"وشّ السعد": تفاهة التهريج التلفزيوني!
مضحكٌ أنّ محمد سعد ردّ في الحلقة الثانية من "وشّ السعد" ("أم بي سي مصر") على تفاهات الحلقة الأولى بمزيد من التفاهة. والمضحك أكثر أنّ الحلقة الأولى ظلّت تُعرض على تلفزيون زُجَّ في المسرح رغم هبوط المستوى. "تصويب" المهزلة بالمهزلة.
ظنّ "بوحة" أنّ افتتاح الحلقة الأولى بهيفا وهبي سيجعل مما يحاول تقديمه برنامجاً. أحد أكثر العروض سطحية وخواء قُدِّم في حضور وهبي. لا المعروض يُضحِك ولا يجعل المُشاهد يفهم لأيّ الأسباب قد يضحك الجمهور في الستوديو أو يصفّق. كميات هائلة من الهذيان التلفزيوني أُطلقت في حلقة واحدة. "بوحة أكاديمي" وما زعم أنّه انتقاد تعامل بعض لجان التحكيم مع مواهب الغناء، ذروة الضحالة الكوميدية. يحاول المُشاهد أن يستخلص من مسيرة محمد سعد في ما يُسمّى الكوميديا سبباً ليبتسم. يأتيه عرضٌ مُفتعل، لا عبرة منه، ولا أثر. على سعد ألا يستمرّ بصناعة حلقات يُحشى جزء كبير منها بالردّ على الغاضبين. عوض ذلك، فليفكّر في تدارك الكارثة ، وكتابة كوميديا تُشبه الناس ، ويوميات لقمة العيش ، تُقدَّم على المسرح من دون ثرثرة، ومن دون ملامح وجه رخوة ، ولسان تخرج منه كلمات لا تُفهَم ومعانٍ لا تصل. إن أراد سعد الاستمرار، فلا بدّ من ضحكة تدخل أعماق الناس المحتاجين إلى صدق البسمة. ناسٌ يُنكّت على أحوالهم فيقوون على التحمّل. أين محمد سعد من هذا؟ أتى ببرنامج يخفق في أن يكون رسالة حقيقية، خفيفة الظلّ وهادفة. ليست الكوميديا اسم الممثل فحسب. هي تجدُّد ومسؤولية وقرار برفض التسخيف والتسطيح والتعامل مع المتلقي بصفته مستوعب غباء. عوض أن يتلهّى سعد وفريق عمل البرنامج (إنتاج صادق الصباح) بقراءة الانتقادات وصوغ الردّ عليها، في إمكان الردّ أن يكون رفع المستوى والعمل على التخلّص كلياً من الخواء الفاضح. حلقتان تُرشقان بالبيض. التبرير لا يشفع، وإعادة النظر بسعد وأدائه وبرنامجه واجبة. اليوم قبل الغد.النهار