هل يعقل أن يخطف طائرة من أجل حبيبته وكيف يتدرب طاقمها على حماية الركاب؟
جو 24 :
اختطاف طائرة "إيرباص 320" وعلى متنها 81 راكباً، في رحلة رقم 181 من مطار "برج العرب" في الاسكندرية الى #مطار_القاهرة. خبرٌ كاد أن يكون "عادياً" في ظل التهديدات الارهابية التي ارتفعت حدتها في الاشهر الاخيرة، لكن بعد تداول أخبار عن الدوافع الكامنة وراء العملية وعلى رأسها رغبة الخاطف في الحديث مع طليقته، طرحت علامات تعجب واستفهام عن انسان يمكن أن يخاطر بحياة العشرات من أجل حبيبته! وذكرت بحوادث سابقة لاختطاف طائرات لأسباب "سخيفة".
الخارجية القبرصية أعلنت أن سيف الدين مصطفى هو خاطف الطائرة التابعة لـ" #مصر_للطيران" وقد أجبرها على تحويل مسارها إلى قبرص والهبوط في مطار لارنكا. وصرح الرئيس القبرصي خلال مؤتمر صحافي ان دوافع الخاطف الذي طلب رؤية زوجته السابقة القبرصية لم تتضح بعد "لكنها في مطلق الاحوال لا علاقة لها بالارهاب"، فيما ذكرت الإذاعة الرسمية القبرصية أنّ دوافعه "ربما تكون شخصية وله زوجة سابقة في قبرص، كما ذكر شهود أن الخاطف رمى رسالة بالعربية على مربض الطائرات بالمطار وطلب تسليمها إلى مطلقته وهي قبرصية".
علامات استفهام
الخبر انتشر سريعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن أن خلفية العملية امرأة، لتتحوّل العبارة الشهيرة "من الحب ما قتل" الى "من الحب ما خطف"، لكن السؤال في ما لو كان فعلاً الخاطف يريد أن يحجز موعداً مع طليقته بأسلوب ارهابي، هل هو في هذه الحالة انسان سوي أو يعاني اضطرابات نفسية؟ لا سيما بعدما هدد بأنه يرتدي حزاماً ناسفاً، وإلى أي مدى ممكن أن يتحول المشهد الذي رسمه دموياً؟ وهل طاقم الطائرة مهيأ لمواجهة حالات كهذه وما هي الاجراءات التي يمكن اتخاذها؟
تشكيك بالدوافع
الاختصاصية في علم النفس العيادي والمرضي الدكتورة إستر بو أنطون شككت في صحة أن يخطف شخص طائرة من أجل حبيبته حتى وإن كان مريضاً نفسياً، إذ قالت: "الخبر ليس منطقياً، واول مرة نسمع عن حالة كهذه، ربما لديه ابعاد أخرى لم يقلها او غير واع لها"، وذلك دون استبعاد الأمر كلياً. ولفتت إلى أنه "عند الغوص في أمراض علم النفس يمكن توقع من المرضى ذلك، خصوصاً عندما يخف وعيهم وتقودهم انفعالاتهم وينفصلون عن الواقع، حينها بالامكان أن يهددوا حياتهم وحياة الآخرين".
لا علاقة للحب
لو أن خبر خطف الطائرة من أجل الحبيبة تبيّنت صحته، هل هذا يؤكد أن الحب قد يوصل إلى الجنون، تجيب بو انطون: "الحب لا يوصل إلى الجنون، ليس الحب الذي يدفع بشخص الى التصرف هكذا، ما يوصل الى ذلك مشكلة في منطق الانسان وتفكيره وعواطفه. كثيرون يحبون بشكل كبير لكن لا يؤذون غيرهم، يسيطرون على مشاعرهم ويتفهمون اصول العلاقات، وان كان صحيحاً أن الخطف من أجل لقاء طليقته فليس حبه لها ما دفعه لذلك بل مشكلة عاطفية يواجهها".
اضطرابات متعددة
هل يخطط المريض النفسي لاتخاذ خطوة كهذه وماذا عن مدى الجرأة التي يملكها لتنفيذها، تقول:"الامر يتوقف على المريض، ثمة من يستطيع أن يخطط مستقبلاً لتنفيذ عمل ما والبعض الآخر يكون انفعالياً أكثر، وعندما يفقد السيطرة على الوضع يتصرف بطريقة انفعالية وذلك بعد تراكمات لا يعود باستطاعة المريض تحملها ".
"الشهادات العلمية لا تمنع شخصاً من أن يعاني اضطرابات نفسية، عاطفية، منطقية"، بحسب بو انطون التي اضافت "هذه الامراض يمكن معالجتها، لكن يجب معرفة مدى قدرة المريض على التجاوب للعلاج".
وسائل مواجهة متنوعة
لكن كيف يواجه طاقم الطائرة حالات كهذه وكيف يتعامل مع الخاطف، عن ذلك أجاب الكابتن في "طيران الشرق الاوسط" عماد العسيلي قائلاً "لدينا وسائل حماية عدة، على رأسها باب مضاد للرصاص لقمرة القيادة، ممنوع أن يفتح الا بإذن من كابتن الطائرة ومساعده، تعطى كلمة المرور لبقية الطاقم المدربين على إبلاغ الكابتن بأي أمر يشكون به وذلك بطريقة سرية". وأضاف "كما يدربون على الانتباه على تصرفات الركاب وفهم نظراتهم ومراقبة من يشكون في أمرهم".
في حال خطف الطائرة يكون هدف طاقمها حماية الركاب، وشرح العسيلي "نتعامل بطريقة سلسة مع الخاطف، كي لا يتأذى أي راكب، طاقم الطائرة مدرب على حركات رياضية للسيطرة على الخاطف وتكبيل يديه بالاصفاد وهذه احدى الوسائل التي نستخدمها في مثل حالات كهذه".
سواء كان الخطف من أجل حبيبته أو غيرها من الخلفيات التي قد تتضح خلال الساعات المقبلة، فإن الشيء الوحيد المؤكد بحسب اختصاصية علم النفس هو أن الخاطف "غير مسؤول وغير واعٍ وغير منطقي"!