jo24_banner
jo24_banner

خبراء وأكاديميون يعاينون الآفاق المستقبلية للإبداع

خبراء وأكاديميون يعاينون الآفاق المستقبلية للإبداع
جو 24 : ناقش خبراء وأكاديميون التطلعات المستقبلية للإبداع والابتكار، وتطويرها في مختلف المجالات وبخاصة في مجالات الطاقة المتمجالات التعليم الجامعي والتي تشهد خططها ومشروعاتها اهتماما كبيرا. جاء ذلك خلال ندوة "الآفاق المستقبلية للإبداع" الذي عقده مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا، والتي أقيمت صباح السبت في مكتب ارتباط الجامعة بحضور عدد كبير من المهتمين والخبراء في مجال الإبداع.

وقال رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان كمال إن الإبداع ويرتبط به ارتباطاً وثيقاً موضوع القيمة المضافة في المنتجات وابتكار الحلول للمشكلات الكبرى مثل التصنيع والمياه والطاقة وإنتاج الغذاء ، شأنه شأن العديد من القضايا الإستراتيجية يتحرك ببطء على مدى سنوات. بمعنى أن البرنامج التربوي الثقافي الإعلامي الذي يتخذ اليوم لا تظهر آثاره الاقتصادية الإبداعية وتداعياتها التنموية والاجتماعية إلا بعد فترة ليست قصيرة ، الأمر الذي يجعل اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب مسألة بالغة الأهمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

وأضاف كمال أن الإبداع لم يعد مجرد فكرة في الهواء أو الخيال بقدر ما أصبح نمطاً اجتماعياً ثقافياً علمياً وتكنولوجياً له اقتصادياته وله مؤشراته . وللأسف فإن مؤشر الإبداع في الأقطار العربية لازال دون المتوسط وفي حدود 35%.هذا بينما نجد دولاً مثل السويد وسويسرا وفنلندا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية يصل مؤشر الإبداع لديها الى 75% وهي تمثل قيادة الإبداع في العالم.

وقدم الدكتور محي الدين توق نظرة عامة وشاملة عن مدخلات الابتكار ذات العلاقة بالتعليم - العام والجامعي وهي: المدخلات ذات العلاقة بالانتشار، والمدخلات ذات العلاقة بتوليد المعرفة، بالإضافة إلى بعض مخرجات الابتكار ذات العلاقة بالتعليم العالي بشكل خاص. وذكر الشروط التي يحتاجها العمل الابداعي/ الابتكاري وهي: مهارات ملائمة للمجال بما في ذلك المواهب والكفايات ذات العلاقة، وطرائق عمل ملائمة للابداع بما في ذلك عادات العمل وسمات الشخصية، ودافعية ذاتية عالية وحب استطلاع عميق في المجال.

فيما تساءل الدكتور هشام غصيب في ورقته التي قدمها عما إذا كان التعليم والثقافة يدفعا في اتجاه الإبداع؟ إلا أنه بادر بالإجابة عن السؤال بأن الجواب هو لا قطعاً، حيث أن الذات العربية مكبلة بأكثر من معنى وجانب. والذات المكبلة تقلد وتحاكي، لكنها لا تبدع ولا تخلق. بل إنها تميل إلى إسقاط قدراتها الخلاقة على غيرها
، على أطيافها البشرية وغير البشرية. إن مؤسساتنا، سواء كانت سياسية أو تربوية أو ثقافية أو إعلامية أو اقتصادية، موجهة صوب الحيلولة دون تحول الموضوع إلى ذات، ومن ثم صوب خنق روح الإبداع في الأفراد.

وبين الدكتور سالم ساري أن المجتمع العربي المتغير اليوم يتخلق من جديد. ويتشكل باللون والطعم والرائحة التي تحلو لأهله. يتخلص المجتمع من رواسبه الثقافية القديمة التي عطلته طويلآ عن الإنتاج والإنجاز.وتشيع فيه مناخات إنسانية عصرية من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتتبلور فيه ثقافات محفزة على التجديد والإبتكار والإبداع.

وأوضح ساري مهمات التغيير والتحرير والتأثير،مهما كانت غير مكتملة، هي المهمات الكبرى لأي مجتمع معاصر. وإصرار المجتمع العربي على إكتمالها، مهما بلغت تشظيات مكوناته الداخلية، لن يزيده إلا صلابة في الممارسة، ونضجآ في التقدير، وعقلانية في التدبير.

وطرح الدكتور موسى شتيوي تساؤلات حول الإبداع ولماذا لا يبدع الناس وكيف يمكن أن تغير الاتجاه؟ وعرف شتيوي الأبداع أنه تحويل المعرفة إلى قيمة إقتصادية واجتماعية، وهو خلاصة العمليات التكنولوجية التقنية والاجتماعية. ولفت إلة أن العملية الإبداعية تشمل ثلاث مراحل: الوعي للحاجة للإبداع من قبل لحكومة أو الشركات، ومرحلة البدء بالعملية الإبداعية من خلال التعرف على فرص الإبداع واختيار الأسلوب/ الوسيلة الأفضل، مرحلة التطبيق واستخدام نتائج الأفكار والأدوات الجديدة.

وأشار الباحث ابراهيم الغرايبة إلى أن التنمية الإبداعية في الأردن يجب أن تكون مستمدة من اقتصاد اجتماعي يأخذ بالاعتبار الفرص الممكنة والقوة والضعف، وربما تكون الزراعة والحرف والمهن أساسا لاقتصاد اجتماعي إبداعي. ولفت إلى أن الإبداع يشكل الجزء الأكبر في القيمة الاقتصادية السوقية لمعظم السلع والشركات منها: الموبايل، والحاسوب، والآيباد، وصناعة الأثاث، وصناعة الملابس، البرامج الحاسوبية، بالإضافة إلى الشركات العملاقة مثل ميكروسوفت، غوغل، ياهو، ...

واختتمت الندوة بدعوة إلى مواجهة التحديات المستقبلية ومواكبة التوسعات التنموية والحضارية للإبداع ومحاوره، وتطلع المحاضرون في هذه الندوة أن تسفر عن قراءة مستقبلية مفيدة في البرامج الأكثر نجاعة لتحفيز الإبداع والإبتكار في الأردن.
تابعو الأردن 24 على google news