مستقبل فيفا مع الأمير علي.. حلم سيتحول إلى حقيقة
كما يرى سمو #الامير_علي بن الحسين ان للاتحاد الدولي لكرة القدم مستقبل أفضل من ذي قبل، فإن المتابعين عن قرب، ينتظرون ان يتحول هذا الحلم الى حقيقة فعلية.
هذه النظرة مستمدة مما استند عليه سمو في برنامج الانتخابي نحو الفوز بمنصب رئيس الاتحاد الدولي لدورة قادمة، ستشهد قطعا متغيرات ايجابية على عكس ما سبق من نظيراتها، قياسا بما حمله هذا البرنامج من افكار ومخططات ستنهض باللعبة الاكبر شعبية على مستوى العالم، وتعيدها الى دائرة الثقة، وتضعها على طريق التطوير والتحديث.
«الرأي» عادت مجددا لتقليب اوراق البرنامج الانتخابي الذي اراد به سموه ايصال افكاره نحو العالم اجمع، واستطاع بفضله الحصول على التأييد والدعم، نظرا للمحاور التي تناولها على كافة المستويات.. النزاهة والشفاهية، التطوير، التسويق، النهوض باللعبة نفسها والكثير.
وقبل استعراض ابرز بنود هذا البرنامج نستذكر الكلمات التي اختصر بها سموه رؤيته لمستقبل فيفا والتي تمثلت:
«أرى ما هي عليه فيفا الان وأدرك ما يمكن أن تكون عليه في المستقبل، رأيت للاتحاد الدولي لكرة القدم مستقبل يتيح لنا أن نحقق أفضل ما نستطيع.
رؤية دفعت بي إلى الترشح لرئاسة الفيفا وها أنا أضع بين أيديكم هذا البيان ليكون بمثابة خارطة طريق استلهمتها من آرائكم، لكي يصبح الحلم حقيقة.
رأيت برنامج تطوير واضح المعالم من شأنه أن يشجع على نمو غير مسبوق وتطور لم تشهده كرة القدم من قبل في سائر أرجاء العالم. أرى تطورات في كرة القدم على المستوى العالمي ينتج عنها نمو إيجابي في المباريات الجارية على أعلى المستويات.
أرى نمواً في التنافس الجاري بأعلى المستويات ينتج عنه زيادة كبيرة في العوائد التجارية.. أرى النجاح التجاري بمثابة غرفة المحركات التي من شأنها أن توفر برامج للتطوير أكثر وأفضل.
أرى دورة من الـنزاهـة والاســتقامة، دورة تتصـل حـلقاتها وتتواصل لترتقي بكرة القدم إلى آفاق جديدة غير مسبوقة في كـافـة أطـراف المـعـمـورة، أرى دورة من النزاهة والاستقامة، يعززها الاتحاد الدولي لكرة القدم، باعتباره مؤسسة خدمية تتبوأ الصدارة في الحوكمة السليمة، وتتولى مسؤولية حماية كرة القدم واللاعبين وعشاق الكرة.
أرى مستقبل تصبح فيه رؤيتي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم حقيقة ماثلة للعيان، لكن أمنيتي في حقيقة الامر تكمن في أن تشاركوني هذه الرؤية.
سيتركز جل اهتمامي في خدمة الاتحاد الدولي لكرة القدم لفترة رئاسية مدتها أربعة أعوام، واعداً إياكم أن أعمل خلال هذه المدة مع الاتحادات الوطنية، وسائر الاتحادات الاخرى لصالح الفيفا والوفاء بجميع الاقتراحات الواردة في هذا البيان، والعمل مع كافة الاطراف لوضع خطة عشرية ترتقي بالفيفا وكرة القدم إلى أرفع مدارج النجاح في المستقبل.
أرشح نفسي لرئاسة الفيفا باعتباري واحداً منكم، إذ شغلت خلل السنوات الستة عشر الماضية منصب الرئيس لحد الاتحادات الوطنية لكرة القدم.
