إنريكي لا يجرؤ على استبدال سواريز أو نيمار أو ميسي!
ليس مستغرباً أن يعتمد لويس إنريكي على ثلاثي خط هجوم فريقه لويس (سواريز، نيمار، ميسي) في معظم مباريات الموسم، لكن المستغرب والغير مبرر أو مقبول أن لا يجرؤ المدرب على استبدال أحد أضلاع المثلث الهجومي أثناء المباراة ولو لمرة واحدة فقط طوال الموسم أو حتى عندما يكون بأمس الحاجة لإجراء هذا التبديل!
الجميع اتفق قبل الكلاسيكو وأثناء الكلاسيكو وبعده بأن ثلاثي هجوم برشلونة يشعر بالضغط والإرهاق البدني جراء السفر لمسافات طويلة نحو أمريكا اللاتينية خلال الأيام الماضية، ورغم أن الكثيرون حاولوا اتخاذ هذه الجزئية كذريعة لتبرير تراجع البرسا وإخفاقه ضد غريمه ريال مدريد أمس، إلا أنه لم يطرح أحداً تساؤل، إن كان ثلاثي خط هجوم برشلونة مرهقاً فلماذا لم يستبدل إنريكي أحدهم؟ لماذا يلعب 3 لاعبين يقال أنهم مرهقين جداً في الكلاسيكو ولمدة 90 دقيقة؟!
الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني أمس وضحت حاجة برشلونة الماسة لإخراج أحد ثلاثي خط الهجوم الذي لم يكن يؤدي دوره الدفاعي بشكل فعال ولا حتى يؤدي دوره الهجومي بالصورة المطلوبة، مشاركة أردا توران كجناح مهاجم يتحول إلى لاعب خط وسط متأخر في الحالة الدفاعية كانت ستمنح البرسا الاتزان الكافي لكبح جماح غريمه الذي سيطر على اللقاء في آخر عشر دقائق، لكن إنريكي بدلاً من ذلك أخرج لاعب مقاتل في وسط الملعب مانحاً الريال فرصة تسيد الأجواء، بالمقابل فإن زيدان لم يكن لديه مشكلة في استبدال بنزيما لتنشيط خط الهجوم ثم استبدال بيل لتوفير المساندة الدفاعية.
تصرف إنريكي يؤكد أن المدرب خائف ولا يجرؤ البتة على اجراء أي تبديل لأي لاعب في خط هجوم الفريق، ما تعرض له الإسباني من حالات إحراج وسخرية وتذمر أمام كاميرات وسائل الإعلام في الموسم الماضي كلما لجأ لاستبدال سواريز أو نيمار أو ميسي يلقي بظلاله وبشكل واضح على طريقة عمل المدرب في الموسم الحالي.
كما لا ننسى أن وسائل الاعلام الاسبانية تلمح بأن إدارة النادي انتصرت للنجوم على حساب المدرب بعد خلاف ميسي وإنريكي الشهير بداية عام 2015، هذا التدخل _ إن حدث_ ساعد برشلونة كثيراً على خلق منظومة هجومية مرعبة الموسم الماضي، لكن أثر سلباً بإنتاج مدرب بلا شخصية ولا هوية وغير قادر على اتخاذ قرار مصيري في وقت حاسم من الكلاسيكو.
ما يؤكد خوف إنريكي المتناهي من استبدال أحد ثلاثي خط الهجوم أنه طوال الموسم لم يجرؤ على استبدال أي لاعب (من سواريز وميسي ونيمار) في مسابقة الدوري الإسباني، أو دوري الأبطال، أو كأس الملك، لأسباب فنية أو تكتيكية أو حتى بدنية!
وحتى نكون منصفين يجب الإشارة إلى أن لويس أخرج نيمار من الملعب بالدقيقة 86 من مواجهة ملقا في الجولة الرابعة من الليجا، بعدها لم يكرر ذلك مع ميسي أو سواريز أو حتى نيمار نفسه في البطولات الثلاث، فيما لجأ لاستبدال ليونيل مرتين بسبب الإصابة، أي أن إنريكي أجرى استبدال واحد فقط لثلاثة لاعبين في 45 مباراة.
إدارة برشلونة يجب أن تتدارك الموقف سريعاً وتعمل على تصحيح المسار لأن من يدير كفة قيادة الفريق لا يملك القدرة على اتخاذ قرار حاسم.