المفاوضات السورية غير المباشرة في العاشر من آذار
تستعد الأمم المتحدة لإطلاق الجولة الثانية من المفاوضات السورية غير المباشرة في العاشر من الشهر الحالي في جنيف، في حين لم تتخذ المعارضة بعد قرارها بالمشاركة في هذه المفاوضات.
وما سهل تحديد موعد جولة المفاوضات الجديدة هذه، ثبات اتفاق وقف الاعمال القتالية بين طرفي النزاع الذي دخل حيز التنفيذ ليل 27 شباط/فبراير، رغم الاتهامات المتبادلة بحصول خروقات.
ولم تتخذ الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية والتي تشكلت في الرياض، قرارها بالمشاركة حتى اللحظة. وتربط حضورها بحصول تقدم ملحوظ في ما يتعلق بالملف الانساني واتفاق وقف الاعمال القتالية، وفق ما اوضح المتحدث باسمها منذر ماخوس لفرانس برس.
وقال موفد الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة "الحياة" السبت "نيتنا أن نطلق العملية مجدداً بدءاً من بعد ظهر ٩ آذار/مارس المقبل"، مضيفا "بحسب رأيي، سنبدأ في العاشر من الشهر عندما ستنطلق هذه العملية".
واوضح ان "البعض سيصلون في التاسع (من الشهر)، وآخرون، بسبب صعوبات في أمور حجز الفنادق، سيصلون في الحادي عشر. ويصل آخرون في الـرابع عشر من الشهر".
وبعد فشل الجولة الاولى في بداية شباط/فبراير في جنيف، اجبر دي ميستورا على تعليقها الى الـ25 من الشهر ذاته، ليعود ويرجئ انعقادها حتى السابع من اذار/مارس ومجددا حتى التاسع منه.
وشرح دي ميستورا ان المفاوضات عبارة عن "لقاءات غير مباشرة"، كما حصل في الجولة الاولى، لافتا الى ان ممثلي المجتمع الدولي لن يشاركوا مباشرة "بل سيكونون في الممرات الخلفية لدعم السوريين".
واكد دي ميستورا ان الاجندة واضحة وهي "أولاً، مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة. ثانياً، دستور جديد. ثالثاً، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهراً".
وتضغط الدول الكبرى من اجل نجاح المفاوضات، التي تعقد بموجب قرار لمجلس الامن الدولي ينص ايضا على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون اشارة واضحة الى مصير الرئيس السوري.
وكان دي ميستورا قال الجمعة ان السوريين "هم الذين يقررون مصير" الرئيس السوري بشار الاسد.
الا ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اكد السبت من باريس ان على الرئيس السوري الرحيل مع بداية المرحلة الانتقالية، وليس في نهايتها. واوضح "البعض يعتبر ان على بشار الاسد ان يبقى حتى موعد الانتخابات، ورأينا ليس كذلك".
واضاف الجبير "لا توجد اي امكانية" لان يبقى الاسد رئيسا، مضيفا "لقد قال السوريون كلمتهم عندما حملوا السلاح ضد بشار الاسد وكانوا واضحين جدا : لن يكون رئيسهم".
واكد الجبير ان المعارضة "لا تستطيع ان تتوجه الى المفاوضات بايد فارغة".
واوضح ماخوس بدوره لفرانس برس ان "الهيئة لم تتخذ قرارا حتى الآن بشأن المشاركة" في المفاوضات المرتقبة، وهي "تنتظر حصول تقدم في الملف الانساني وفي احترام اتفاق وقف اطلاق النار (...) وما حصل حتى اليوم غير كاف لمشاركتنا، وفي حال حصول تقدم سنشارك بالتاكيد".
واضاف ماخوس "لا يزال هناك اسبوع من الوقت"، مشيرا الى ان الهيئة ستتواصل مع الفصائل المقاتلة وتجتمع بعد ذلك لتحديد موقفها.
لكن دي ميستورا اكد ان الامم المتحدة اوصلت خلال الفترة الاخيرة مساعدات الى "115 الف شخص"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان العدد يبقى "غير كاف. لدينا أكثر من 300 ألف شخص آخرين".
ويعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق محاصرة في سورية، كما يبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها 4,6 ملايين نسمة.
وفي ما يتعلق بالهدنة، وبرغم "انخفاض نسبة العمل العسكري على الارض"، اشار ماخوس الى "تصعيد في الاعمال العدائية من قبل قوات النظام السوري وحلفائه وخاصة روسيا".
اما موسكو فاعلنت السبت انها سجلت تسعة خروقات لوقف اطلاق النار خلال الساعات ال24 الماضية مقارنة مع 27 خرقا في اليوم السابق.
واعتبر دي ميستورا من جهته ان "وقف العمليات القتالية هش وليست هناك ضمانة بالنجاح، لكن هناك تقدماً وكان مرئياً ولا يمكن لاحد أن يشكك فيه. ويكفي أن تسأل السوريين، وسيقولون ذلك".
وميدانيا يتواصل القصف والمعارك في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش وجبهة النصرة المستثنيين من اتفاق وقف الاعمال القتالية.
وتشهد سورية منذ حوالى خمس سنوات، نزاعا اسفر عن مقتل ما يزيد عن 270 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها ودمار هائل في البنية التحتية.
وبعد انقطاع دام اكثر من اربعة اشهر نتيجة المعارك، افادت وكالة الانباء السورية (سانا) عن بدء التيار الكهربائي بالعودة تدريجيا الى محافظة حلب في شمال البلاد. (أ ف ب)