الشفافية والنزاهة.. طريق الاصلاح الحقيقي لـ فيفا
تقف منظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الجمعة المقبل على مفترق طرق هام حيث تنعقد الجمعية العمومية في زيورخ لانتخاب الرئيس الجديد وسط أمال أن تفضي عملية الاقتراع الى طريق التغيير الايجابي الذي يحتاجه الاتحاد الدولي ويتمناه عشاق اللعبة الأولى في العالم على مستوى الشعبية.
بعد سلسلة من موجات «الفساد» التي ضربت «فيفا» خلال الأشهر الماضية لتطيح بالعديد من الرؤوس وفي مقدمتها الرئيس السابق -الموقوف- جوزيف بلاتر، ما أضر كثيراً بسمعة اللعبة وخدش صورتها التي كانت توصف لعقود بالناصعة والمشرقة، فإن التاريخ سيقف شاهداً الجمعة المقبل على اهم انتخابات تعرفها اللعبة، فالخيار أمام الجمعية الععمومية لا ثالث له، فإما أن تظهر معايير الحرص على استعادة مكانة اللعبة من خلال الاقتراع النزيه والشفاف المستند الى قناعات البرامج والخطط التي قدمها المرشحون واما أن تمضي اللعبة في الاتجاه المظلم نحو مصير مقلق ومجهول!.
قبل الغوص في تفاصيل العملية الانتخابية التي ينتظرها كل محبي وعشاق اللعبة، لا بد من الاشارة الى العديد من الحقائق الهامة وأبرزها: يسجل العالم باقتدار أن الأمير علي بن الحسين الذي يخوض سباق الانتخابات، هو اول من حذر من الوضع المقلق الذي وصلت اليه اللعبة في ظل ادارة المنظومة السابقة بقيادة بلاتر وحشد المستفيدين، كما أن سموه هو أول من قرع جرس خطر انزلاق الـ فيفا الى مستويات مقلقة ومرعبة، ووحده من تصدى بجرأة ومسؤولية الى «فساد بلاتر» من خلال خوض تحدي الانتخابات السابقة والتي أفضت بعد اقل من يومين من عقدها الى تكشف الحقائق المخيفة وأسقطت الأقنعة عن وجوه مرتكبي وداعمي الفساد، ولا شك ان أوساط اللعبة تتذكر بوضوح ما دعا اليه سموه قبل الانتخابات السابقة بضرورة وحتمية التغيير ليطلق شعار «حان وقت التغيير»، وهو الشعار الذي بات يستند اليه بقية المرشحين في الانتخابات الحالية، فأين كانوا قبل ذلك؟.
في التفاصيل فإن ما أخذ يرشح في الأيام الأخيرة حول أهمية ترسيخ معايير الشفافية والنزاهة ودعوات سموه الصريحة في ذلك الجانب يؤكد أن مفتاح المستقبل المشرق الذي يعيد هيبة ومكانة وسمعة فيفا يكمن بأهمية ترسيخ تلك المعايير خلال العملية الانتخابية وهنا أدلل بحديث سره لي أحد الخبراء العرب، وهو مطلع على المشهد «لو سارت عملية الاقتراع بنزاهة وشفافية ووضع أعضاء الجمعية العمومية مستقبل فيفا ومصلحته نصب أعينهم فإن الأمير علي بن الحسين سيكون دون أدنى شك هو الرئيس المقبل لأنه يحمل العديد من الأفكار الرائعة ويطرح الكثير من البرامج التي تخدم فيفا ويستند الى خبرة متميزة وسمعة ناصعة والأهم من ذلك حماسه وشجاعته بالتصدي للمسؤوليات بقوة وحزم».
عند الحديث عن معايير الشفافية والنزاهة فإن ذلك يبرز في ظل ما عرفته المنظمة الدولية -فيفا- في السنوات الأخيرة وفي الانتخابات الأخيرة على وجه من التحديد من ممارسة الضغوط على الاتحادات القارية وتصاعد مؤشرات مسلسل «الترغيب والترهيب»، حتى أنه رشح عن بعض الاتحادات ما تعرضت له من ضغوطات رهيبة خلال فترات سابقة من الانتخابات، وهو ما بدا يظهر أيضاً خلال الأيام الأخيرة وكأن من يمارس تلك الاساليب الملتوية غير مكترث بما آل اليه مصير بلاتر والمقربين منه، وغير مهتم أيضاً بمصلحة اللعبة وضرورات الاصلاح الحقيقي الذي تحتاجه فيفا.
في المختصر، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- بات أمام مفترق طرق تاريخي، فالوقت يمضي بسرعة نحو النفق المظلم ما يحتم على الجمعية العمومية أن تتحلى بمسؤولياتها تجاه اللعبة ومصلحتها ومقتضيات الاصلاح الجاد وسط أجواء انتخابية يسودها النزاهة والشفافية، وهنا نؤكد أنه في ظل تحقيق تلك المعايير الهامة والضرورية فإن حظوظ وفرص الأمير علي بن الحسين ستكون الأقوى والأوفر بين بقية المرشحين لأنه يرتكز على برنامج وافكار وخطط مبتكرة ويتمتع بالشجاعة المطلوبة لانجاز متطلبات التغيير الايجابي .. والله الموفق.الراي - امجد المجالي