2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

التفكك الأسري والفراغ وراء التطرف والإرهاب

التفكك الأسري والفراغ وراء التطرف والإرهاب
جو 24 : اعتبر شباب أن التطرف والارهاب بمختلف أشكاله دخيل على العالم العربي، الذي يستمد من الدين الاسلامي الحنيف ، واللغة العربية وهي لغة القرآن، قوة تحصين ضد التغرير بشباب الأمة.
وقالوا إن اسباب التطرف الذي يهدد المجتمعات في عالمنا العربي على وجه الخصوص، يعود لعوامل عديدة يبرز منها التفكك الأُسري وأوقات الفراغ، وما ينتج عن ذلك من بطالة أو عدم استثمار الوقت الكافي بما هو مطلوب على مستوى العمل العام اليومي أو الوظيفي، الذي أكدت دراسات أن المواطن العربي لا يستخدم وقته إلا بنسبة ضئيلة جداً مقارنة بساعات العمل في الدول المتقدمة.
ويقول الثلاثيني صابر محمد عوض، ويعمل في مؤسسة تصنيع مطابخ منزلية كنت حصلت على شهادة جامعية إلا أن التخصص العلمي لم يوفر لي وظيفة، فلجأت الى مهنة النجارة وقمت بتطوير نفسي من خلال التدريب مع صاحب المؤسسة، حيث نقضي ساعات طويلة في صناعة المطابخ التي تلقى سوقاً رائجة لإحتياجات المواطنين.
ويضيف ان التحاقي بهذه المهنة حقق لي فوائد عديدة منها، ايجاد دخل يوفر لي ولأُسرتي حياة كريمة كما أن الالتزام بأوقات العمل يبعدني عن أوقات الفراغ التي يعاني منها الشباب، معرباً عن أسفه لوجود اصدقاء له دون عمل ويعانون من مشاكل أسرية ومجتمعية ومنهم من تعرض لأمور صحية صعبة.
ويقول ابو خالد إنه فقد ابنه جراء تعاطيه المخدرات بعد ان التحق برفاق السوء الذين لم يكن لهم عمل حيث كنت أعمل في دولة عربية، ما اضطرني للعودة للحفاظ على افراد الأُسرة، داعياً الأُسر الاردنية الى التماسك وتوعية ورعاية أبنائها الرعاية السليمة التي تحفظهم وتحصّنهم من التغرير بهم.
وعبّر السائق ماهر ابو صالح عن ندمه لعدم تكملة دراسته بعد ان ترك مع زملاء له المدرسة في عمر مبكر حيث يعيل 8 أفراد، ولم يبلغ بعد الخامسة والاربعين عاماً ما جعله أمام مسؤولية كبيرة من حيث الحياة المعيشية ومتطلبات أبنائه الذين يبلغ بعضهم سن الزواج دون أن يشكلوا أُسراً لهم، لعدم وجود فرص عمل، مبدياً تخوفه على مستقبلهم وخصوصاً انه يقضي ساعات طويلة بعيداً عنهم، حسب قوله.
ويرى الشاب احمد أن ما دفع أصدقاء له اثناء الدراسة الجامعية للالتحاق بالجماعات الدينية يعود الى عدم وجود فرص عمل بعد انهاء الدراسة وعدم المتابعة الأُسرية لهم والفهم الديني الخاطىء،» حيث يعد مثل هؤلاء أن من يخالفهم في أفكارهم ومعتقداتهم كافر» كما يقول.
وحذر صابر ، الشباب من الوقوع تحت تأثير المخدرات وتلك الجماعات وأن يبحثوا عن فرص العمل مهما كان المردود المادي أو مسمى العمل أو الوظيفة ومكانتها الاجتماعية تجنباً لأوقات الفراغ التي تجعل منهم صيداً سهلاً للمتربصين بهم وفريسة وضحايا مثلما يحدث بين حين وآخر في المنطقة العربية ومنها الاردن الذي احبط المحاولات الارهابية وآخرها ما حدث في مدينة اربد، بفضل وعي الشباب الاردني وتماسك نسيجه المجتمعي وتعاونه مع الاجهزة الأمنية.
ويرى استاذ علم الاجتماع والجريمة في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين،أن المجتمع الاردني لا يُعنى بالعنف القبلي إلا إذا وصل بذروة الى إراقة الدم والقتل، في حين ان هذا السلوك المدان والخارج عن القانون له متطلبات نمائية سابقة أي قبل حدوثه.
ويقول إن البذرة الأولى لمثل هذا السلوك هي تنشئة الأُسرة من حيث مستوى الوعي لدى الوالدين في منسوب مستوى الحوار؛ كنموذج للأبناء، وأن البيئة الخاصة للأُسرة كانت مرنة تقبل الآخر ومتعددة المكونات (العائلات او الجوار) ، ولم تكن محفزة على القسوة عوضاً عن الحوار.
ويضيف لذلك نجد أن المؤسسات التي تلي المدرسة، ونعني الجامعات والمعاهد اضافة للمسجد والكنيسة وصولاً الى الاعلام كلها مؤسسات مرجعية لتنشئة الافراد من الجنسين، وهي تنشئة تحدد طبيعة السلوك من حيث المرونة أو استخدام العنف اللفظي أو الجسدي أو التطرف في الفكر الواحدي ، وكلها عوامل تسبق فعل الارهاب أو التطرف بمعناه الدموي.
ويبين أن منظومة قيم المغالبة وليس الحوار هي التي تغذي هذا السلوك ، فعقلية «الفارس»أو الضارب دائماً يتعزز من الأهل كما الاسرة التي تجعل من الشباب مشاريع قتالية دون أن ننسى أن المنظمات الارهابية تركز على بعض الثغرات التربوية والامور الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية في فرص العمل، والتوظيف وتركز على اصطياد الشباب في المناطق الأقل نمواً والأكثر فراغاً فتسعى لملء التثويرات في البناء الاجتماعي بطروحات ليست واقعية،مثل «ان مغادرة الحياة الى جهة ما غيبية افضل من الحياة الضاغطة «،وبالتالي تناغي ما بدواخل الشباب من احتياجات غير مسبقة وبما يشجعهم على الانضمام الى تلك الجماعات فكراً وسلوكاً.
ويرى محادين ان الاصغاء للشباب وادراك المسؤولين أن العصر التكنولوجي منح الشباب سرعة الحصول على اجابات لمختلف اسئلتهم، بدءاً من الامور الفردية وليس انتهاء بمختلف المضامين، التي تثبتها التكنولوجيا، داعياً الى عقد مؤتمر وطني للشباب والمؤسسات العاملة معهم باعتبار أن الاردن ينتظر الفرصة السكانية خلال السنوات العشر المقبلة، وما يسمى بقاعدة الهرم السكاني الذي سيشكله الشباب ومن شأنها- الفرصة- تحقيق النمو المتقدم.بترا
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير