عائلة "ابو علي" حياتها جحيم تحت وطأة ثالوث المرض والفقر والبرد
جو 24 : بشرى نيروخ- يضفي ثالوث المرض والفقر والبرد، مسحة سوداء على حياة اسرة "أبو علي" فتحيل ايامها جحيما وصراعا يشل السوية الانسانية، التي يصبح همها المقيم تدبير امر الطعام وعلاج أبناء خمسة وزوجة مصابين بامراض شتى، ابرزها "سمكية الجلد".
"ابو علي" الذي لم ينه العقد الرابع من عمره، اصبح بفعل الظروف القهرية عجوزا قبل الاوان، وهو يرى نفسه اسيرا لفاقة لا وصف لها، اقساها السيرة المرضية للاسرة التي تسكن شقة مستأجرة في مدينة الزرقاء، اذ لا يتيسر له دفع الاجرة الشهرية التي تضاعف متاعبه.
ولان مرض "السمكية في الجلد"، تظهر على شكل قشور جلدية، تصاحبها رغبة شديدة بالحك، فان أقران الابناء الثلاثة المصابين يأنفون اللعب معهم، الامر الذي يدمي القلب ويشعرهم بنبذ المحيط.
الابن الرابع في الاسرة، يعاني من إعاقة متوسطة نتيجة عجز في السمع وصعوبة في النطق تصل الى 59 في المائة، يحتاج معها إلى زراعة قوقعتين، فيما تعاني الابنة الخامسة (الصغيرة) من سكري الدم.
لم تقف معاناة "ابو علي" عند الأبناء الذين يعانون من هذه الأمراض، فزوجته تعاني من ضغط الدم والسكري والسمنة المفرطة بوزن يصل الى 120 كيلوجراما، وتعاني من فتحة في القلب، وعجز دائم يبلغ 75 في المائة ما يجعلها تلزم البيت، لتكتمل مرارة العيش لهذه الأسرة بعد أن أصيب الأب أثناء عمله بتمزق في أسفل البطن، اضطره لإجراء عملية اقعدته عن العمل منذ عام 1998.
وهو يتحدث لمندوبة وكالة الأنباء الأردنية، أجهش "ابو علي" في البكاء وتاهت كلماته وتبعثرت افكاره، فلم يستطع أن يكمل حديثه وهو يضرع إلى الله أن يمده بالصبر على المرض وضيق الحال، ويبعد عنه الحزن، شاكيا بحسرة "من أين آتي لأبنائي بالطعام، ومن أين أدفع تكاليف العلاج؟"، ليبدو الصمت أبلغ من الكلام.
يسكن أبو علي وعائلته في محافظة الزرقاء في شقة مساحتها 90 مترا بالكاد تتسع لأفراد العائلة، وهي تحتاج إلى صيانة عامة من صرف صحي ودهان وتمديد مواسير، ومطبخ متهالك يحتاج الى ترميم، بينما جدران البيت متشققة. يقول أبو علي: "لم يعد باستطاعتي دفع مستحقات ايجار هذا البيت منذ ما يزيد على أربعة شهور، فمع الشتاء نعيش حالة ركود، وبالكاد استطيع العثور على عمل ليوم كامل في مجال البناء، بسبب سوء حالتي الصحية".
ويصف ابو علي الوضع العام لأسرته بقوله" تشعر أنك في مستشفى.. أنين وبكاء وصراخ من شدة المرض والجوع والبرد القارص، كل ذلك يجتمع في بيتي مع أولادي وزوجتي"، لافتا الى ان ما يزيد الامر خطورة معاناتهم من الامراض وتفاقم الأعراض، وتأثر باقي أعضاء الجسم، فالمسكنات والمضادات الحيوية وزيت الزيتون والفازلين وابرة "الفولترين"،التي يستخدمونها لا تجدي، بل وتزيد من الأمر سوءا فوق سوء.
مستشار الامراض الجلدية الدكتور عبدالله الحنيطي، يعرض لرأي الطب في هذا المرض، موضحا أن مرض سماك الجلد أو (الحرشفية) يمكن السيطرة عليه وعلاج المصابين به من الاطفال، مشيرا الى اختلاف انواع هذا المرض، وفي حالات منها يصل إلى الشعر والعينين.
وأشار الى أن العلاج يكون عن طريق الكريمات والمطريات، وفي حالات أخرى يكون عن طريق الفم كل ستة أشهر، وعادة تكون الاصابة به لعوامل وراثية، نتيجة كروموسومات تكون حاملة للمرض من الاب والام وتظهر على الاولاد.
ويوضح أن المرض جلدي خلقي ويظهر على شكل جلد سميك متقشر، وهو ليس معديا، ويشكل مجموعة من الأمراض الجلدية الناجمة عن خلل في نمو الجلد الذي يؤدي إلى جفاف وتقشر، وتتفاوت شدة تلازم المرض وأعراضه لدى المصاب، وأحياناً تتجمع القشور السميكة وتتقصف محدثة ألماً ونزيفاً.
ويؤكد الدكتور الحنيطي أن بعض اشكال المرض تنتقل إما وراثياً أو تكتسب متأخراً، كعرض على مرض نظامي، إذ أن الشكل الأوسع انتشاراً يسمى السماك، ويصيب شخصا من بين 250 شخصا، ويصيب جميع الأعمار والأجناس، فيما السماك المكتسب نادر جداً.
وعودة الى أبي علي الذي تستغيث حاله القلوب الرحيمة لمساعدته وتقديم العون له، في مواجهة ثالوث المرض والفقر والبرد، يقول رب هذه الأسرة، "وتحت ضغوطات هذا الوضع"، يضيف ابو علي، ترك ابني الكبير (14) عاما المدرسة كي يعينني على تأمين متطلبات العيش وتوفير لقمة العيش، رغم أن مشقة العمل في مجال البناء لا تناسب طفولته".
