2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لماذا يقوّي العذاب مشاعر الحبّ بدلاً من تدميرها؟

لماذا يقوّي العذاب مشاعر الحبّ بدلاً من تدميرها؟
جو 24 :
حين لا يجد الحبّ طريقاً تحاك فيه قصّة ثنائي ناجح، على رغم كل التضحيات الهائلة التي قد يقدّمها أحد طرفي العلاقة ، فإن الجحيم تنتظر القلوب. يحصل ذلك أحياناً على طريقة المونودراما، حين يغرم أحدهم بفتاةٍ قاسية تعذّب كيانه وتثقل الحمل على مشاعره، في حين أنها تكون ضائعةً في مفترقٍ آخر وواقعةٌ في حبّ رجلٍ يعذّبها ولا يجد لها مكاناً حقيقيّاً في حياته الخاصّة. لعبة الكرّ والفرّ تستمر حتى إشعارٍ آخر، أو حتّى تتحوّل الخيبة الى هاجسٍ لا يحتمل. في تلك المرحلة مشاعر وأفكار كثيرة تتحكّم بالإنسان، وهي تعتبر السرّ الأساسي الذي يكمن وراء تبني قراراتٍ عاطفيّة مجنونة كهذه.

• الغموض مشجّعٌ على المغامرة
لا يهوى الإنسان عادةً الأمور السهلة التي تقدّم اليه على طابقٍ من فضّة. بل يجري خلف الغموض الذي يرضي توقه الى قتل الروتين والملل. لذلك، فإنه يجد في السير وراء حبٍّ خاطئ مغامرة على شاكلة هدفٍ أساسيّ عليه تحقيقه، خصوصاً أن الغموض يدفع به الى الدخول أكثر في خبايا الشخص الآخر واكتشافها والتعمّق بها بهدف الحشريّة العاطفيّة ربّما. وفي حال لم يجد الفرد قطبةً مخفيّة عليه اكتشافها في شتّى الأمور الحياتيّة التي تصادفه، فهو حتماً لن يوليها ذلك الاهتمام الكبير.

• العناد يعمي قلوب المتهوّرين
حين تتصّف طبائع الأفراد بالعناد والرغبة في تحقيق غايةٍ منشودة، فإن مضيّ الفرد في طريقٍ غير قويم نتيجةٌ متوقّعة. يحصل ذلك في العلاقات العاطفيّة خصوصاً، عندما يعتبر الفرد أن رفض الشخص الآخر له هو إهانة قاسية لشخصه ويحاول تضميدها لردّ اعتباره، من دون علمه بحقيقة ما يعتريه من مشاعر. وهو في هذه الحالة يتغاضى عن العذاب الذي يعايشه فيتعالى على الجرح بهدف ارضاء طريقة تفكيره المتسلّطة.

• الحبّ القويّ يرتبط غالباً بالجنون
لم يكن #الحب العاصف حبّاً عاقلاً، بل ارتبطت مفاهيمه بمنطق الجنون. والإقدام على التضحية في الحبّ عملٌ شاق لأن الفرد يستلذّ غالباً في عذابه، ويشعر كأنه يعيش قصّة دراميّة هو بطلها والباقي مجرّد "كومبارس". وفي هذه الحالة يربط حياته بتلك الحكاية المبتكرة في عالم الخيال، ويعيش على أساس أنها ليست أكذوبة، بل ان الأمل الذي يختلج قلبه يجعله يناضل الى ما لا نهاية، على رغم علمه أن الطرف الثاني يعذّبه ولا يبادله المشاعر نفسها.

لن يستطيع الفرد عيش قصّة حبٍّ اسطوريّة كتلك التي يراها في الأفلام والمسلسلات. وهو في حال نجاحه عاطفيّاً، سيجد آلاف المشاكل التي تقف في وجهه، وفي طليعتها الصعوبات المعيشيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. لكنّ عذاب الحبّ حقيقة اسطوريّة، لا شيء يقف في وجهها، بل ان الفرد الذي يغرم حقّاً قد يجد لذّةً في الغوص أكثر في تفاصيل الحزن، والاستماع للأغاني العاطفيّة الرومانسيّة بدلاً من الاستفاقة في فراغ.النهار

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير