اكره زيارة اهل زوجي !!!
لم أعد أعرف ماذا أفعل، وأجد أني أعيش في مشكلة حقيقية؛ رغم أن الكثير ممن حولي يحسدونني على حب أهل زوجي لي.إنهم لا يستطيعون تخيل فكرة، أن نُمضي وقتنا بمفردنا في المنزل؛ فزوجي مختار، الابن الأكبر في عائلته، وكل مسؤوليات والدته ووالده وإخوته، ملقاة على عاتقه؛ على الرغم من أن لديه إخوة ذكوراً.
ومع أننا نسكن في منزل مستقل في نفس الحي الذي يقطن فيه أهله، إلا أنه من المستحيل أن يمضي يوم، دون أن يتصل بنا أحد من أهله لدعوتنا، ونجدهم عاتبين إذا ما تأخرنا قليلاً، فهم يتصلون في كل الأوقات، ويطلبون حضورنا فوراً، ودون سابق إنذار، وحينها لا يرضى مختار أن يتركني في المنزل ويفرض عليّ الذهاب معه، ولا أجد أمامي خياراً إلا القبول.
حياتي فوضى
أصبحت أعيش في حالة تخبط، فأنا بيتوتية، وابني كذلك، وكلما اصطحبته لا يأكل ولايشرب ولا ينام، وأحاول تعديل أوقاته بدون جدوى، حتى دراستي صارت غير منضبطة، فأنا مازلت طالبة جامعية، ولا أتمكن من الدراسة، إلا بعد عودتنا من الزيارة، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً مني، خاصة مع أعباء البيت والطفل؛ مما جعلني في حالة تقصير دائم.
بعض الخصوصية
فاتحته بالموضوع، وبأنه يجب على أهله ترك شيء من الخصوصية لنا، ووقتاً نقضيه في منزلنا الخاص؛ ننهي فيه واجباتنا، لكنه ثار واهتاج، وقال ما بين الغضب والعتاب: «أنا حر في زياراتي لأهلي، فهذا من باب البر وصلة الرحم، ولا تنسي أن رضا الرب من رضا الوالدين، فكيف أحرمهما من رؤية حفيدهما؛ الذي أسميته على اسم والدي، وأنا أعرف أن أمي لن تستطيع النوم أو تقر لها عين إذا لم تره».
يوم واحد يكفي
وقلت لمختار: يا حبيبي، أجد أن يوماً واحداً في الأسبوع يكفي لصلة الرحم والزيارات هذه، ولا أعرف كيف واتتني الجرأة؛ فوجدتني أقول له: «وماذا عن أهلي، ألا نخصص يوماً لزيارتهم؟»، وهنا بدأ يتهرب وقال: إنه لا يمانع في ذهابي، ولكنه لايرتاح هناك؛ فلا يستطيع مرافقتي.
صدمة :
ويوماً قلت له: حسناً، اذهب بمفردك ودعني أنا وابني ننهي شؤوننا هنا، فما كان منه إلا أن رمى كلماته في وجهي ناراً حين قال: «لا أستطيع، فأنا أحرج، لو سألني أهلي: أين زوجتك، ولمَ لمْ تأت معك؟»، وتابع دون أن ينظر في عيني: ولأكون أكثر صراحة، أحب طبخ أمي، وأجد لطعامها مذاقاً مختلفاً». وهنا كان الصمت سيد الموقف، وشعرت برغبة في البكاء.