دي ميستورا: العد التنازلي للتسوية السورية يبدأ في الـ14 من مارس الجاري
وفي مقابلة مع صحيفة "لوتان" السويسرية، السبت 12 مارس/آذار، أشار دي ميستورا إلى أن الظروف التي تنطلق فيها الجولة الجديدة من المفاوضات السورية في جنيف تختلف عن تلك التي جرت فيها الجولة الأولى.
وأوضح أنه يقصد قبل كل شيء نتائج لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونخ، حيث تم التوصل إلى اتفاق حول تسريع إيصال مساعدات إنسانية إلى أهالي المناطق السورية المنكوبة وحول وقف الأعمال القتالية.
وبخصوص انتهاكات الهدنة في سوريا ذكر المبعوث الدولي أن وقف القتال لا يزال صامدا رغم جميع الحوادث وأن الفضل في ذلك يعود إلى مركز التنسيق الروسي الأمريكي الذي يعمل في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى الرغم من غياب وقف كامل لإطلاق النار، إلا أن الأهم هو توفر إمكانية لمنع التصعيد العسكري.
وفي تطرقه إلى غارات سلاح الجو السوري الأخيرة في ريف حلب الشرقي، ذكر دي ميستورا أن الروس والأمريكيين تدخلوا مباشرا بعد هذه الأحداث، كل من جانبه، لمنع تصاعد القتال في المنطقة، دون أن يخوض في تفاصيل هذا التدخل.
دي ميستورا: هناك ازدواجية بشأن "النصرة" يمكن تجاوزها
وأكد المبعوث الدولي أن وقف الأعمال القتالية في سوريا لا يشمل تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، لكنه إذا كان أمر داعش واضحا تماما، فإن لحالة "النصرة" بعض الخصوصية، وذلك أن هذ التنظيم كثيرا ما ينشط على الأرض مع مجموعات أخرى أعلنت انضمامها إلى الهدنة، الأمر الذي قد يتيح للحكومة السورية مبررا لمواصلتها استهداف هذه المجموعات. من جهة أخرى قد يستفيد هذا التنظيم من الوضع الراهن للبقاء بجوار المجموعات المذكورة كي يتجنب الضربات أو التهديدات باعتبارها "خائنة" إذا تبرأت من أي اتصال مع "النصرة".
وأقر دي ميستورا بأن ثمة ازدواجية معينة بشأن هذا التنظيم ويجب العمل على تجاوزها، لأنها قد تستخدم ذريعة لتبرير الهجمات حتى وإن كانت غير كافية لوضع وقف إطلاق النار في الخطر.
روسيا صريحة في حرصها على إنجاح الهدنة
وفي رده على سؤال عما إذا كان يعول على حسن نية روسيا باعتبارها حَكما وأحد أطراف النزاع السوري في آن واحد، نوه دي ميستورا إلى أن نشاطات وفد الولايات المتحدة في جنيف، إلى جانب وجود عسكريين وخبراء أمريكيين هناك، "تساعد كثيرا في استبعاد أي شبهات حول سوء نيات". مع ذلك فقد شدد المبعوث الدولي على أن الجانب الروسي يبدى "نية واضحة لجعل وقف إطلاق النار صامدا".
كما تناول الدبلوماسي الدولي مسألة حضور ممثلين عن الأكراد السوريين في جنيف قائلا إن لديه صلاحيات لإيجاد صيغ تضمن للمفاوضات أكبر قدر ممكن من "الشمولية"، مضيفا أن الأكراد يشكلون عنصرا مهمة من المجتمع السوري وبالتالي يجب إيجاد صيغة تتيح لهم الفرصة لإبداء رأيهم حول دستور بلادهم وحكومتها.
دي ميستورا: الانتخابات الصالحة الوحيدة هي تلك التي ستجري برعاية الأمم المتحدة
وأكد المبعوث الدولي تمسك الأمم المتحدة بضرورة أن تعقد الانتخابات في سوريا في غضون 18 شهرا. وذكر بهذا الخصوص أن "العد التنازلي" في هذه العملية سيبدأ في 14 من هذا الشهر، دون انتظار تقدم في تشكيل حكم انتقالي أو إيجاد صيغة سياسية مقبولة لدى الجميع، وإلا فسيكون هناك خطر لتأجيل هذه العملية إلى ما لا نهاية له.
وتابع الدبلوماسي قائلا إن ثمة ظروف عدة جعلت تسوية النزاع المسلح في سوريا أكثر إلحاحا، ألا وهي أزمة اللاجئين التي "أيقظ القادة الأوروبيين والأمريكيين أيضا"، و"التدخل الروسي الذي غير موازين القوى هو الآخر"، وأخيرا تواصل تنظيم داعش في التقدم وقدرته على تنفيذ "هجمات في باريس أو في الولايات المتحدة أو في كندا".
أما إعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن إجراء انتخابات برلمانية في بلاده في 13 أبريل/نيسان المقبل، فعلق دي ميستورا عليه قائلا: "إن الانتخابات الوحيدة الصالحة بالنسبة إلي هي تلك التي يقرر مجلس الأمن الدولي إجراءها"، وإنه حتى في حال إجراء انتخابات في سوريا "غدا أو بعد غد ستكون هناك انتخابات جديدة وذلك بإشراف دولي هذه المرة"، موضحا أن هذه العملية ضرورية ليس لتشكيل السلطة التشريعية الجديدة فقط بل وكذلك لتحديد شخص رئيس الدولة المستقبلي.
دي ميستورا: لا بديل عن المفاوضات سوى عودة الحرب
وذكر دي ميستورا أن هناك اليوم مقدمات تتيح فرصا جدية لوقف الحرب في سوريا، من بينها تراجع وتيرة العنف في البلادللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، وتقدم وصول المساعدات الإنسانية، كما "هناك شعور واضح بوجود توافق بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل منع تحول النزاع في سوريا إلى حرب إقليمية".
أما ما تحدث عنه مسؤولون أمريكيون حول وجود "خطة بديلة" تقضي بتقسيم سوريا، يتم إعدادها تحسبا لفشل المفاوضات، فقال دي ميستورا بهذا الخصوص: "هناك خطة أصلية قبل كل شيء وهي المفاوضات، وإذا فشلت فسيكون البديل هو العودة إلى الحرب. هل هذا هو ما يريده السوريون والشرق الأوسط وأوروبا؟ لا".