(بترا)
"ابو علي" الذي لم ينه العقد الرابع من عمره، اصبح بفعل الظروف القهرية عجوزا قبل الاوان، وهو يرى نفسه اسيرا لفاقة لا وصف لها، اقساها السيرة المرضية للاسرة التي تسكن شقة مستأجرة في مدينة الزرقاء، اذ لا يتيسر له دفع الاجرة الشهرية التي تضاعف متاعبه.
ولان مرض "السمكية في الجلد"، تظهر على شكل قشور جلدية، تصاحبها رغبة شديدة بالحك، فان أقران الابناء الثلاثة المصابين يأنفون اللعب معهم، الامر الذي يدمي القلب ويشعرهم بنبذ المحيط.
الابن الرابع في الاسرة، يعاني من إعاقة متوسطة نتيجة عجز في السمع وصعوبة في النطق تصل الى 59 في المائة، يحتاج معها إلى زراعة قوقعتين، فيما تعاني الابنة الخامسة (الصغيرة) من سكري الدم.
لم تقف معاناة "ابو علي" عند الأبناء الذين يعانون من هذه الأمراض، فزوجته تعاني من ضغط الدم والسكري والسمنة المفرطة بوزن يصل الى 120 كيلوجراما، وتعاني من فتحة في القلب، وعجز دائم يبلغ 75 في المائة ما يجعلها تلزم البيت، لتكتمل مرارة العيش لهذه الأسرة بعد أن أصيب الأب أثناء عمله بتمزق في أسفل البطن، اضطره لإجراء عملية اقعدته عن العمل منذ عام 1998.
وهو يتحدث لمندوبة وكالة الأنباء الأردنية، أجهش "ابو علي" في البكاء وتاهت كلماته وتبعثرت افكاره، فلم يستطع أن يكمل حديثه وهو يضرع إلى الله أن يمده بالصبر على المرض وضيق الحال، ويبعد عنه الحزن، شاكيا بحسرة "من أين آتي لأبنائي بالطعام، ومن أين أدفع تكاليف العلاج؟"، ليبدو الصمت أبلغ من الكلام.
يسكن أبو علي وعائلته في محافظة الزرقاء في شقة مساحتها 90 مترا بالكاد تتسع لأفراد العائلة، وهي تحتاج إلى صيانة عامة من صرف صحي ودهان وتمديد مواسير، ومطبخ متهالك يحتاج الى ترميم، بينما جدران البيت متشققة. يقول أبو علي: "لم يعد باستطاعتي دفع مستحقات ايجار هذا البيت منذ ما يزيد على أربعة شهور، فمع الشتاء نعيش حالة ركود، وبالكاد استطيع العثور على عمل ليوم كامل في مجال البناء، بسبب سوء حالتي الصحية".
ويصف ابو علي الوضع العام لأسرته بقوله" تشعر أنك في مستشفى.. أنين وبكاء وصراخ من شدة المرض والجوع والبرد القارص، كل ذلك يجتمع في بيتي مع أولادي وزوجتي"، لافتا الى ان ما يزيد الامر خطورة معاناتهم من الامراض وتفاقم الأعراض، وتأثر باقي أعضاء الجسم، فالمسكنات والمضادات الحيوية وزيت الزيتون والفازلين وابرة "الفولترين"،التي يستخدمونها لا تجدي، بل وتزيد من الأمر سوءا فوق سوء.
مستشار الامراض الجلدية الدكتور عبدالله الحنيطي، يعرض لرأي الطب في هذا المرض، موضحا أن مرض سماك الجلد أو (الحرشفية) يمكن السيطرة عليه وعلاج المصابين به من الاطفال، مشيرا الى اختلاف انواع هذا المرض، وفي حالات منها يصل إلى الشعر والعينين.
وأشار الى أن العلاج يكون عن طريق الكريمات والمطريات، وفي حالات أخرى يكون عن طريق الفم كل ستة أشهر، وعادة تكون الاصابة به لعوامل وراثية، نتيجة كروموسومات تكون حاملة للمرض من الاب والام وتظهر على الاولاد.
ويوضح أن المرض جلدي خلقي ويظهر على شكل جلد سميك متقشر، وهو ليس معديا، ويشكل مجموعة من الأمراض الجلدية الناجمة عن خلل في نمو الجلد الذي يؤدي إلى جفاف وتقشر، وتتفاوت شدة تلازم المرض وأعراضه لدى المصاب، وأحياناً تتجمع القشور السميكة وتتقصف محدثة ألماً ونزيفاً.
ويؤكد الدكتور الحنيطي أن بعض اشكال المرض تنتقل إما وراثياً أو تكتسب متأخراً، كعرض على مرض نظامي، إذ أن الشكل الأوسع انتشاراً يسمى السماك، ويصيب شخصا من بين 250 شخصا، ويصيب جميع الأعمار والأجناس، فيما السماك المكتسب نادر جداً.
وعودة الى أبي علي الذي تستغيث حاله القلوب الرحيمة لمساعدته وتقديم العون له، في مواجهة ثالوث المرض والفقر والبرد، يقول رب هذه الأسرة، "وتحت ضغوطات هذا الوضع"، يضيف ابو علي، ترك ابني الكبير (14) عاما المدرسة كي يعينني على تأمين متطلبات العيش وتوفير لقمة العيش، رغم أن مشقة العمل في مجال البناء لا تناسب طفولته".
(بترا)