كشف "الغش والتلاعب" في المغرب فتم اعتقاله... تعرف على قصة عبد الرحمن
أطلق نشطاء مغاربة حملة على الشبكات الاجتماعية للتضامن مع الشاب عبد الرحمن المكراوي، والذي اعتقل الإثنين 1 فبراير/شباط 2016، على إثر نشره لفيديو على الإنترنت وثق فيه "الغش والتلاعب" الذي عرفته عملية تجهيز إحدى الطرق بالمنطقة التي ينتمي إليها، والتي قال إنها "مغشوشة".
رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران تفاعل مع الحملة وقال الأحد 7 فبراير/شباط 2016 في لقاء حزبي بمدينة الدار البيضاء إنه "من غير المعقول اعتقال شاب أراد فضح الفساد"، على حد تعبيره.
وأضاف، حسب ما أورده موقع "اليوم 24" المغربي أنه "اتصل بعائلة الشاب للاطمئنان عليها وإبلاغهم عدم موافقته على اعتقاله".
من جانب آخر، نفى عزيز رباح، وزير النقل في حكومة عبد الاله بن كيران أن تكون لوزارته "مسؤولية في تلك الطريق المغشوشة".
وأشار رباح في تصريحات موثقة في فيديو بث الأحد 7 فبراير/كانون الثاني على يوتيوب إلى أن وزارة الداخلية "ستتابع الموضوع عبر إرسال مفتشيها وعبر المجلس الأعلى للحسابات لتحديد المسؤوليات".
وكان الوكيل العام بمدينة آسفي غرب المغرب، وهي المنطقة التي ينتمي إليها الشاب، قد أمر بإيداعه السجن المدني في انتظار محاكمته بتهمة السب والقذف في حق رئيس الجماعة المحلية التي توجد فيها الطريق، والذي تقدم بدعوى قضائية ضده.
وآثار اعتقال الشاب موجة غضب في الشارع المغربي وعلى الشبكات الاجتماعية، دشنت على إثرها حملة تضامنية ومطالبات بإطلاق سراحه.
كل شيء بدأ بفيديو
ونشر الشاب عبد الرحمن المكراوي فيديو على الإنترنت وهو يقوم بتفتيت الطريق التي ظهرت جد مهترئة، مطلقا سلسلة نكات ومهاجما رئيس الجماعة المحلية، قائلا إن الطريق "كان يمكن أن تكون في مستوى أعلى بإمكانيات أقل، خصوصا وأنها كلفت الملايين"، على حد تعبير الشاب.
بعد انتاشر الفيديو اعتقل الشاب عبد الرحمن إثر قدم رئيس الجماعة الذي ذُكر اسمه فيه دعوى قضائية بتهمة السب والقذف، واتهم الشاب، في تصريح لموقع هسبريس المغربي "برجم بيته بالحجارة قبل تصوير الفيديو".
غضب فايسبوكي
أدى اعتقال عبد الرحمن إلى إطلاق حملة تضامن معه على فيسبوك، معبرين عن سخريتهم من القرار وواصفين اياه بغير المعقول، كما أطلق النشطاء هاشتاج #كلنا_عبدالرحمان و #شدونا_كاملين (اعتقلونا جميعا) و #اناعبدالرحمان، بينما واصل مواطنون آخرون نشر فيديوهات تكشف الخلل في طرقاتهم على طريقة عبد الرحمان.
ودخلت الجمعيات الحقوقية على الخط، حيث استنكر المركز المغربي لحقوق الانسان في بيان له اعتقال الشاب، معتبرا أن الأخير "لم يكن يبحث سوى عن كشف الفساد في منطقته"، مطلبا بإطلاق سراحه وفتح تحقيق في موضوع تهيئة الطريق.
انفراج الازمة؟
وفي تصريحه لوسائل اعلام محلية، قال رئيس الجماعة إنه "لا يتحمل المسؤولية تجاه الطريق التي ثبت الخلل فيها، بل المجلس السابق من يتحمل المسؤولية"، كما عبر عن استعداده للتراجع عن الدعوى القضائية التي تقدم بها ضد الشاب، مقابل "اعتذاره واعترافه بأن ما قام به خطأ، بالإضافة إلى توضيح أن الخطأ لم يكن خطأ رئيس الجماعة"، على حد تعبيره.هافينغتون بوست عربي