2024-05-21 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

تقرير جين: إسرائيل غير قادرة عسكريا على تدمير المنشآت النووية الإيرانية

تقرير جين: إسرائيل غير قادرة عسكريا على تدمير المنشآت النووية الإيرانية
جو 24 : د. حسن البراري - إسرائيل ليست في وضع عسكري يمكنها من تدمير المنشآن النووية الإيرانية في ضربة استباقية بالاعتماد على سلاحها الجوي الأقوى في الشرق الأوسط، حسب ما ورد في تقرير رصين نشرته مجلة جين العسكرية الأكثر شهرة على مستوى العالم.

وتفيد صحيفة التليغراف البريطانية التي قامت بنشر التقرير الموثق بأن قيام إسرائيل بعملية من هذا النوع لهو أمر محفوف بالمخاطر. ولن ينفع إسرائيل امتلاكها لسلاح جو الأكثر تطورا وقوة في الشرق الاوسط للقيام بعملية معقدة من هذا النوع على غرار ما قامت بها عندما دمرت مفاعل اوزيراك العراقي في عام ١٩٨١ لأسباب لوجستية بالغة التعقيد.

ويعرف الكثير من الخبراء العسكريين الإسرائيليين هذه الحقيقة لذلك حاولت إسرائيل وما زالت دفع الولايات المتحدة للقيام بهذه المهمة ، فأي محاولة إسرائيلية بمفردها ستنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لإسرائيل. فحتى تنجح إسرائيل بالحاق إذى كبيرا في المنشآت النووية الإيرانية فإنها بحاجة إلى طلعات جوية وقصف استراتيجي لأسابيع ما يستلزم ابقاء الطائرات في الجو وتزويدها في الوقود نظرا للمساحة الشاسعة التي تفصل اماكن انطلاق الطائرات الإسرائيلية والاهداف الايرانية

ويرى التقرير أن إيران تدرك ما في جعبة الإسرائيليين حيث قامت بعمل التحصينات اللازمة التي يمكن اختراقها إلا بقنابل من نوع خاص هي"bunker bus"
موجودة فقط في الترسانة الأميركية، فالتحصينات الايرانية متينة ومتقنه لخبرة الإيرانيين في هذا المجال نظرا لتجاربهم الثرية في مجال الزلال، غير أن خبراء عسكريين أفادوا بأن المهمة على صعوبتها قد لا تثني إسرائيل عن القيام بضربات استباقية، ويرى ديفيز لون من المركز الدراسات الأميركي أن اسرائيل تمتلك ما يلزم من إمكانات وتصميم لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، فإسرائيل كما هو الحال مع الولايات المتحدة ملتزمة باستراتيجة المنع وليس الردع، وقد قامت اسرائيل منذ عام ٢٠٠٧ باستهداف العلماء الإيرانيين سبعة مرات وقتلت خمسة علماء...

غير أن الأمر يتعلق بعدم قدرة إسرائيل العيش باستقرار في حال طورت إيران سلاحا نوويا ينهي احتكار تل ابيب لسلاح الردع الأكثر مصداقية عندما تحين ساعة الجد، وقد حذر مسؤولون بريطانيون من امكانية أن تفاجأ إسرائيل العالم بعمل منفرد، فلها تجارب في السابق تجاوزت المباديء العسكرية التي وردت في
الأدبيات العسكرية، فقادة إسرائيل يقولون أن مهمتهم الأساسية هي منع هولوكوست آخر في اشارة الى أن تل ابيب لن تعيش كابوس ايران النووية وستعمل ما بوسعها لمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية، وبالفعل تدق اسرائيل طبول الحرب وقد نجحت في الاشهر الاخيرة من جلب انتباه المجتمع الدولي للملف النووي الايراني.

وقامت اسرائيل باجراء تدريبات هي الاكبر من نوعها في تاريخ الدولة العبرية ما رفع من مستوى التوتر بين اسرائيل وايران، وفي السياق يقول قادة عسكريون ايرانيين بأن احدا لا يجرؤ من التفكير في مهاجمة إيران، وتأتي هذا التصريحات بعد أن نشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات اخرى في مياه الخليج، وجاء اعلان واشنطن عن نشر القوة الجديدة قبل بدء المحادثات الايرانية مع الغرب التي من المزمع عقدها بعد أيام.

والخلاف الرئيسي بين ايران والغرب هو حول تخصيب اليورانيوم، فحتى تتمكن ايران من انتاج سلاح نووي تحتاج الى تخصيب يورانيوم يصل الى ٩٠٪ غير أن ايران المحت بأنها من الممكن ان تقدم تنازلا يقضي بتخفيض التخصيب لنسبة لا تخيف الغرب أو إسرائيل.

وهناك انقسام في الحكومة الاسرائيلية حيال هذه النقطة، ففي الوقت الذي يطالب فيه نتنياهو أن تتخلى ايران كليا عن فكرة تخصيب اليورانيوم ونقل ما تم تخصيبه خارج ايران وأن تقوم ايران بتفكيك المنشآة النووي بالقرب من قم، يرى وزير الدفاع باراك بأنه يوافق على ان تخصب ايران لنسب متواضعة والاحتفاظ ببضع مئات من الكليوغرامات من اليورانيوم المخصب في ايران. غير أن باراك يضيف طلبين هما:أن تشرف وكالة الطاقة الذرية على العملية برمتها وأن تكشف ايران عن تاريخ برنامجها النووي بالكامل.

ومن الجدير بأن قرار ضرب ايران سيقرره كل من نتنياهو وباراك ولا يمكن ان يتم دون اتفاقهما معا، لكن من المستبعد أن يتم ذلك دون موافقة اميركية إذ يرى ٦٣٪ من الإسرائيليين أنهم لا يوافقون على عملية عسكرية لإسرائيل بمفردها دون مشاركة الولايات المتحدة.
تابعو الأردن 24 على google news