خرجت من الحرب بلا قدمين وطلّقها زوجها
لم يخطر ببال إسراء النملة، أنها قد تبكي على شيء أعز من قدميها، اللتين فقدتهما إبّان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، صيف عام 2014.
لكنها الآن، تبكي أسرتها التي فقدتها، بعد طلاقها من زوجها، بدعوى عدم "قدرتها على القيام بمهامها المنزلية".
تقول النملة، البالغة من العمر 22 عاما، والبكاء يخنق صوتها:" بعد أن فقدت قدماي خلال العدوان على غزة، تلقيت العلاج في الضفة الغربية، وبعد أن عدت إلى غزة، مكثت في منزل زوجي نحو4 أشهر فقط، ثم انفصل عني، لأن عائلته تقول إنني لم أعد أستطيع القيام بمهامي".
وجراء قصف إسرائيلي خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، بُترت قدما النملة لأعلى الركبة، فيما فقد زوجها ساقه اليمنى، وابنها "شريف" (4 أعوام) ساقه اليسرى، أما ابنتها "عبير" 3 أعوام، فقد أصيبت بحروق مختلفة في جميع أنحاء جسدها.
كما قتل شقيقا زوجها، وزوجة أخيه.
وتعرضت النملة وعائلتها للقصف بصاروخي طائرة إسرائيلية، أثناء هروبهم من منزلهم في مدينة رفح جنوبي القطاع، بعد اشتداد إلقاء الصواريخ والقنابل الإسرائيلية على المدينة.
وتسبب القصف الإسرائيلي في ذلك اليوم، بمقتل أكثر من 140 فلسطينيا، وجرح المئات، وتضرر آلاف المنازل، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتضيف النملة، الجالسة على كرسي متحرك لوكالة الأناضول:" لا ذنب لي بكل ما حدث، خسرت حياتي بسبب الحرب، لم أعد أحتمل، اشتقت كثيرًا لأطفالي، فأنا لم أرَهم منذ 9 أشهر، الحزن والفراق يقتلني جدًا".
وتشعر النملة بالإحباط والاكتئاب بشكل مستمر، مضيفة:" لا يوجد أم في الدنيا تحتمل فراق أطفالها، أريدهم بجواري أمنحهم حناني، ورعايتي، ولا أحد يستطيع أن يعوض حنان الأم، ورعايتها لصغارها".
وأكملت:" أشعر بأنني خسرت كل شيء الآن، هدمت حياتي، ولم يبقَ لي شيء سوى أطفالي، وها هم ذهبوا أيضًا".
وأشارت النملة إلى أنها كانت من المفترض أن تجري عملية لإزالة اللحم الزائد من أقدامها، قبل عام، حتى تتمكن من تركيب طرف اصطناعي، إلا أن ظروفها الأسرية والاقتصادية حالت دون ذلك.
واستدركت:" أجريت العملية في التاسع من الشهر الجاري، بعد أن استدنت تكلفتها التي تصل إلى نحو 800 دولار، والآن ترفض إسرائيل السماح لي بالسفر إلى الخارج لتركيب أطراف صناعية، بدعوى أنني مرفوضة أمنيًا".
وتابعت:" الأطراف الاصطناعية في القطاع، لا تناسبني ووزنها ثقيل، وليست ذات جودة عالية بسبب ظروف القطاع والحصار".
وشنت (إسرائيل) في السابع من تموز الماضي عدوانا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت لاستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
الاناضول