حماس: هذه حقيقة لافتات غزة.. وتفاصيل ما جرى بالقاهرة
كشف مسئولون بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، حقيقة ما تمّ تداوله إعلامياً حول رفعها شعار جماعة الإخوان المسلمين وصور أمير دولة قطر من القطاع.
كما أعلنوا لأول مرة تفاصيل ما تمّ التفاهم حوله مع المخابرات المصرية خلال لقاء القاهرة في 12 مارس/آذار 2016.
وفيما أكدت الحركة وضع لافتاتٍ تهدف إلى تقديم تطمينات للجانب المصري، فإنها نفت في الوقت نفسه أن تكون هذه اللافتات حلّت مكان صور لقادة دولة قطر وتركيا أو صور الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
وقال الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور سامي أبو زهري إن كل ما أشارت إليه بعض وسائل الإعلام بخصوص تغيير صور اللوحات في غزّة والخاصة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، وشعارات الإخوان، أكّد أنها "ليست سوى بهارات إعلامية".
مشيراً في لقاء خاص بـ"هافينغتون بوست عربي" "لا علاقة لتغيير الصورة الواقعة في ميدان السرايا بغزة باتفاق القاهرة"، وأضاف: "غزّة لا تكتظّ بالصور أصلاً حتى يتم تغييرها، وإن وُجِدت بعض الصور فإنه يتم تحديثها باستمرار لمواكبة الأحداث".
وبخصوص ما أشيع إعلامياً عن إزالة شعار جماعة الإخوان المسلمين من مقرات الحركة، واستبدال صور الرئيس التركي رجب أردوغان وأمير قطر بأخرى، فإن المتحدث باسم حركة حماس حسام بدران رأى أن هذه اللافتات لا تعني تنصّل حركته من المدرسة الفكرية للإخوان المسلمين، وقال لـ"هافينغتون بوست عربي": "لا صحة أبداً لما يشاع عن إزالة شعارات ولافتات حول الإخوان بغزة، نحن نفتخر ونعتز بانتمائنا للمدرسة الفكرية لجماعة الإخوان، والتي تربينا عليها".
ويستدرك بدران بقوله: "لكننا حركة تحرر فلسطينية، وقرارنا نابع من مؤسساتنا الشورية والقيادية فقط".
تفاصيل لقاء القاهرة
وحول تفاصيل لقاء وفد حماس مع وزير المخابرات المصرية خالد فوزي في القاهرة مؤخراً، صرّح مصدر مسؤول في الحركة قائلاً: "المصريون لا يوقعون معنا أوراقاً رسمية، وما تم الاتفاق عليه مرحلة انتقالية، تبدأ من حماية الحدود بين غزة ومصر، وضبطها، ثم تسهيلات وتعاون اقتصادي كمرحلة ثانية بين الطرفين، وفي المرحلة الثالثة تعاون سياسي دون أي اتفاق رسمي".
فيما أشار الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون إلى أن حماس تمتلك أوراقاً قوية في قضية ضبط الحدود بين سيناء وغزة، مضيفاً "المصريون معنيون بذلك، وهذا لا يعني تعاوناً أمنياً مشتركاً في سيناء لكنه في إطار ضبط الحدود".
ما حكاية تغيير اللوحات
وعلى مفترق "السرايا" الميدان الرئيس وسط مدينة غزة، عُلقت صورة كبيرة لجندي من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يقف على خط فاصل موجهاً بندقيته نحو القدس، وكتب خلفه: "المقاومة لا توجه سلاحها إلى الخارج.. البوصلة نحو تحرير القدس".
وبالرغم من أن هذه اللوحات تتغير بشكل مستمر في غزة، إلا أنها أثارت جدلاً في الشارع الفلسطيني، ولاسيما بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ تزامن تغييرها، وإزالة شعار جماعة الإخوان المسلمين، الذي كان يعلو الصورة السابقة، مع التقاء وفد من حماس بقيادة جهاز المخابرات المصرية في القاهرة.
ونفى مسئول دائرة العمل الجماهيري أشرف زايد كل ما قيل بخصوص إزالة صور مرسي وشعارات الإخوان من الدائرة، موضحاً أن صور أردوغان وأمير قطر كانت معروضة في فترة دعم واسع لغزّة من قطر وتركيا، وتم وضعها كشكرٍ وامتنان لداعمي مشاريع غزة، وإزالتها ليس تنكراً إنما مواكبةً للمناسبات والأحداث الجارية والتطورات في القطاع.
وقال المحلل السياسي ابراهيم المدهون أن ذلك "عربون مودة للسلطات المصرية، لإثبات أن حماس حركة تحرر وطني تقاتل داخل جغرافيا فلسطين وضد الاحتلال الإسرائيلي فقط".
حماس تعتز بالبنا وعبد الناصر
ولم يكن هناك ارتباط تنظيمي بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، بل كانت الحركة تتبع للتنظيم في الأردن (تنظيم بلاد الشام) منذ نشأتها عام 1987 وحتى نهاية التسعينيات، قبل أن تفك ارتباطها، وتصبح حركة تحرر وطني فلسطيني مرتبطة فكرياً فقط بالإخوان المسلمين.
وخلال احتفالٍ نظمه الجناح النسائي في حماس بمناسبة يوم المرأة في الثامن من مارس/آذار 2016، قال القيادي البارز في الحركة خليل الحية إن "حماس لا تنسلخ من ثوبها، ولا من فكرها الإخواني الوسطي، لكنها حركة تحرر، ومقاومة، ولا علاقة تنظيمية أو إدارية مع الإخوان في مصر، أو أي جهة أخرى".
وأكد القيادي في حماس أحمد يوسف لـ"هافينغتون بوست عربي"، ما قاله الحية بشأن عدم وجود علاقة تنظيمية بين حركته وإخوان مصر، مضيفاً "فنحن نعتز بتاريخ مصر وشخصياتها الإسلامية والقومية أمثال جمال عبد الناصر وحسن البنا".
وذكر أن "الإخوان هم من سارعوا لدعم القضية الفلسطينية وحماس، ونحن نرحب بكل أشكال الدعم العربي والإسلامي من أي جهة بدون إملاءات".
رسائل سياسية
وفي الوقت الذي تنفي فيه حماس إزالة شعارات الإخوان عن لافتات غزة، رأى الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر أن هذه اللوحات تحولت لرسائل سياسية أرادت حماس إيصالها للأطراف المعنية، خصوصاً مصر..
وأضاف "صورة مسلح حماس الذي يوجه بندقيته نحو القدس، ويقف على الحدود، توصل رسالة مفادها أن أمن غزة من أمن مصر".
ويرى أبو عامر أن ما جرى هو "رسالة تطمينية من الجناح العسكري لحماس إلى المستوى الرسمي المصري مفادها أن القسام لا يتدخل في الشأن المصري خصوصاً في سيناء".
وبالرغم من أن الصورة الجديدة أثارت جدلاً واسعاً إلا أن وسائل الإعلام أغفلت لوحة كبيرة أخرى وضعت بجانبها عليها صور للمختطفين الفلسطينيين الأربعة بسيناء، والذين تطالب حماس السلطات المصرية بالإفراج عنهم منذ اختطافهم بظروف غامضة في 21 سبتمبر 2015.
ويدور نقاشٌ داخلي فلسطيني بشأن أهمية إعلان حركة حماس رسمياً فك ارتباطها بإخوان مصر على غرار ما فعلته مع إخوان الأردن، لكن ذلك لا يبدو خطوة فارقة مع تأكيد حماس الدائم عدم وجود ارتباط تنظيمي أو إداري أصلاً لتعلن عن فكّه.وكالات