من هنا، أعي جيداً التحديات التي تصادفنا كل يوم لتطوير مستوى كرة القدم في كافة أنحاء العالم كما أعرف الفيفا جيداً بأدق التفاصيل، حيث شغلت منصب نائب الرئيس وعضو في كل من اللجنة التنفيذية للفيفا واللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الآسيوي خلال السنوات الربعة الماضية، والاهم من هذا كله، عرفت دوماً بالاستقامة وصحة الافكار وسمو الخلق ناهيك عن عشقي الشديد لكرة القدم.
لدي اعتقاد راسخ لا يتزعزع قوامه الصدق والامانة والاستقامة، والقيادة الرشيدة، كما أنني أحترم التنافس الشريف، واتبع نهجاً قوامه الخدمة بأعلى مستويات الجودة والاجتهاد في العمل».
النزاهة والتطوير التجاري
يعتبر سموه ان تطوير كرة القدم في سائر أرجاء العالم لا يقتصر على تنشئة كبار اللاعبين وبناء الفرق بأعلى المستويات، بل هو استثمار الوقت والجهد والمال في بناء كرة القدم على مستوى القاعدة وتطويرها على مستوى الهواة للرجال والنساء والفتيان والفتيات، كما يعتقد أن بإمكان كرة القدم أن تجعل العالم مكاناً أفضل، وإن على الفيفا والاتحادات الوطنية أن تدرك وتفخر بالدور الي تؤديه في المجتمع، وأن تبذل كل ما في وسعها لنشر الفوائد التي توفرها لعبة كرة القدم في كل مكان.
ويقترح سموه بهذا الشأن زيادة الدعم بدرجة كبيرة للاتحادات الوطنية حسب حاجتها وتخصيص الأموال دوريا في نهاية كل موسم من مواسم كأس العالم وتوفير المزيد من الاستثمار في كأس العالم للسيدات وكأس العالم للشباب والاقرار بأهمية فعاليات ومباريات الدورات التي تقيمها الفيفا للشباب والسيدات بتخصيص مزيد من الاستثمارات لهذه المباريات والتأكد أن معايير الاستضافة واقعية وتناسب الغرض المقصود، وذلك لزيادة جاذبية هذه المباريات وإمكانية استضافتها من قبل الدول الأخرى.
ويركز سموه على ضرورة انشاء مكاتب التطوير الاقليمية لدعم عملية تطوير كرة القدم على النحو الأنسب في سائر أرجاء العالم، وتجهيزها بموظفين محترفين ضمن ملك الفيفا، لتعمل عن كثب مع الاتحادات الاقليمية المناسبة التي يمكنها السفر إلى الاتحادات الوطنية ومساعدتها في تلبية احتياجاتها، الى جانب اهمية تقليص الأعباء البيروقراطية والتحديات التي تواجهها الاتحادات الوطنية عندما تتقدم بطلباتها لأعمال التطوير وإنشاء صندوق يتيح للمدربين ذوي الخبرة فرصة قضاء بعض الوقت في تدريب الفرق والمدربين الآخرين في الدول المستفيدة من هذا النوع من الدعم.
وبالاضافة ذلك، يشير البرنامج الى ضرورة الحصول على الدعم الحكومي ومساعدة الاتحادات الوطنية على تحسين علاقاتها الحكومية للارتقاء بصورة كرة القدم لدى أصحاب الشأن من الساسة، وتوطيد التعاون مع المؤسسات غير الحكومية، خاصة فيما يتعلق بمشاريع التطوير، واتخاذ زمام المبادرة لاستقطاب مختلف المؤسسات التي تسهم في تبادل أفضل الممارسات بين فيفا وأوساط المنظمات غير الحكومية لما فيه خير الجميع.
كرة القدم وكأس العالم
يقترح سموه بهذا الخصوص استكشاف الافكار التي من شأنها تحسين اللعبة ذاتها، عبر قيام فيفا بتأسيس لجنة مخصصة لكرة القدم تركز على حالة اللعبة بشكل عام وشامل، والعمل عن قرب مع مجلس إدارة كرة القدم الدولي لبحث تطورها في أنحاء العالم.
كما تظهر المطالبة بتحسين التعاون بين الفيفا والاتحادات الاقليمية والاتحادات الوطنية بغية تحسين تقويم المباريات الدولية للتأهل لمباريات كأس العالم ومباريات الصداقة والبدء بمراجعة شاملة لنظام الترتيب المتبع لدى الفيفا بغية ضمان عدم مكافأة أطراف لم تشارك أو إيقاع الجزاء بالدول التي لم يعد لها دورة (مثل أربعة أعوام بدل من عامين) بين المباريات الاقليمية الرئيسية.
