كيف فاز إنفانتينو برئاسة الفيفا؟
نال السويسري جياني إنفانتينو رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، عقب حسمه للانتخابات في الجولة الثانية، إثر تحقيقه 115 صوت من أصل 207 أصوات.
وشهدت الجولة الأولى تفوق إنفانتينو على الشيخ سلمان بثلاثة أصوات، إذ حصل الأول على 88 صوت، فيما حصل الثاني على 85 صوت.
وتساءلت الجماهير كيف نال جياني إنفانتينو كرسي رئاسة الفيف؟ ولماذا فاز بذلك المنصب؟ وسنجيب على تلك الأسئلة عبر نقاط.
حنكة وذكاء إنفانتينو وحملته
يجب أن نعلم أن حملة إنفانتينو بدأت بالعمل في وقتٍ متأخر، فكان إنفانتينو المرشح البديل للفرنسي ميشيل بلاتيني الموقوف عن نشاط كرة القدم لمدة 6 سنوات، وأعلن بلاتيني انسحابه من الانتخابات قبل شهر ونص من بدايتها.
فيما كانت حملات المرشحين الآخرين تعمل منذ فترة طويلة، لكن حملة إنفانتينو تأخرت كثيراً في العمل، لكنها وضعت استراتيجيته سريعة للعمل.
ونجحت حملة إنفانتينو في إقناع الجميع بها، كما عمد الرجل على استغلال الذكاء الذي تميز به خلال تواجده في منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في حملته الانتخابية، وأخذ يطلق تصريحات قوية، منها رفع الدعم المالي، ومنها زيادة عدد المنتخبات في كأس العالم، وعزز كلامه بمدى النجاح الذي حققه في الاتحاد الأوروبي حين زادت إيرادات ذلك الاتحاد، وزاد عدد المنتخبات في بطولة كأس أمم أوروبا، ونجح في ذلك رفقة مجموعته التي عملت معه في الاتحاد الأوروبي.
وزادت قوة إنفانتينو حين ابتعد عن مهاجمة باقي المترشحين، وفتح ملفات ضدهم، وحتى إطلاق التصريحات ضدهم، بل ركز طوال ذلك الوقت على حملته، وإقناع الاتحاد الأهلية بأفكاره، ونجح في ذلك.
و إنفانتينو وحملته ضربوا الوقت بسيفهم، ونجحوا بفضل العمل المستمر وتسخير خبراتهم وفكرهم المتطور في كرة القدم، من أجل التغلب على جميع المشاكل والفوز بالانتخابات.
قوة منظومة الاتحاد الأوروبي وجماعيتهم
قبل يوم من الانتخابات كنت أتحدث مع رئيس اتحاد أهلي في الاتحاد الأوروبي، واعترف الرجل بأن الحملات الأخرى اخترقت الاتحاد الأوروبي، وستكسب أصوات منهم.
إنفانتينو لم يتدخل في تلك القضية، ترك أمور الاتحاد الأوروبي وراح إلى الاتحادات الأهلية في القارات الأخرى من أجل إقناعهم.
فيما قام مسؤولو الاتحاد الأوروبي بعقد اجتماعات سريعة مع الاتحادات الأهلية للتأكيد عليهم بانتخاب ابن قارتهم، وفرض مسؤولو الاتحاد الأوروبي كلمتهم على الاتحاد الأهلية بسرعة كبيرة، وأعادوا قارتهم موحدة، كما عملت بعض الاتحادات الأهلية الأوروبية على إقناع اتحادات أهلية خارج قارتهم لانتخاب إنفانتينو، وكانت النتيجة حصول الرجل على أصوات كثيرة ومن مختلف القارات، وهذا يثبت أنه لم يعمل لوحده، بل كل الاتحادات الأهلية في قارته عملت معه.
انفتاح إنفانتينو على وسائل الإعلام
كانت حملة إنفانتينو منفتحة كثيراً على وسائل الإعلام العالمية، فشاهدنا الرجل يجري مقابلات ويصرح لجميع وسائل الإعلام، ولم يفرق بينها، وحتى صرح لوسائل الإعلام العربية كثيراً.
انفتاح إنفانتينو على وسائل الإعلام سهل كثيراً من إقناع الاتحادات الأهلية به، وتصريحاته رسمت صورة عن حال الفيفا بعد استلامه لمنصب الرئيس.
