عشرات الطلقات صوّبها على طليقته...تفاصيل جريمة قتل زهراء
جو 24 :
لأنها انتفضت على ذلّه ورفضت عنفه... قتلها، أبى كبرياؤه ان تتركه إمرأة وتكمل حياتها من دونه، فأفرغ حقده عليها ناراً موجهة من سلاح حربي منهياً حياتها. هي زهراء القبوط التي "قطفها" طليقها أنور النمر في الأمس من وسط أهلها ليطفىء نورها، بعد أن اختارته يوماً لينير دربها، حارماً ابنتها مايا منها، فتعيش حياتها في حالة ظمأ لرؤية والدتها.
في محلة السبيل - الهرمل وقعت الكارثة عند الساعة السادسة والنصف مساء الأحد، اثناء عودة زهراء ووالدتها وجارتها الى المنزل، حيث ظهر "الوحش" قبل أمتار، ترجل من سيارته، تاركاً ابنته داخلها، شهر سلاحه، أطلق منه عشرات الرصاصات قبل أن تصيبها نحو اربعة منها، نقلت على إثرها إلى "مستشفى البتول" لكنها فارقت الحياة على الفور. والدها علي المفجوع بوفاة وحيدته على ثلاثة أشقاء لا يصدق أنه سيحرم منها ولن يكحل عينيه بدلوعته بعد الآن، تحدث لـ"النهار" عن المصاب الكبير "فرش لها الأرض حريراً فارتبطت به قبل سنتين ليبدأ تعنيفها الى أن حاول قتلها قبل نحو أربعة أشهر ببارودة صيد اتوماتيكية بعد ضربه لها، حينها خرجت من منزله، عرضتها على طبيب شرعي لتثبت تعرضها للعنف، رفعنا دعوة محاولة قتل ضده، وحصلت على الطلاق قبل ثلاثة أشهر ونصف، بعد أن أسقطنا الدعوة وتنازلت له عن حقوقها وحضانة ابنتها".
لحظات دموية
حاول أنور (30 عاماً) الذي يعمل في تصليح الدواليب أن يعيد المياه إلى مجاريها، لكن زهراء (22 عاماً) أبت أن تتجرع كأس السم مرة أخرى، ما أثار غيظه وزاد الطين بلة معاودة دخولها الى الجامعة اللبنانية قسم ادارة الأعمال لاستكمال دراستها والحصول على شهادة تحميها من غدر الزمان ورجال ليس لهم أمان. ووفق والدها علي "رفض أنور أن يشطب اسم ابنتي عن سجله ادارياً على الرغم من انها طليقته شرعاً، استمر يتربص بها حتى ارتكب جريمته وخطفها أمام أعين والدتها وابنتها، ليحمل بعدها طفلته وينطلق في سيارته، قبل أن يعطيها لأحد المارة طالباً منه أن يوصلها الى منزل أهله وفرّ من المكان".
في "المصيدة"
القوى الأمنية والادلة الجنائية حضرت إلى مسرح الجريمة، رفعت البصمات لتلقي بعدها مخابرات الجيش القبض على الجاني بمساعدة عائلته، ولفت مصدر أمني لـ"النهار أن "مخابرات الجيش سحبت الملف من القوى الأمنية لاستكمال التحقيق قبل اعادته الى المخفر".
عائلة النمر أصدرت بيانا استنكرت فيه الجريمة التي أقدم عليها ابنها، مطالبة أن تأخذ العدالة مجراها، كما أصدرت عائلة القبوط بياناً اعتبرت ما حصل جريمة نكراء لا تمت إلى الانسانية بصلة "ولا تمثل هذه الفعلة سوى ما اقترفته يد المجرم بحد ذاته، محملة المسؤولية للقاتل". وأضاف البيان "إن هذه الأفعال الجرمية وان كانت تدلّ على شيء فانها تدلّ على بعدنا كل البعد عن مفاهيم الدولة والقانون".
وفي السياق، كانت الجريمة المروّعة محط ادانة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبار انها حلقة جديدة من استسهال الانقضاض على المرأة بسبب ضعف القوانين الرادعة، ووضع "التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني" دماء الضحية زهراء القبوط، برسم السلطة الأمنية والقضائية، آملاً من الجهات المعنية إنزال أشد العقوبات بحق الجاني، "صوناً لعدالة تحلم بها نساء لبنان وفتياته".
زهراء... اسم جديد أضيف الى لائحة ضحايا #العنف_الأسري، لائحة ستطول إن استمر الاستهتار بالقانون والحكم بأعوام قليلة على جرائم ذكورية شنيعة!