وعن كأس العالم يؤكد سموه ان الاتحاد الدولي هو الوحيد في العالم الذي يقيم فعالية أكبر في كثير من جوانبها من الالعاب الاولمبية، ومن هنا يقترح بنظام التناوب القاري وتوسع قوامة التطوير التدريجي وليس المفاجئ والتوسع التدريجي لكأس العالم واتخاذ القرارات الاستراتيجية بطريقة ديمقراطية بعد مناقشات وافية وعلى ضوء تخطيط دقيق ومشاورات وافية تضع في الحسبان كافة الاحتمالات.
النجاح التجاري وتنظيم الخدمات
يجزم سموه في البيان أن هناك متسعاً وافراً لتحسين الاداء التجاري للفيفا، ما من شأنه أن يعود بالفائدة على الاتحادات الوطنية في كافة أرجاء العالم، وما سيزيد من الأموال المتوفرة للاستثمار في الاتحادات الوطنية وفي كرة القدم أيضاً.
ويعتزم سموه اتباع منهاج يتألف من شقين بغية تحقيق أقصى مستويات النجاح التجاري للفيفا، أولهما حماية تدفق العوائد الحالية وخفض تبديد الاموال إلى أدنى المستويات الممكنة أما الشق الثاني فيتمثل في زيادة عوائد الفيفا في كافة المجالات، بحيث يضمن هذا الاسلوب بشقيه تحسين ميزانية الفيفا إلى حد كبير وزيادة الاموال المتوفرة التي يمكن إعادة استثمارها في أعمال التطوير والرياضة والنجاح التجاري.
وتعهد سموه بحماية تدفق العوائد الحالية للفيفا عبر تحسين صورة الفيفا وإعادة بناء مصداقية الاتحاد لدى الرعاة والشركاء التجاريين الحاليين والمحتملين والتأكد من استخدام أموال الفيفا بشفافية وحكمة، ووضع نظام رقابة من شأنه تخفيض الاسراف في المصاريف والعمل على استثمار أموال الفيفا لما فيه خير الاتحاد والتأكد أن جميع القرارات التي تحمل آثارا مالية كبيرة تتخذ بطريقة شفافة ووفق عملية يتم الاتفاق عليها مسبقاً فعلى وجه التحديد، يتعين عقد كافة الصفقات التجارية، بما في ذلك حقوق البث التلفزيوني، عبر نظام للمناقصات والشراء يتم إجراؤه بطريقة منصفة تقوم على معايير اختيار واضحة تضمن أعلى العوائد للفيفا والاتحادات الوطنية.
وحول زيادة العوائد سيتم إدخال تحسينات من شأنها الارتقاء بعلامة فيفا التجارية، تعززها أعمال تطوير في رياضة كرة القدم هدفها اجتذاب المزيد من كبار الرعاة والشركاء التجاريين والعمل جنبا إلى جنب مع القسم التجاري التابع للفيفا بحثاً عن موارد جديدة للعوائد، كإنشاء مرافق وإيجاد موارد مالية، تتمثل في منصة بث عبر الانترنت يمتلكها الاتحاد، وهي بمثابة محطة للبث التلفزيوني للفيفا، منصة تخدم أصحاب المصلحة ضمن الفيفا، ومن شأنها إيجاد موارد مالية جديدة دون التعدي على حرمة الحقوق التلفزيونية.
كما يؤكد سموه التزامه بتقديم أسلوب جديد للقيادة والحوكمة تمكن الفيفا من تحمل مسؤولياتها لحماية لعبة كرة القدم وحماية اللاعبين والمشجعين وتحويل الفيفا الى مؤسسة جديرة بلعبة عالمية، وذلك بتحويل الاتحاد إلى مؤسسة حوكمة تحدد وتحترم الادوار والمسؤوليات المسندة إلى الرئيس واللجنة التنفيذية للادارة، بحيث يكون إطار الصلاحيات وحدودها واضحة على كافة المستويات.
