سوق الحرامية.. مهن مفعمة بعبق الماضي.. والتسمية جـزافية!
في نهاية شارع طلال بمنطقة سقف السيل وسط البلد، ثمة سوق صغير عُرف جزافا باسم «سوق الحرامية»، وتنزل اليه ببضع درجات للاسفل ويضم نحو 30 محلا صغيرا تتنوع البضائع وجميعها مستعملة بين الخردوات وصوبات الكهرباء والغاز والكاز والمراوح وخلاطات المولينكس والمكانس الكهربائية والتلفزيونات القديمة وبوابير الكاز وافران الغاز والادوات الصحية وبعض النحاسيات والتحف الشرقية.
ورغم ان تسمية السوق بإسم سوق الحرامية لا تدل ابدا على الواقع كون المحال فيه تشتري الادوات البالية والمستخدمة وتعيد تصليحها وبيعها مجددا، حيث ان تجار السوق امتهنوا ايضا تصليح كافة الادوات بلا اي استثناء بحثا عن رزقهم من هذه المهن الشريفة، خاصة وان السوق يشهد رواجا وانتعاشا اقتصاديا في فصل الشتاء نظرا لاقبال الناس على شراء الصوبات بكافة انواعها او تصليح الصوبات الموجودة عندهم في الاساس واجراء الصيانة لها وتركيب الفتايل استعدادا لفصل الشتاء.
هذا السوق تراثي تزوره في احيان كثيرة المجموعات السياحية الاجنبية التي تزور عمان القديمة وتلتقط الصور التذكارية في ارجاء السوق العابق برائحة الزمان ومهن انقرضت الا من هذا السوق وابرزها على الإطلاق «مصلح بابور الكاز»، بالاضافة الى وجود بوفيه صغير مختص بتأمين احتياجات العاملين في السوق من القهوة والشاي وكافة المشروبات الساخنة ضمن طقوس جميلة ربما لا يجدها الزائر الا في سوق الحرامية.
الدستور