خرجت بها الدراسة، يجب التعاطي معها تحليلا وربطا، حتى تتمكن الجامعة، من المساهمة في التجويد والتطوير، وتقديم النصح والتوصيات الى المعنيين في القطاع. الراي