5 ثوان .. تمنعك عن الطعام الساقط على الأرض
جو 24 :
تخيل أنك تشرع في تناول القطعة الاخيرة من طعام مفضل لك وسقطت على الارض، هل تلتقطها وتأكلها متناسيا انها سقطت على الارض ام انك ستتخلص منها في سلة النفايات؟
يميل العديد من علماء الجراثيم لتبني قاعدة الخمس ثواني، حيث تشير هذه القاعدة إلى أن الطعام الذي سقط على الارض، إذا بقي لمدة خمس ثوانٍ أو أكثر فإنه سيصبح ملوثا ولا ينصح بتناوله ، أما إذا قلت الفترة عن ذلك اي عن 5 ثوان فإن هذا الطعام لن يلبث أن يتلوث بسرعة وسيبقى نظيفا نوعاً ما ، لأن البكتيريا خلال الاربع ثوان لن تتمكن من استعمار هذه القطعة اللذيذة.
وقد عمل الباحثون كثيرا لإثبات أو دحض هذه الفرضية حيث كان آخرها ما قام به فريق من الباحثين من جامعة «أستون» البريطانية حيث تم مقارنة قطع الطعام الملقاة على الأرض ومدى انشار البكتيريا لها وخاصة بكتيريا اي كولاي والمكورات العنقودية الذهبية وغيرها مع اختلاف في البيئات الملقاة فيها مثل التربة أو ارضيات البيت أو حتى السجاد .
وبعد تحليل للنتائج بفرق توقيت بين ثلاث ثوانٍ وثلاثين ثانية كانت المدة الزمنية عامل مهم فانتقال البكتيريا للطعام ، كما أن نوعية البيئة كانت تحمل تأثيرا مهما ، ومن هنا استنتج العلماء صحة هذه الفرضية .
وتبعاً لمعايير سلامة الأغذية، إذا كان سطح الطعام ملوثاً بخلية واحدة أو بأكثر من مليون خلية، فإن 0.1٪ يمكن أن يكون كافياً لإصابتك بالمرض، ومن جهة ثانية أخرى، فإن بعض أنواع البكتيريا يمكن أن تكون خبيثة للغاية، فعلى سبيل المثال، يمكن لـ10 خلايا أو أقل من سلالة الإي كولاي الفتاكة أن تسبب المرض الشديد والموت لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ولكن فرصة تواجد هذه البكتيريا على معظم الأسطح منخفضة جداً.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تلوث الطعام بالبكتيريا لا يقتصر فقط على إسقاطه على الأرض، فالبكتيريا يمكن أن تنتقل عن طريق عدة وسائل، والتي يمكن أن تشمل المواد الغذائية الخام والأسطح الرطبة حيث تتراكم البكتيريا، أو حتى عن طريق أيدينا أو عن طريق السعال أو العطاس.
وعلق أخصائي علم المناعة الدكتور عيسى أبو دية على هذه الدراسة بالقول:» الحقيقة أن هذا السؤال ليس بالبساطة التي يتخيلها البعض، و يدخل في الاجابة عنه عوامل متعددة، فيجب أولا أن نتذكر أن الكائنات الدقيقة -التي يسبب بعضها الأمراض- تعيش بداخلنا و على أسطح أجسامنا و في كل مكان من ، فهي موجودة في الينابيع الحارة و فوهات البراكين و حتى في مياه البحر الميت، فما بالكم ببقعة من أرض أو سجادة في منزلنا! وبناء على ما سبق، و بعد أن عرفنا أن البكتيريا و غيرها من الكائنات الدقيقة موجودة في كل مكان من حولنا، فلماذا يمرض بعض من يأكل ما التقط عن الأرض بينما لا يتأثر البعض الاخر؟ ان ما توصل له العلم يفيد بأن خمس ثوان كفيلات من حيث المبدأ بالتصاق الجراثيم على الطعام و بالتالي احتمال حدوث المرض. اذن، ما هي العوامل التي تحدد اذا كنا سنصاب بالمرض أم لا؟
وأضاف « لا شك أن كفاءة جهاز المناعة متفاوتة من شخص الى اخر، فصغار السن و كباره لديهم بشكل عام مناعة أضعف من غيرهم و كذلك من لديهم أمراض نقص مناعة أو من هم تحت تأثير أدوية تضعف الرد المناعي فإن قطعة الطعام التي وقعت أرضا قد تمرض تلك الفئات من الناس بينما لا تتسبب بأية مشاكل لذوي المناعة القوية. اضافة الى ما سبق، فان نوع و أعداد الكائنات الممرضة الموجودة في البقعة التي سقط بها الطعام تلعب دورا أساسيا و كذلك طبيعة الأكل الساقط. فاحتمال الاصابة بالمرض جراء اسقاط طعام على أرضية معقمة على سبيل المثال أقل بكثير من تلك الناجمة عن اسقاطه في وسط شارع عام. كما أن اسقاط طعام جاف كقطعة بسكويت أقل خطورة من طعام رطب كخضار مسلوقة، اذ يسهل التصاق الكائنات الممرضة بالأغذية الرطبة مقارنة بنظيرتها الجافة.
وبناء عليه أوصى د. أبو دية في حال سقوط قطعة من الطعام أرضا، لا تسأل نفسك كم من الوقت استغرقت كي ترفعها و تضعها في فمك بل اسأل نفسك ماذا أوقعت؟ و أين أوقعتها؟ و ما هو وضع جهازك المناعي؟ ففي حالات كثيرة لن يحدث مكروه، أما اذا كنت سيئ الحظ و وقع الطعام على بقعة تحتوي على كائنات ممرضة بالتركيز الكافي، فكن على يقين أن هذه البكتيريا قد بدأت رحلتها الممتعة على متن الطعام الملتقط الى داخل فمك! الراي