لص حي عالية: يكتفي بسحب البنزين ولا يسرق محتويات المركبة مهما بلغت قيمتها
خاص - كتب احمد العكور- بات تفقد بنزين سياراتهم عادة صباحية يستيقظ عليها اهالي حي عالية في منطقة طارق /طبربور في العاصمة عمان . فبعد ان تكررت حالات سرقة بنزين السيارات في الحي ، باتت القصة محل تندر لدى البعض ،في حين اخذ البعض الاخر يسرد تفاصيل متعلقة بسرقاته لغايات تفهم ما يقوم به واستيعاب دوافعه .
السارق لا يقوم بسرقة اي من محتويات المركبات بعد فتحها ، كما انه لا يتسبب باحداث اي اضرار او خدوش ، حيث يكتفي صاحبنا بفتح غطاء البنزين ويقوم بسحب الوقود ويغادر المكان، تاركا كمية كافية في المركبة تُمكّن صاحبها من الوصول الى اقرب محطة محروقات .
المواطنون اكدوا ل جو ٢٤ ان السارق لا يقوم بفك المسجلات بعد فتح المركبة كما جرت العادة عندما ينجح اللصوص في فتح المركبة ،ولا يقدم على سرقة اي شئ من محتوياتها ، كما ان بعضهم اكد انه ورغم وجود مبلغ مالي جيد واحيانا هاتف نقال حديث ،الا ان هذا الرجل "الغريب العجيب ” يكتفي بسرقة البنزين فقط.
رجال الامن يكثفون من تواجدهم ليلا في الحي الا ان السارق ينجح في كل مرة من "شفط” بنزين احدى المركبات المصطفة على جوانب الشوارع الفرعية الكثيرة في المنطقة ،ففي بعض الاحيان يصيح احدهم "يا جماعة الخير البنزينات انسرقوا” فيرد عليه سائق تكسي من الجهة المقابلة :” ومين سمعك انا الثاني انسحبوا بنزيناتي لا حول ولا قوة الا بالله ".
المتعاطفون مع هذا اللص "النبيل” الذي لم يذهب الى احياء عمان الغربية ولم يسرق البنزين من السيارات الفارهة الكبيرة هناك - وهذه طبعا ليست دعوة له او لغيره ليفعل ذلك - هؤلاء المتعاطفون ينسون بانه يسرق من اناس يعانون مثله، يلهثون وراء لقمة الخبز مثله، محرومون بذات المستوى وربما اكثر منه حرمانا ، ولكن الفرق الوحيد بين الحالتين بان السارق استسلم واستسهل وجنح نحو الحلول غير الاخلاقية المجرمة قانونيا وادبيا واخلاقية ،في حين يستمر البقية في السعي والاجتهاد والعمل الدؤوب لسد الاحتياجات الاساسية لاسرهم واطفالهم ..
ورغم طرافة هذه الحالة المختلفة ، الا انها تدلل على ما يلي :
اولا : بان وضع الناس الاقتصادي يزداد سواءا .
ثانيا : بان انعدام الوسيلة وغياب فرص العمل وكثرة المسؤوليات المترتبة على الاشخاص قد تتسبب بوقوع صراعات بين نوازع الانسان وضميره الحي ، وهذا الصراع قد يتمخض عن اشكال مختلفة من السلوك وقد يكون بعضها غريبا وطريفا كحالتنا هذه
وثالثا :بان تغيرا سلبيا في منظومة القيم في المجتمع قد تأخذ حيزا وتتشكل بسهولة ،اذا ما استمرت معاناة الناس واستمرأت حكومة عبدالله النسور عمليات التضييق عليهم ومصادرة تعبهم وجهدهم وكدهم من خلال هذا العدد الهائل من اشكال ومسميات الرسوم والضرائب المفروضة والتي يفكرون بفرضها..