الفلكلور الأردني.. رسائل حب إلى الوطن

أمسية حضر فيها التراث، وتربع الفلكلور الأردني على عرشها، ليعانق أشكال الفنون المختلفة، في تمازج بصري وسمعي رائع، جمع حميمية الأهازيج الشعبية بروعة التصميمات الأنيقة وبجمال اللمسات التشكيلية، لتتألق البتراء مساء أول من أمس في دبي، بحضور زهراتها اللواتي أوصلن للوطن باقات شوق وحنين.

رسالة هادفة ذات مغزى عميق، كتبتها عبير شقير رئيسة جمعية السيدات الدبلوماسيات في دبي، حرم القنصل الأردني العام في دبي والإمارات الشمالية، لتعزز هوية بلدها من خلال حضور التراث الشعبي في عرض فلكلوري يمثل حضارة المملكة الأردنية الهاشمية، سلطت فيها الضوء على لمسات إبداعية لمصممات اجتمعن على عشق التراث، فنقشن بإبداعاتهن أجمل ما ينتصر للفن والوطن.

إطلالات ملكية

مع اللونين الأسود والأحمر بدأت الحكاية، واستقت تفاصيلها من تطريزات تألقت في أجمل صورة على هيئة أزياء شعبية، تحمل في ثناياها رائحة الأمهات والجدات، في إطلالات ملكية حملت توقيع عدد من المصممات الأردنيات.

افتتحت خاتمة الكيلاني مشرفة مجموعة «نادي الزهور» عبر «فيسبوك» الأمسية، وأكدت في كلمتها على أهمية تعزيز حضور التراث، لافتة إلى ضرورة تغذية عقول الأبناء وأرواحهم بتفاصيل الوطن وملامحه، ومشيرة إلى أن المساهمات الاجتماعية التي تقوم بها السيدات في الغربة، خير مثال على الانتماء إلى الوطن، وشاركتها ساندي عودة التقديم، لتؤكد على أن ما تقدمه أمسية الفلكلور الأردني هي رسائل حب مملوءة على آخرها بالإبداع، لا سيما أن الفلكلور يمثل أناقة وهوية الماضي والحاضر والمستقبل.

وعلى هامش الأمسية، أطلقت الإعلامية الأردنية سالي الأسعد مبادرة فريدة من نوعها تحت عنوان «اعرف بلدك» تهدف إلى ربط أبناء الأردنيين المغتربين بوطنهم الأم من خلال تنظيم رحلات خاصة بالنشء والشباب إلى ربوع الأردن من شماله إلى جنوبه في سعي لتعزيز انتمائهم لوطنهم، وتعميق ارتباطهم بالعادات والتقاليد الأردنية الأصيلة.

ملامح

وبلمساتها الأنيقة التي تجمع بين الإطلالتين العملية والرسمية، افتتحت المصممة ميسون مشيعل العرض، فقدمت تصميمات عصرية مبتكرة تحمل ملامح التراث الجميل، وعن تصميماتها قالت: أعشق التراث الشعبي، وفي تصميماتي أحرص على إظهار تراثنا بأجمل صورة، وأركز على الكوفية وأحرص على تقديمها بأجمل صورة، وأمزج في القطع التي أقدمها بين التصميمات العصرية والتقليدية، كما أعشق التعامل مع الكوفية، بألوانها التي تمزج بين الأبيض والأحمر والأسود، لتتناسب مع جميع الأعمار.

كما أطلت المصممتان نسرين غانم وديما الشولي بقطع جميلة حملت لمسات الأصالة العربية.

سحر الشرق

وجذبت المصممتان هيلدا وهيلانا عمرو الأنظار بعباءات راقية تحمل سحراً شرقياً خالصاً، وتتزين ثناياها بالأشجار البرية وأزهار الربيع بكل تجلياتها، لتغزل خيوط الحرير من عباءاتها السوداء، ما يبرز المرأة الأردنية بجمالها عبر التاريخ، بأناقة تحافظ على القيم الأصيلة.

وأطلت المصممتان شادن أبو شعيرة وسوسن الحمود بتصميمات أنيقة جمعتا فيها بين الرسمية والعملية، وعنها قالتا: سعينا للحفاظ على التصميم التراثي قدر الإمكان، ومزجنا في التصميمات بين الشكلين العملي والرسمي، ليصبح الزي التراثي جزءاً من الحياة اليومية للمرأة.

بقي أن أجمل ما في الأمسية أنها كانت داعماً قوياً للمصممات الجديدات، وللسيدات صاحبات المشروعات الجديدة، وتألقت لمسات ساندي عودة صاحبة «بيانكا للفعاليات»، التي دشنت مشروعها الجديد في تنظيم الفعاليات، لتقدم تنسيقاً راقياً للأمسية، التي تزينت بالزهور والاكسسوارات الراقية التي أضافت البهجة والجمال للمكان.

لوحة فنية

حضر الفن التشكيلي بكل أناقة في لوحة فنية أبدعتها الفنانة التشكيلية ندى جمعة، ورسمت فيها ملامح المدينة الوردية الأردنية البتراء، التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع، لتقدم لوحة جميلة أهدتها إلى إحدى الحاضرات.