منتدون : معركة الكرامة شكلت مرحلة فاصلة أعادت للأمة معنوياتها وكرامتها
أكد المشاركون في الندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط مساء أمس بعنوان "ذكرى معركة الكرامة يوم الكرامة العربية"، أن معركة الكرامة شكلت مرحلة فاصلة في حياة الأمة، حيث ساهمت في حماية الكرامة العربية، واستعادة الأمة لمعنوياتها بعد هزيمة عام 1967، كما أكدت أن الأمة قادرة على المواجهة و التصدي لمواجهة العدو .
واعتبر المشاركون في الندوة التي شارك فيها نخبة من الخبراء السياسيين والعسكريين والأكاديميين، أن الصراع الحقيقي هو مع المشروع الصهيوني، مشيدين بالبطولات التي قام به الجيش الأردني والفدائيون في معركة الكرامة.
الأمين العام الحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشناق وفي كلمة حول الظروف السياسية لمعركة الكرامة ، أشار إلى إنها جاءت في ظروف سياسية فرضتها حرب 67 على المستوى العربي وأثبت فيها الأردن أنه بمستوى التحدي الذي واجهه في الحرب وهي محطة فاصلة في تاريخ الأمة.
وتناول الشناق الظروف التي سبقت الحرب وأحاطت بها والنتائج التي آلت إليها لا سيما حالة الصراع العربي العربي ، معتبراً أن الأردن أصبح قوة عربية ولاعبا أساسيا في السياسة الدولية وأن الأردن أصبح يعيش حالة من الانتصار ولم نعد نعاني القلق من أهداف المشروع الصهيوني.
فيما تحدث الفريق الركن المتقاعد قاصد محمود، عن الأداء الفعّال للجيش الأردني الذي أثبت بطولات قتالية في الحرب شهد فيها العالم بحرفية الأداء العسكري الأردني، مشيراً إلى أن مهارات القتال الفردية للجندي الأردني أعلى بكثير من أداء الجندي الإسرائيلي ،وأن نتائج المعركة فتحت آفاقاً سياسية جديدة للسياسة العربية.
وبين محمود أن آفاق التسلح انفتحت وحدثت تعديلات جوهرية في عدة وعتاد الجيش الأردني ورافقها تطور لافت.
من جهته أشار المؤرخ محمد محافظة إلى أن المعركة لم تدم أكثر من 15 ساعة ولم تنتهي بتحرير اراضٍ محتلة ولم يستطع الإسرائيليون أن يحتلوا أرضاً في الأردن كما خططوا، كما تناول حيثيات إدراة المعركة على الأرض من قبل المرحول الملك الحسين بن طلال والتعاطي السياسي حولها مع مختلف القوى الدولية.
وقال إن معركة الكرامة لفتت إلى أنها المعركة الوحيدة التي صمدت أمام إسرائيل وأبلى فيها الجيش الأردني والفدائيون المقاتلون بلاء حسناً، مشيراً إلى تكبد الإسرائيليين خسائر كبيرة أكثر مما توقعوا فعاشوا حالة من الحيرة والارتباك، لافتأً إلى حالة التعاون بين الجيش الأردني وأفراد المقاومة الفلسطينية في تلك المعركة.
وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد إن معركة الكرامة كان لها فضل كبير في حماية الكرامة العربية واستعادة الأمة لمعنوياتها بعد هزيمة عام 67 وأفرزت للأمة سلسلة انتصارات وأعادت لها قدراتها على المواجهة مشيراً إلى أن شباب الأمة العربية قادرون على التصدي للتطرف والإرهاب في منطقتنا العربية التي تستنزف موارد الأمة ومقدراتها.
وأعتبر الحمد أن مسار المواجهة مع المشروع الصهيوني يتقدم ، و أن الصراع الحقيقي هو مع المشروع الصهيوني وأن الصراعات بين أبناء الأمة هي انعطافات معيقة وليست هي المشهد الطبيعي لافتاً إلى أهمية وحدة المنطقة العربية وتقدمها وحضارتها واسترجاع أمجادها.
وأكد أن ما سطره جيشنا والمقاومون الفلسطينيون في الأغوار بمعركة الكرامة هو نموذج حي للشباب وشاهد على تاريخ الأمة وأمجادها مشيراً إلى أن الأمة لم تركع يوماً للاستعمار والاحتلال والعدوان.
وأضاف الحمد " وبقدر ما ينبغي أن نستحضر هذه الحقيقة فإنني أحب أن اقول إن اختراع وصناعة التطرف والإرهاب من قبل أجهزة استخبارات عربية وإقليمية ودولية في منطقتنا هو لامتصاص حماسة الشباب في مفاهيم الفداء والجهاد إلى أعمال عنف وإرهاب جنونية ضد أبناء الأمة ذاتها، وهي استنزاف لمواردنا كلها، ولحماية وخدمة المشروع الصهيوني في النهاية مهما كانت تبريرات أصحابها، وما يجري اليوم هو جزء من ذلك".