وكما نال إنفانتينو إقناع الشارع العربي، رغم وجود مرشحين عربيين، ونجح في ذلك عندما حضر مؤتمر دبي، وتحدث مع الإعلام العربي، وأجرى مقابلات حصرية مع تلك الوسائل.
الشارع العربي يعرف إنفانتينو بأنه ذلك الأصلع الذي يجري قرعة دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، وكأس أمم أوروبا، وبعد حديث الرجل مع وسائل الإعلام العربية، أقنعهم بأنه طور تلك البطولات وحقق النجاح رفقة المنظومة التي كان يعمل بها، بل نصح الاتحادات العربية وأرشدهم لتطبيق بعض التجارب الجديدة لتطوير كرتهم، وقامت وسائل الإعلام العربية وبطريقة غير مباشرة بإقناع الشارع العربية أن إنفانتينو يجب أن يكون رئيساً للفيفا، حتى يعيد المصداقية لها ونجح في ذلك.
ما يعزز تلك النقطة، رفض أحد المرشحين العرب التحدث لوسائل الإعلام العربية، وفضل الإعلام الأجنبي عليها، والصحفيين العرب الذي عملوا في حملات المرشحين العربيين لم يكونوا على دراية تامة بأمور الفيفا وقوانينها، وحتى إدارة الحملات الانتخابية ، وحتى الحملات الإعلامية، فتركز عملهم على إتهاهم بعضهم بأمور بعيدة عن الانتخابات.
الاتحاد الأميريكي وسماسرة الانتخابات
قال الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، ومجموعة أخرى من الاتحادات في الكونكاكاف بأنهم سيصوتون للأمير علي، فيما قامت اتحادات كثيرة في اتحاد الكونكاكاف بدعم الشيخ سلمان.
ولم يستسلم إنفانتينو نحو ذلك التوجه بل قام بالتحدث معهم أكثر من مرة، حتى توصل معهم لإتفاق بأن يحصل على أصواتهم في الجولة الثانية وتلك النقطة الأهم.
وما ساعد نجاح إنفانتينو هو وجود السماسرة، والسماسرة هم مجموعة من الموظفين والمسؤولين السابقين في الفيفا، ويتواجدون قبل الانتخابات ويعملون مع المرشحين، وحملة إنفانتينو ضمت مجموعة كبيرة منهم، واستطاعوا اختراق كل القارات ومنها قارة آسيا، والسماسرة طلبوا من الاتحادات الأهلية بأن يصوتوا لصالح من اتفقوا معهم، لكن في الجولة الثانية عليهم التصويت لإنفانتينو، وهذا ما حدث مع الاتحادات الأهلية في اتحاد الكونكاكاف، الذين لم يصوتوا لإنفانتينو في الجولة الأولى، لكنهم صوتوا له في الجولة الثانية، ولم يتفق إنفانتينو مع أي مرشح على تجير الأصوات لصالحه في الجولة الثانية ، وهذا ما روج له بعض الصحفيين بعد الانتخابات.
في النهاية القارة الأوروبية هي مهد كرة القدم، واتحادها هو الاتحاد الوحيد بين الاتحادات القارية الذي يعمل وفق خطط مدروسة، وجميع عشاق كرة القدم حول العالم تتابع كرتهم، فكيف لا يكونوا موحيد؟ وكيف لا يحصلون على رئاسة الفيفا؟.
"إنفانتينو كان يحلم بأن يمشي أمام مقر الفيفا، والآن أصبح رئيس الفيفا” هذه جملة قالها رئيس اتحاد عربي، ونسى ذلك الرئيس بأن الأصلع إنفانتينو كان يدير أهم البطولات العالمية وهي دوري أبطال أوروبا وكأس أمم أوروبا والدوري الأوروبي، وهي البطولات التي تأتي بعد كأس العالم.
لذلك قد يكون إنفانتينو رجل المرحلة المقبلة في الفيفا؛ لأنه يعمل بصمت، ويسعى لجذب الجميع حوله، ويساعد الجميع، ويمتلك القدرة على حل المشاكل في الفيفا، وتذكروا تجربته في الاتحاد الأوروبي والأندية الأوروبية.سبورت360 - حاتم ظاظا