الثقافة اهم من التلقين
لا تعنيني نتائج الثانوية العامة، لانني لا أؤمن بها ايا كانت فاذا اردنا مخرجات ونتائج محترمة يجب ان نؤسس لمراحل تعليم جديدة من المرحلة الابتدائية، وليس في السنة الاخيرة التوجيهي. اما مخرجات الجامعات فهدفها الاعداد وليس الكفاءات ,فتعتمد كما المدارس البصم فقط للعلامة.
ان الشباب عماد الوطن وجنوده يجب ان يكونوا مزودين بسلاح الثقافة والمعرفة اهم من مناهج البصم والعلامة.
فلو سألنا مجموعة من الشباب ذكورا واناث ما هي عاصمة الصومال فانني متاكد ان نسبة الاجابة الصحيحة لن تتجاوز 10%..
اسرد لكم قصة قصيرة:
كنت مدرسا ومحاضرا لمادة قانون الطيران المدني واتفاقية شيكاغو ومونتريال، في اول محاضرة تبين لي ان الطلاب لا معلومات لديهم ثقافيا سوى ما لقنوا به من المنهاج وعلى الاغلب هي معلومات منسية سواء كانت سياسية او تاريخية او جغرافية، فاخبرتهم انني سوف اقوم بتخصيص عدد من المحاضرات بعيدا عن المادة للحديث عن الجغرافيا و الثقافة والدستور و حقوق المواطن وواجباته وعن التاريخ قدر المستطاع..
في احدى المحاضرات العامة التي كنت خارج مساق المادة وجهت للطلاب عدداً من الاسئلة منها:
السؤال التاريخي البسيط من هو وصفي التل ؟ اجابني طالب واحد (اليس هذا من عمل له دوار) فكيف لو سالت من اول رئيس وزراء للاردن..
السؤال الجغرافي البسيط ماذا يحد الاردن من الغرب؟ لم يعرف اي طالب اضطررت ان اجعل الفتاة ذات التحصيل العلمي المرتفع ان تجيب فاجابتني سوريا، وبعدها اكدت انها العراق!!
وعندما سألت عن عدد محافظات الاردن كانت الاجابات صاعقة ايضا9 -15-13ولم يستطع اي طالب تعداد اكثر من اربع محافظات!!
هذا نتاج التوجيهي والسياسات التعليمة الممتازة!!
الشباب روح الوطن وجنوده يجب ان يتحلوا بالثقافة والمعرفة ويجب ان نحارب الغزو الثقافي الذي بدا ينخر كثيرا في مجتمعنا.