كما يتعين الاضطلاع بمسؤوليات الفيفا بقوة والتزام تام بقيم الرياضة ومعاملة جميع الاتحادات الوطنية باحترام وخدمتها بعيداً عن المحاباة، وتشجيع استقلاليتها ضمن الحدود الممكنة وتشجيع الحوار وتقبل الآراء المتباينة وتبني الفصل بوضوح بين صلاحيات الرئيس وصلاحيات إدارة الفيفا والاعتماد على آراء الخبراء ومجموعات العمل المتخصصة إسهاماً منها في التوصل إلى القرارات السليمة وإنجاز العمل بطريقة شفافة قوامها الكرامة والاحترام ضمن إطار السياسات الاستراتيجية الموضوعة بمساعدة الاتحادات الوطنية.
ويركز البرنامج على ضرورة تمكين اللجنة التنفيذية من الاطلاع على حسابات الاتحاد وأحواله المالية بشفافية تامة، وتقديم ميزانية مفصلة لها تخضع للمراجعة والمناقشة ونشر محاضر اجتماعات اللجنة التنفيذية للفيفا باتبار أن الهدف من وجودها هو تقديم الخدمة بهدف تطوير لعبة كرة القدم، الى جانب توزيع عوائد الاتحاد بسخاء وإنصاف وتناسق وعلى ان يتحمل الفيفا مسؤولية حقيقية بأن يقوم بكل ما في وسعه لحماية هذه اللعبة ولاعبيها ومشجعيها مثل حماية اللاعبين من الاستغلال والاتجار بالناشئين والدور الذي يلعبه الوسطاء غير المرخصين مشكلة خطيرة للاشخاص المتأثرين بهذه الظاهرة وعائلاتهم والتجمعات السكانية المحلية ولعبة كرة القدم بشكل عام وإجراء التحقيقات في هذه الأوضاع ووضع الخطط وتنفيذ التوصيات الموضوعة لمعالجة هذه المسألة.
كما يشدد سموه على دور الفيفا باتخاذ زمام المبادرة أن يعمل مع الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، وأصحاب المصلحة والمؤسسات التعليمية بغية تطوير استراتيجية بعيدة المدى للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري وأن يتجاوز هذا مجرد الدعاية وبلغة الخطاب، ويتعداه إلى التزام قطعه الفيفا على نفسه في هذا المجال، حيث وجه المزيد من استثماراته وموارده، وتولى زمام المبادرة في إيجاد الحلول القابلة للتطبيق.
ومن الأهمية ايضا حماية نزاهة كرة القدم وزيادة ميزانية الأمن لدى الفيفا إلى حد كبير، كما يجب أن العمل بشكل أكثر فاعلية مع الانتربول، والحكومات، والتحالفات، وغيرهم من أصحاب المصلحة بغية وضع استراتيجية قوية وناجعة والعمل على تنفيذها لمكافحة هذه المشاكل وتوفير التقنية الكفيلة بمتابعة أعمال الرهان بشكل أكثر فاعلية ومكافحة تعاطي المنشطات وتطوير اختبار السن والتأكد من سلامة الوضع الأمني في المدرجات.
الخاتمة
يوضح برنامجي أهم المبادئ التي يقوم عليها المنهج من الذي أعتزم اتباعه كرئيس للفيفا، ويفصل عددا الالتزامات المحددة التي أنوي تنفيذها عندما أتولى منصب رئاسة الفيفا.
ولا استطيع القول أن هذه المبادئ والالتزامات شاملة لكل ما أردت توضيحه، لكن آمل أن أكون قد قدمت لكم صورة لرؤيتي وتصوري لما ستكون عليه الفيفا ولعبة كرة القدم، والخطوات التي أنوي اتخاذها للوفاء بما أوردته في هذه الرؤية.
أود أن اغتنم هذه الفرصة لتوجه إليكم بموافاتي بآرائكم في هذا الشأن، آمل أن أحظى بنتيجة إيجابية في الانتخابات كي اركز جل اهتمامي على مستقبل كرة القدم.
إنني لأشعر ببالغ الفخر والاعتزاز لخدمة هذه الرياضة ضمن مؤسسة رائعة، ويشرفني أن أحظى بدعمكم لمنصب الرئيس المقبل للفيفا.
علي بن الحسين