نسب النجاح في شتوية التوجيهي تعيد ملف الاستثناءات الى الواجهة
فرح راضي الدرعاوي- لا زالت نسب النجاح في امتحان شهادة الثانوية العامة دون المستوى المأمول، حيث لم يتمكن 60% من مشتركي "الدراسة الخاصة" المتقدمين للامتحان في دورته الشتوية من استكمال متطلبات النجاح في الامتحان الوزاري.
وسجلت المحافظات -كما العادة- أرقاما مذهلة في نسبة الطلبة الذين لم يجتازوا الامتحان الوزاري، ما أعاد الحديث من جديد حول الخدمة المقدمة لتلك المناطق وكيفية تعويض ساكنيها بما يضمن العدالة بين جميع الأردنيين.
المعاني: مكافأتهم ضرورة
وزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور وليد المعاني، رأى من جانبه أن الأرقام مؤشر على عدم كفاية وقدرة المعلمين في تلك المدارس على انتشال الطلبة وتغيير واقعهم، لافتا إلى سوء البنية التحتية وغياب النشاطات والأساليب التي تدفع الطالب إلى التعلم.
وأكد المعاني لـJo24 على أن الطلبة الذين يتمكنون من النجاح في تلك البيئات الصعبة هم متميزون بالضرورة أكثر من غيرهم، مشيرا إلى ضرورة مكافأة اولئك بمنحهم استثناء يتناسب وحجم معاناتهم التي تمكنوا من التغلب عليها.
وأضاف المعاني "الحقيقة أنه لا يوجد شيء اسمه استثناء، ولكن هناك كوتا للذين لا يملكون معلمين مؤهلين قادرين على اعطاء الطالب ما يلزمه، ومع ذلك يحققون نتائج ايجابية".
عبيدات: أعظم قرار
ومن جانبه، عبّر الخبير التربوي، الدكتور ذوقان عبيدات، عن اعتقاده أن "الطالب لا يرسب، ولكن المعلم يفشل بإنجاحه"، مشددا في ذات السياق على ضرورة مراجعة البيئة التعليمية في الأردن بكلّ مكوناتها.
وأكد عبيدات على أن "الاستثناءات في القبول الجامعي هي أعظم قرار شهده قطاع التعليم في الأردن، بخاصة في ظلّ عدم قدرة الوزارة على الارتقاء بالتعليم في المناطق النائية".
وشدد عبيدات على أن "الاستثناءات هي تحقيق لقيم العدالة"، مشيرا إلى أن "الترفيع التلقائي في المدارس واحد من أرقى القرارات التربوية؛ فالأصل أن يتم ترسيب المعلم الذي فشل بإنجاح الطالب وليس العكس".
البطوش: تفاوت في الخدمات التعليمية
وأكد النائب الدكتور بسام البطوش ضرورة البحث ودراسة ظاهرة انخفاض نسب النجاح في الثانوية العامة؛ "هل السبب في البيئة المدرسية أم الغرفة الصفية؟ هل الكوادر التدريسية كافية ومؤهلة؟ ماذا عن تعاون أولياء الأمور مع المدرسة؟!".
ولفت البطوش إلى أن بعض النتائج التي يظهرها امتحان التوجيهي يستوجب وجود "الاستثناءات في القبول الجامعي، لأن المدارس استثنائية"، مشددا في ذات السياق على أنه "لا أحد يُحبّ الاستثناءات، وكلنا تواقون ليوم نستغني فيه عن الاستثناءات ولكن بعد أن يتم منح المحافظات والمناطق النائية نفس مقومات عمان والمحافظات الكبرى".
وأشار البطوش إلى مطالباته المستمرة للجهات المعنية في الحكومة الاهتمام بالخدمات التعليمية المقدمة في المدارس الأقل حظّا حتى نتمكن من التخلص من الاستثناءات.
دعاس: شراء للذمم
منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة-ذبحتونا، الدكتور فاخر دعاس، أكد من جانبه على أن وزارة التربية والتعليم تمكنت وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية من ضبط امتحان التوجيهي وأنّ "الوقت حان للنهوض بالتعليم في المحافظات والمناطق النائية، كي لا ينحرم الأردن من العقول النابغة".
وقال دعاس إن الحملة تدعم وجود الاستثناءات في القبول الجامعي "بشرط توزيعها بشكل عادل وعلى مستحقيها، لا أن تكون وسيلة لشراء ذمم البعض أو ارضاء للنواب أو المحاسيب".
ولفت دعاس إلى رصد بعض الحالات التي ذهبت بها "استثناء لأبناء البادية إلى ابن عمان".