أنباء عن انسحاب حزب الله من سوريا

كشف موقع إخباري لبناني أن المئات من عناصر "حزب الله" الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر أمس، بالعودة إلى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق إنذار.

ووفق موقع "جنوبية"، فهذا الانسحاب أكّدته مصادر مقرّبة من الحزب، كانت هي نفسها قد أكّدت - قبل أسبوع - أن "حزب الله" يحشد قواته قرب مدينة الزبداني لمعاودة الهجوم عليها بعد انتهاء الهدنة بداية الأسبوع المقبل.

وتابع الموقع، الذي يعمل من جنوب لبنان: يبدو أن المفاجأة التي فجّرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإعلانه بدء سحب القوة الرئيسة لجيشه في سوريا من أجل تسهيل العملية السياسية لاحقاً تطبيقاً لاتفاق أمريكي - روسي، هذا الإعلان هو العامل الرئيس الذي قلب الخطة الحربية لدى "حزب الله" من هجوم إلى انسحاب.

وتابع الموقع: إعلان بوتين يكشف أمرين مهمين: الأمر الأول هو وجود اتفاق أمريكي - روسي صلب وقوي يقضي ببدء العملية السياسية لحل الازمة السورية، مع عدم السماح لأيٍّ من الأطراف بإفشالها، والمؤشر على ذلك هو صمود الهدنة التي خالفت التوقعات بعد الإعلان أنها ستكون هدنة دائمة غير محكومة بسقف زمني.

وأضاف: الأمر الثاني هو الالتزام الفوري من قِبل إيران و"حزب الله" بهذا الاتفاق الأمريكي - الروسي دون إعلان رسمي، لكن تجلى ذلك عملياً وبشكلٍ سريع، فالحزب بدأ بسحب مقاتليه قبل إعلان بوتين عن سحب القوات الروسية، وهذا يظهر أن إيران و"حزب الله" معنيان بهذا الاتفاق وملتزمان به.

وأضاف: كما يظهر ما قاله الرئيس الأسد للرئيس بوتين، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأخير اليوم، وأبلغ الأسد فيه عن قراره بالانسحاب، وعن بداية العملية السياسية، مع الطمأنة أن روسيا لن تسحب جميع قواتها، وبالتالي طمأنة الرئيس السوري، الذي ردّ بالمقابل، حسب "روسيا اليوم"، أنه ملتزمٌ بالمباشرة بتطبيق العملية السياسية، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على الإذعان السوري والإيراني للاتفاق الأمريكي - الروسي دون شروط.

وتابع الموقع: إذاً يبدو أن الاتفاق الروسي – الأمريكي الذي أعلن بداية تطبيقه، الليلة، سيكون سيد المرحلة المقبلة بلا منازع، فالعملية السياسية قادمة، والمرحلة الانتقالية قادمة رغم أنف النظام السوري وحلفائه، كما أن المخططات العسكرية التي كان من المقرر أن تنفذ بغطاء جوي روسي أصبحت ملغاة، فلا حسم ولا غالب ولا مغلوب على الساحة السورية، والمطلوب الآن انسحاب الجزء الأكبر من القوات الغريبة في سوريا؛ لإفساح المجال لتقدُّم العملية السياسية السلمية.-(سبق)