يوم اسود في تاريخ الكرة الاردنية يكشف تخبط الاتحاد وسوء الادارة
جو 24 :
أحمد الحراسيس - يوم أسود في تاريخ الكرة الأردنية بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، ففي الوقت الذي كنّا نمنّي النفس بفوز منتخبنا الوطني على نظيره الاسترالي، جاءت الكارثة بخمسة أهداف تلقتها شباك الحارس عامر شفيع الواحد تلو الاخر.. دون أي مقاومة أو ممانعة!
أداء سيء جسّده دفاع مرتبك وفريق يفتقد أدنى معايير التنظيم، وانخفاض مستوى اللاعبين الفني بشكل واضح ويؤكد وجود خلل كبير في منظومة كرة القدم الأردنية لا بدّ من وجود أشخاص يتحملون مسؤوليته.
اتحاد متخبط..
الأصل، إذا خسر فريق مباراة أو بطولة أن نسأل المدير الفني عن سبب الخسارة، وأن يتحمل ذلك المدير المسؤولية لكونه صاحب الولاية الكاملة على الفريق، وكذلك الحال عند تكشف خلل في منظومة كرة القدم، هنالك قيادات عليها أن تتحمل المسؤولية كاملة وتعلن تنحّيها إذا ما ثبت فشلها وعدم قدرتها على قيادة الكرة إلى حيث تصبو الجماهير..
اليوم تأكدنا وبما لا يدع مجالا للشكّ من افتقار اتحاد كرة القدم الأردني لمتخصصين في مجلسه؛ هذا المجلس الذي فشل مرارا في ايجاد مدير فني يلبي طموح الأردنيين بمزيد من الارتقاء وكان في كلّ مرّة يتخلى عن دوره بتعيين المدير الفني ويفوّض الامير علي بن الحسين باختياره وحيدا، وكأنه يختبئ وراء الأمير ويعتبر نفسه بذلك محصنا عن أي نقد قد يطيح بـ "المجلس الباقي ما بقي الأمير"!
الأمير علي مطالب باحداث اصلاحات جوهرية في اتحاد الكرة، وبالتأكيد هو يملك الحلّ لمشاكلنا كما كان يحمل حلولا لمشاكل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونعلم جيدا قدرته على تحمّل المسؤولية ليكون لدينا اتحاد كرة أكثر مؤسسية وفاعلية.
المباراة الكارثة
شهد الأردنيون والعالم أجمع فريقا -كان يُنظر إليه بكثير من الاحترام- وهو يسقط سقوطا حرّا تحت سمع ونظر الأمير علي، ولعلّ الأردنيين تحديدا يعلمون الأخطاء الجسيمة التي وقع بها المدير الفني هاري ريدناب والمدرب عبدالله ابو زمع.
يتحمل ريدناب مسؤولية سوء التنظيم التي بدا عليها الفريق الوطني، وخاصة التنظيم الدفاعي؛ فالأظهرة لم تقم بدورها على الاطلاق، كما أن الأجنحة التي لم تُحسن التحليق هجوما ولا التغطية في الدفاع!
الأمر الثاني كان سوء اختيار العناصر، وهنا يشترك ابو زمع مع ريدناب في تحمل المسؤولية خاصة في ظلّ حديث عن ارسال أشرطة للاعبين بعينهم دون غيرهم إلى ريدناب واستثناء كثيرين من ذلك، فلا عاقل يُصدّق أن ريدناب اختار المدافع محمد الباشا وترك البارع أنس بني ياسين خارج التشكيلة! ولا يمكن لعاقل تفضيل منذر ابو عمارة في الجهة اليمنى على ياسين البخيت أو مهدي علامة وعبدالله ذيب في اليسار!
وحقّ لنا سؤال عامر شفيع عن سبب تراجع مستواه الفني خلال الفترة الأخيرة! هذا ليس شفيع الذي نعرف! هو كان قادرا على اللعب مع عشرة أخشاب دون تلقي أي هدف.. لكننا اليوم شاهدنا أهداف سهلة تدخل مرماه دون ممانعة أو صراخ أو حسرة وألم كما كان معتادا..
ماذا بعد الكارثة؟!
لن نعيد هنا اختراع العجلة، هناك سبل فضلى لتشكيل الاتحادات المحلية يجب مراعاتها بعد استقالة المجلس الحالي، ويجب على المجلس القادم البدء على ما تمّ تحقيقه من منجزات والارتقاء بها، ولا بدّ أيضا من اعادة هيكلة الكادر الوظيفي في مؤسسة اتحاد الكرة واستقطاب الأكفأ لشغل المواقع العليا والابتعاد عن سياسات الترضية المتبعة والنادوية.