هل سيبقى مورينيو بدون عمل الموسم المقبل أم سيحرج نفسه؟
جو 24 :
قنبلة تلك التي فجرتها صحيفة ديلي ميرور البريطانية والمتعلقة برفض مانشستر يونايتد بشكل قاطع التعاقد مع البرتغالي جوزيه مورينيو بطل دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، الصحيفة البريطانية كشفت عن عدم اقتناع مجلس إدارة النادي والمستشارين المقربين منه بفكرة التعاقد مع جوزيه لأنه لا يناسب فلسفتهم المتعلقة بديمومة العمل لعدة سنوات، والاعتماد على أبناء أكاديمية النادي، على عكس رايان جيجز.
وإن صدقت تقارير الميرور فإن جوزيه مورينيو سيكون في وضع لا يحسد عليه بتاتاً، المدرب البرتغالي يبدو أنه راهن على تدريب مانشستر يونايتد ولا شيء غيره، فمسألة التأكيد على رغبته بالبقاء في إنجلترا وتدريب أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تعني أن اليونايتد سيكون وجهته.
في إنجلترا ليس هناك نادٍ يستطيع جوزيه تولي تدريبه سوى اليونايتد، مانشستر سيتي تعاقد مع جوارديولا وآرسنال نعلم جيداً أنه لن يبدل فينجر، كما أن جوزيه سيجد حرج في تولي تدريب الجانرز كونه غريم تشيلسي داخل لندن، بينما لا يبدو ليفربول أو توتنهام من الأندية التي تلبي طموح البرتغالي، وحتى لو لبتها فإن كلا الناديين لن يفكرا في تبديل مدربيهما، كلوب وبوكيتينو.
مشكلة مورينيو في عدم تولي تدريب اليونايتد بأنه سيحرج نفسه كثيراً بحيث يناقض إحدى التصريحات أو المعتقدات التي التزم بها طوال السنوات الأخيرة، عدم وجود نادٍ متاح داخل إنجلترا يتولى تدريبه تعني أنه سيتوجه إلى الخارج وبذلك سيكسر أولى القواعد التي قالها "البقاء في إنجلترا لأنه الدوري الأقوى والأكثر متعة وتنافس”.
المشكلة الأكبر أن خيارات مورينيو شحيحة أو شبه معدومة لتولي تدريب نادٍ كبير خارج إنجلترا، فمثلاً من المستحيل تولي تدريب برشلونة بسبب العداء الكبير الذي يجمعه مع إدارتها وجماهيرها وحتى لاعبيها، بالإضافة إلى أن برشلونة لا يفكر بتغيير المدرب ولو فكر فلن يكون مورينيو مناسباً لفلسفته، كذلك الأمر بالنسبة لأتلتيكو مدريد، كما أن اختيار جوزيه صف فلورنتينو بيريز يؤكد أن الكيمياء لن تجمعه يوماً بإدارة اتلتيكو أو البرسا، على الأقل في المدى القريب.
بينما لا يوجد في ألمانيا أي نادٍ يلبي طموح جوزيه سوى بايرن ميونخ والذي بالأساس تعاقد مع كارلو أنشيلوتي، حتى بوروسيا دورتموند فلن يفكر في تبديل المدرب الذي أعاد الروح للفريق في الموسم الحالي.
بدوره مدد باريس سان جيرمان عقد مدربه لوران بلان قبل أسابيع قليلة ومن الواضح أن النادي يريد استمرار المدرب الذي أصبح احتفاظه بلقب الدوري الفرنسي مسألة وقت، فيما أكد مورينيو قبل أيام أنه لن يعود إلى إنتر ميلان في المدى القريب، كما أن أليجري من الواضح أنه سيبقى في يوفنتوس، أما ميلان فهو غريم النيراتزوري داخل المدينة ومن الصعب على جوزيه القبول بهذه المهمة، ناهيك على أن الروسونيري بالأساس منهك مالياً وفنياً وستكون مسألة تولي تدريبه بعيدة تماماً عن ثقافة جوزيه في العمل.
كل الاحتمالات السابقة تجعل مورينيو في وضعية حرجة جداً، فهو إما أن يقبل بالعودة إلى ريال مدريد الذي خاض مشاكل مع أبرز نجومه وفي مقدمتهم بيبي ورونالدو وراموس، أو يناقض نفسه ويتولى تدريب منتخب البرتغال أو منتخب آخر وهو الذي أكد في كل مناسبة أن تدريب المنتخبات أشبه بالنزهة ولن يفعل ذلك سوى حينما يصبح عجوزاً!
وفي الحقيقة يعد تولي تدريب الريال مجدداً (هذا إن فكر بيريز بالتخلي عن زيدان) مسألة أكثر إحراجاً لجوزيه، فهو أولاً سخر من إسبانيا بشكل عام كمشجعين، ولاعبين، ونظام بطولات، وتنافس في الليجا، كما خاض سجال طويل مع صحيفتي ماركا وأس، الأمر الذي يجعل توليه تدريب الفريق الأبيض أشبه بالنكتة التي سيسخر منها العالم أجمع بما فيهم جمهور ريال مدريد داخل العاصمة!
مورينيو يجب عليه أن يكافح ويفعل المستحيل لتولي تدريب اليونايتد الموسم المقبل، عدم حدوث ذلك يعني إحدى الخيارين، مناقضة معتقداته وإحراج نفسه، أو البقاء بدون عمل، وكلاهما مر وعلقم…سبورت 360