ممدوح العبادي للسفيرة الأمريكية: توقّفي عن التصرف باعتبارك المندوب السامي
هاجم سياسي أردني رفيع المستوى مجددا سلوكيات وتصرفات السفيرة الأمريكية في عمان، أليس ويلز، التي تكثر من إثارة الجدل والتدخل في الشؤون المحلية بطريقة لافتة تزعج حتى وزارة الخارجية التي يقودها ناصر جودة.
واعتبر الدكتور ممدوح العبادي وهو واحد من أبرز السياسيين في الأردن، أن السفيرة الأمريكية تتصرف وكأنها «المندوب السامي».
واختار العبادي توجيه رسالة عبر «القدس العربي» لسفيرة واشنطن بعــــــنوان «عزيزتي سفيرة الولايات المتحـــدة… لقد استقل الأردن وزمـــــن المندوب السامي انتهى». ويضيف «عليك أن توقفي التصرف على أساس أنك بمثابة المندوب السامي».
وسبق للعبادي أن اعترض في وقت مبكر قبل عدة أشهر على دعوة السفيرة ويلز المبكرة لمنح اللاجئين السوريين تسهيلات للعمل والشغل في الأردن، مقترحا الحديث عن الاستهداف الأمريكي لسوريا ودور الولايات المتحدة في صناعة الأزمة السورية أصلا، ومقترحا على السفيرة التدخل لدى «أصدقاء بلادها» الذين تسببوا بالأزمة أيضا لفتح حدودهم للسوريين اللاجئين وتشغيلهم، ملمحا لبعض الدول العربية.
ويتحفظ العبادي وغيره من الساسة على مبالغات السفيرة ويلز في التدخل بشؤون داخلية لا تقع ضمن صلاحيات الدبلوماسيين.
وكانت السفيرة ويلز قد أعادت اجتذاب الأضواء إليها بمناسبتين مؤخرا عندما زعمت أن الحكومة الأردنية لا تبذل الجهد الكافي في تكريس «الاعتماد على الذات». وألمحت لالتزامات سابقة لها علاقة بترشيد الإنفاق وتخفيف الاعتماد على المساعدات الأمريكية والدولية. وقالت لنشطاء أردنيين «أنتم لا تبذلون الجهد الكافي لإظهار الجدية في الاعتماد على أنفسكم».
ويعتقد على نطاق واسع أن السفيرة ويلز تقف في خلفية سلسلة من انتقادات السفراء الغربيين المتنامية في العاصمة عمان، خصوصا السؤال المتردد حول طبيعة الأسباب التي تدفع المسؤولين الأردنيين للاستمرار بالمطالبة القسرية في الدعم الاقتصادي والمالي.
وفي أروقة رئاسة الوزراء يتم تحميل السفيرة نفسها مسؤولية شكوك حول تقارير التقييم السلبية التي صدرت مؤخرا عن البنك الدولي.
ويعتقد على نطاق واسع أن السفيرة ويلز والتي بدأت حياتها العملية كسكرتيرة لأحد كبار مساعدي الخارجية الأمريكية أول من طرح سؤالا استفزازيا على أحد السياسيين الكبار بعنوان: هل أنتم جادون حقا في التقارب مع فلاديمير بوتين؟
سياسات وسلوكيات السفيرة ويلز تثير الجدل دوما، فقد حضرت نشاطا للمثليين الجنسيين مجاملة لصديقة ابنتها وطلبت من الأردنيين إعداد طعام المنسف باللحم الأمريكي، وقامت بتغيير ملابسها في منزل عضو بمجلس النواب، واقترحت نقاشا عدة مرات بعنوان المكون السوري في الأردن، وتوجهت بأسئلة حساسة لشيوخ عشائر.