الأردنية.. قبابها وسروها ترد الجميل بالحب لرئيسها الذي ترجل عن صهوتها
جو 24 :
كتبت: فادية العتيبي -
النجاح الذي يتحدث عنه الجميع اليوم لأم الجامعات لم تبدأ قصته عند أول رئيس لها الدكتور ناصر الدين الأسد رحمه الله الذي أرسى قواعدها، أو الدكتور عبد السلام المجالي الذي علّى من بنيانها، ولم تنته بالدكتور اخليف الطراونة الذي لمع بنجمها في سماء العالمية.
بل هي مسيرة متواصلة شارك فيها العديد من رجالات الوطن وقاماتها ممن تنسموا حبها وتوسموا فيها الخير والعطاء والعلياء.
إلا أنه ينبغي التوقف بعض الشيء، والتمعن قدر الإمكان أمام الحراكات التي تلف أسوار الجامعة، تنبض كالشريان ناقلة العدوى في كلياتها ومرافقها وردهاتها.
وقد جرت العادة أن تكسر جرة وراء كل مسؤول يترك منصبه، لكننا اليوم أمام ظاهرة غير مسبوقة تتمثل في الحفاوة البالغة التي شهدتها ولا زالت احتفالات التكريم التي تقام في وداع الدكتور اخليف الطراونة الذي أنهى مدة عمله رئيسا .
وإذا كان هنالك من يقول بأننا شعب لا يجيد الوداع... فقد أخطأ، حيث أن وداع كليات ودوائر الجامعة بأساتذتها وموظفيها وطلبتها كان له مذاق مختلف ورونق عكس حجم الامتنان لرئيسهم السابق الدكتور الطراونة، معربين عن امتنانهم لهذه القامة الأكاديمية والإدارية فعلا لا قولا، ومبديين أسفهم وتأثرهم لخسارتها.
من شاهد الاحتفالات الخاصة بالدكتور الطراونة يلحظ العفوية والبراءة في ترتيبها وإعدادها، الأمر الذي عكس حجم المحبة من قبل منظميها.
ففي خضم الاحتفال الذي أقيم في كلية الأعمال ، لمعت كالبرق تلك الدمعة التي ظلت حبيسة مقلتي الدكتور الطراونة بعد أن فاض عليه الطلبة حبا وهتفـوا نصرة، ونثروا مشاعر الثناء والوفاء والولاء بين يديه عرفانا له على ما قدمه للكلية والطلبة.
أما احتفال دائرة الإعلام والعلاقات العامة فكان له نكهة أخرى ترجمت نفسها عبر الكلمات التي ألقيت في حضرته، غلفها الحب وطغى عليها، والتقدير والعرفان والثناء شكل بوصلة لحروفها ، لتسجل اعترافها بدور الدكتور الطراونة للنهوض بهذا الذراع الحيوي في الجامعة والدعم اللامحدود الذي قدمه لتؤدي مهامها على أكمل وجه وترسم صورة ناصعة لأم الجامعات تليق بها وبمكانتها.
الأمر ذاته حصل في حفل التكريم الذي أقامته كلية الفنون والتصميم والذي جاء بمثابة عربون شكر ووفاء لبصمات الطراونة اللامعة وإنجازاته المنفردة التي يصعب تغافلها، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كانت الوفود من طلبة وأكاديميين وأصدقاء وأقارب تتهافت من كل حدب وصوب لمكتب الطراونة ومنزلة للتعبير عن صدق مشاعرهم وفيض خواطرهم تجاه رئيسهم ومعلمهم وأستاذهم وزميلهم وصديقهم ووالدهم الدكتور الطراونة.
دكتور اخليف ... عندما اجتاحت عاصفة "إليكسا" أسوار الجامعة وارخت بثقل كبير على أشجارها فكسرتها، وقفت آنذاك متأثرا ولم تحتمل مشهد الأغصان المقصوفة، فخانتك الدمعة، وها هي الجامعة اليوم ترد لك الدمعة بالدمع بعد ترجلك عن صهوتها في ظروف وملابسات لا زالت لغزا يستعصي على الفهم.
وفي حقك نقول... المجد قد يوصف لموقف تاريخي أو حدث هام أو حالة استثنائية، لكن أن تجتمع هذه الأوصاف كاملة في رجل علم مثلك فهذا نادر الحدوث، وأنت بلغت المجد منذ أن أيقنت أن الإنسان هو بوصلة الحياة وبوابة الفرح.
فـ خطاك.... ظل الشمس في سقوطها على الأرض، نور يضيء للآخرين ظلمتهم، يستنطق الأمل فيهم ويبشر بالعطاء، فأنت البشرى حين تزف للخلود وأنت الرمز الحر الباقي لكل من عرفك، وكن واثقا من أن الخير الذي زرعته في كل خطوة خطوتها ومخافة الله مرشدا لها ستجنيه عاجلا لا آجلا ... لذا فليطمئن قلبك.