عن الامير علي والشيخ سلمان: اللي يقدم السبت....
جو 24 :
كتب: أحمد الحوري -
كما توقعت - وطبعاً لست فرحاً كون توقعي جاء صحيحاً - خسرنا التحدي، وضاع الحلم العربي، ولم نكسب معركة رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، رغم مشاركتنا بمرشحين اثنين، ذهبنا إلى زيوريخ هرولة، ونحن نمتلك الحظوظ الوافرة، عاطفياً.
لكي يكون الأمير علي بن الحسين أو الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التاسع لإمبراطورية فيفا، وعدنا من هناك نجر قدماً ونؤخر أخرى، بعدما فقدنا الفرصة التاريخية، وخطفها الأوروبي السويسري جياني إنفانتينو، ليس فقط لأنه استغل تشرذمنا العربي، بل لأن الأوروبي يعرف كيف يدير خيوط اللعبة بالشكل الصحيح والصورة المطلوبة.
ليس بكاءً على اللبن المسكوب، وليس جَلداً للذات، رغم أن بعضه يفيد في أحيان كثيرة، لا بد أن نعترف أن خسارة الشيخ سلمان بن إبراهيم للجولة الثانية، كونه حل ثانياً في الأصوات بعد إنفانتينو، ليس وليد يوم الجمعة الانتخابي.
بل لا بد أن نقولها صريحة، أن خسارته تشكلت وتبلورت، عندما خسر الأمير علي بن الحسين الانتخابات السابقة، تلك الانتخابات التي واجه الأمير النشمي، الإمبراطور المفسد جوزيف بلاتر، ورفع حينها الأمير علي شعار النزاهة ومحاربة الفساد في وجه بلاتر وزمرته.
ولكن للأسف، أول من خذله في مسعاه، هم ذوو القربى وأبناء قارته الآسيوية، جعلوه يقف وحيداً في مواجهة الدكتاتور، ومع ذلك حصل على أكثر من 70 صوتاً، ولولا هذه الوقفة المتخاذلة الصريحة من آسيا وعربها، لكان بالإمكان أفضل مما كان، ولتمكن الأمير علي بن الحسين من إبعاد العجوز السويسري، وخلعه من كرسي الرئاسة ديمقراطياً، قبل أن يخلع قانونياً.
بالفعل، في ذلك التاريخ، كتبنا كعرب، سيناريو ما حدث يوم 25 فبراير، فبالله عليكم، أي صورة قدمنا أنفسنا للغرب، نكسب رضاهم، ونحن نختلف ونطعن بعضنا بعضاً، ونرسل رسالة إلى الآخر، مفادها أننا لا نثق بشقيقنا وابن جلدتنا.
ولا نعترف بقدراته على إدارة هذا الكيان العالمي، في ذلك التاريخ، عندما وقف العرب والقارة الآسيوية، بقوة دفع خليجية للأسف، ضد الأمير علي بن الحسين، كتبنا حينها بأيدينا، شهادة خسارة الشيخ سلمان بن إبراهيم، فإذا كان لزاماً علي ألا أثق بالأمير، فالأحرى كذلك ألا أثق في الشيخ، فهما عربيان، ومن بيئة واحدة، وهذا ما تلقاه الغرب بصدر رحب، ولعبوا عليه، وترجموه في صناديق الاقتراع..
صافرة أخيرة..
للمتباكين على عدم التنسيق، ويشيرون إلى أن عدم تنازل الأمير علي بن الحسين وعدم انسحابه من الانتخابات، هو سبب خسارة الشيخ سلمان بن إبراهيم، نذكرهم بمثل مصري معبر، يقول: «اللي يقدم السبت يلاقي الأحد»..
درس يجب أن نستوعبه جيداً، إذا ما أردنا خوض التجربة من جديد. -(البيان الاماراتية)