لماذا استعاد رونالدو تميزه مع زيدان ؟

الأرقام تشير إلى استعادة كريستيانو رونالدو مستواه المعهود منذ استلام زين الدين زيدان تدريب ريال مدريد خلفاً لرافا بينيتيز، فمعدله التهديفي ارتفع بشكل ملحوظ في الشهرين المنصرمين ودخل على صراع البيتشيتشي بكل قوة.

لكن ليس هذا فقط ما يؤكد استعادة الدون تميزه رفقة أيقونة الكرة الفرنسية، فهناك أمور أخرى تجعلنا نلاحظ بشكل واضح الفرق بين رونالدو في عام 2015، ورونالدو زيزو أهمها استعادة قدرته الكبيرة على الحسم، ومراوغته للاعبين كما كان يفعل في السابق، بالإضافة طبعاً إلى تسجيل الأهداف الجميلة من جديد بعد أن كانت معظم أهدافه في منطقة الست ياردات أو من ركلات الجزاء.

ويمكن تلخيص عودة رونالدو إلى شكله الطبيعي في الفترة الأخيرة لأربعة عوامل رئيسية.

زيدان يحث على الإبداع

من المؤكد أنه كان هناك حديث بين رونالدو وزيدان حول هذه النقطة، فالنجم البرتغالي لم يكن يجازف في عام 2015 كما كان يفعل في الماضي، لكن منذ أن استلم زيزو تدريب الفرق وبدأ رونالدو يسدد كرات من وضعيات صعبة ويحاول المرور من لاعبين أو ثلاثة في لقطة واحدة، وهو ما افتقدناه بشدة من صاروخ ماديرا مع رافا ونهاية عصر أنشيلوتي.

زيدان شدد في عدة مناسبات حول ضرورة منح اللاعبين حرية الإبداع مع الالتزام طبعاً بالجوانب التكتيكية، فهو كان لاعب يحب الابتكار والمجازفة وهذا أحد أسرار نجاحه في الملاعب، وهذا ما جعله ينقل خبرته للاعبين وبالأخص رونالدو الذي يعد النجم الأول للفريق.

رونالدو استعاد قيمته في النادي مع زيدان

المدرب الفرنسي الشاب كان واضحاً في أول تصريح لوسائل الإعلام عندما قال "رونالدو الأفضل في العالم”، على عكس من بينيتيز الذي رفض اعتبار الدون كأفضل لاعب دربه في مسيرته الاحترافية رغم محاولاته لتصحيح هذا الأمر في عدة تصريحات في وقت لاحق لكن دون جدوى.

كما أن الفارق بين الشخصيتين مهم جداً، فعندما يقول شخص بحجم ونجومية زيدان أن رونالدو الأفضل في العالم، فهذا سيعني الكثير لكريستيانو وليس كما يقولها بينيتيز الذي كان واضحاً عليه رغبته في تجنب جدل الصحافة فقط.

الأجواء الرائعة في غرفة خلع الملابس

أفضل موسم عاشه ريال مدريد من حيث الأجواء في غرفة خلع الملابس حقق فيه العاشرة وبطولة الكأس، وعندما بدأت الأجواء بالتوتر في الموسم الماضي ووصلت ذروتها مع رافا في الموسم الحالي افتقد العديد من اللاعبين مستواهم الحقيقي وعلى رأسهم رونالدو.

ومن الواضح أن هناك حالة من السعادة تسيطر على الأجواء في ريال مدريد في الوقت الحالي سواء في التدريبات أو قبل وبعد المباريات، الأمر الذي خفف الضغط على الدون وجعله يركز على لعب كرة القدم فقط.

المشاركة في صناعة اللعب

مركز رونالدو لم يتغير كثيراً مع زيدان، فهو ما زال اللاعب الأقرب إلى منطقة الجزاء إلى جانب كريم بنزيما، لكن ما أضافه زيزو هو مشاركة رونالدو في صناعة الهجمات والعودة في كثير من الأحيان لمنتصف الملعب لبدء الهجمة مع الفريق، وهذا كان غائباً على الدون في الأشهر الأخيرة، حيث كنا نشاهده ينتظر الكرة فقط في المقدمة.

ويبدو أن ثبات رونالدو في الثلث الأخير من الملعب كان بتعليمات من المدربين (بينيتيز وأنشيلوتي) وليس رغبة من اللاعب، فهو معروف عنه طوال مسيرته الاحترافية امتلاكه الروح القتالية وشغفه الكبير في الاشتراك في كل شيء، وهو ما أحياه فيه زيدان مجدداً.سبورت360