احذر.. رضاعات الأطفال تصيب بالسرطان، وهذا ما كشفه الأطباء
جو 24 :
أعلن خبراء الصحة العالمية أن مُركّباً كيميائياً موجوداً بجميع المنتجات المطاطية – من رضاعات الأطفال إلى الواقيات الذكرية - يسبب الإصابة بالسرطان.
منظمة الصحة العالمية أدرجت مركب MBT الذي يستخدم في تصنيع جميع أنواع المطاط كمادة "قد تسبب السرطان". وقالت إن هذا المركب يدخل في صناعة القفازات المطاطية، والواقيات الذكرية، والملاعب الصناعية المصنوعة من فتات المطاط، وإطارات السيارات، وفقا لتقرير نشرته الدايلي ميل البريطانية.
وهناك احتمال بوجود نفس هذه المادة في الكثير من المنتجات الأخرى مثل نعال الأحذية، والأسرَّة الهوائية، والأحزمة المطاطية، ونظارات السباحة.
ملاعب كرة القدم
ويدخل فتات المطاط المصنوع من الإطارات القديمة في صناعة ملاعب كرة القدم الجديدة والمعروفة باسم ملاعب الجيل الثالث. أما عن الأسطح التي تصلح لجميع الأحوال الجوية فإنها - من الأساس - موصومة كمادة مسببة للسرطان، لما تحتويه من زئبق، ورصاص وزرنيخ، وغيرها من المواد الكيميائية السامة.
وهناك مخاوف من أن يبتلع لاعبو كرة القدم هذه المادة خلال سقوطهم على الأرض، وخاصة حراس المرمى، كما يمكن أن تستقر هذه الجزيئات في الجروح التي قد تصيبهم أثناء اللعب.
حكاية حارس مرمى
يقول نيجيل ماجيور الذي يعاني ابنه لويس، وهو حارس مرمى واعد يبلغ من العمر 18 عاماً، من سرطان الغدد الليمفاوية: "يمكنك أن ترى هذا المطاط في كل مكان".
ويضيف ماجيور، الذي تقاعد مؤخراً من عمله ليرعى ابنه، أن لويس ابنه يقول: "إن هذا المطاط يدخل في العين والأذن وفي كل مكان"، ويشتكي من أنه كان مضطراً لتنظيف جميع أغراض لويس من هذا المطاط. وتابع: "كلما وجدت المزيد منه ازداد رعبي".
أدلة إضافية
في المؤتمر الذي عُقد بمدينة ليون في فرنسا بحضور 24 خبيراً من 8 دول مختلفة، توافر لدى الخبراء ما يكفي من الأدلة لإضافة هذا المركب بنفسٍ مطمئنة إلى موسوعة المواد المسببة للسرطان، فتم إدراجه كمادة "قد تسبب السرطان" مثله مثل اللحوم الحمراء، ويأتي في مرتبة أقل خطورة قليلاً من السجائر وغيرها من المواد التي من المؤكد أنها تسبب المرض.
وأكد الخبير هانز كرومهوت، عضو اللجنة التي قامت بفحص المادة الكيميائية، أن هذه المادة موجودة في القفازات المطاطية وزجاجات الرضاعة، ومصاصات الأطفال.
كما تم اكتشاف هذه المادة مؤخراً في غبار الطرق السريعة، وتشكل إطارات السيارات مصدر التلوث الأقرب لهذا الغبار.
مقدار الخطر
لكن الخبير البريطاني كرومهوت أرسل بعض التطمينات وقال: "لا داعي للقلق، فالكميات التي يتعرض لها الناس خلال حياتهم اليومية لا تشكل أي تهديد حقيقي"، ولكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أننا لا يمكننا تحديد مقدار خطورة هذا المركب حتى الآن. بينما تقوم حملات التوعية هذه الأيام بتوجيه العامة للسؤال عن وجود هذه المادة MBT في أي منتج قبل شرائه.
كما قام مركز بحوث السرطان بمنظمة الصحة العالمية بمراجعة البيانات المتعلقة بهذه المادة والتي كان من بينها بحث قام به الباحث توم سوراهان، على عمال مصنع يتعرضون لهذه المادة بكميات كبيرة خلال عملهم.
ويربط هذا البحث إصابة العمال بسرطان المثانة، وسرطان الأمعاء وأحد أنواع سرطان الدم بتعرضهم لهذه المادة بكميات كبيرة، ولكن لم يتمكن البحث من إثبات هذا بشكل واضح، لأن العمال كانوا يتعرضون للكثير من المواد الضارة الأخرى التي قد يكون لها دورٌ في تطور المرض.
ولكن في أبحاث أخرى، أجريت على الحيوانات، ثبتت خطورة هذه المواد ودورها في زيادة احتمالات الإصابة بمرض السرطان، ما جعل منظمة الصحة العالمية تقول في حوار مع جريدة "لانست أونكولوجي" المختصة في علم الأورام، إنها أدرجت المادة كمادة ضارة على صحة العامة.
وأوضح متحدث رسمي بسام المنظمة أن المادة تدخل في معظم صناعات المطاط، ما يشكل خطراً كبيراً على العاملين في مجال صناعة المطاط.
كيف يحصل المرض؟
عامة الناس يتعرضون للمواد المطاطية التي يستعملونها ويكون ذلك عن طريق اللمس، كما هو الحال في القفازات المطاطية والأحذية أو عن طريق الاستنشاق لغبار الطرق الملوث بالجزيئات الصغيرة المتطايرة من إطارات السيارات.
ولكن لا توجد دراسات واضحة حتى الآن عن مدى خطورة هذا على صحة العامة. ويقول سوراهان إن الكميات الكبيرة التي يتعرض لها العمال في المصانع لها تأثير سلبي بالطبع، ولكن الكميات القليلة التي نتعرض لها في حياتنا اليومية ليس لها تأثير ضار يُذكر.
وأضاف: "لست متأكداً ما إذا كان من المفترض أن يكون MBT قضية تشغل الصحة العامة، أما عن عمال المصانع فعلينا حمايتهم بالطبع".
ولكن دكتور مايكل وارهارست، وهو عضو إحدى حملات التوعية بالمواد الكيميائية الخطيرة، له رأي مختلف، حيث يرى أنه على الجهات المختصة أن تسرع في اتخاذ إجراءاتها من أجل حماية الناس.
كما يرى أنه من الأفضل أن يأخذ العامة حرصهم، وأن يهتموا بالبحث عما إذا كانت المنتجات التي يستخدمونها تحتوي على مادة MBT.-(هافينغتون بوست عربي)