عابد فهد وباميلا الكيك: اللحظة أعظم من الأبد

ثلاث حلقات من "كلمات" (ضمن سلسلة "مدرسة الحب")، بطلاها عابد فهد وباميلا الكيك، تُغْني عن الثرثرة في مسلسلات الثلاثين حلقة وما فوق على الشاشات اللبنانية. ثلاثية مصنوعة بذوق عن الحبّ بوجعه المختلف، واللحظة التي ينتظرها المرء لتملأ روحه الخاوية.

كانت لحظة روائية صافية كتبتها امرأة منتصرة لرجل غامض. الثلاثية (كتابة نور شيشكلي ومازن طه؛ إخراج صفوان مصطفى نعمو؛ عرضتها "أو أس أن")، محرِّضة على إعادة تعريف الحياة وطرح أسئلة عن الاكتفاء والرضا والسعادة. متأخرة، وصلت كوزيت (الكيك) إلى محاضرة الأستاذ مازن (فهد)، المعتاد على أيام تخلو من الفرح، لتغدو لعنة سرعان ما يمنحها نفسه. ليست المسألة أن تخرق امرأة يوميات رجل ضَجِر ماتت ابنته ومنذ تلك الليلة، فقدت زوجته (أمل عرفة) إشراقة الحياة ولذائذها. المسألة في كيفية الخرق. في الاقتحام الرهيب وشهوة التملّك. وفي التوق إلى النار والشياطين الجميلة. قدَّمت الثلاثية الحبّ المنبعث من حالة ملل. كوزيت الكاتبة ومازن المحاضر بتاريخ الدراما ومصير الشخوص المتقلّبة. كوزيت الباحثة عن الاشتعال بضجيج العالم، ومازن التوّاق إلى قُبلة تمسح عنه آلام الصمت وجروح العزلة. تلتقي الرغبتان في زمن مباغت تغلب عليه الكذبة، فيظهر كم أنّ السعادة المطلقة زيف، وكم أن اللحظة أجمل من الأبد.
ليس المسلسل في فرادة القصة، بل في لمعة تجسيدها. الكيك تُبرهن عن شغف بالجنون وفهد يبيّن قسوة الأوجاع والرغبة في التخلّص منها من دون أن يدفع الثمن. بدت أمل زوجة مكلومة لا تقوى على رفض حزنها، إلى أن لمحت امرأة تُشاغب في حياة زوجها. الثلاثية عن التبدّلات غير المُخطّط لها، وعما يحدث فجأة فيؤثر عميقاً ويترك الصفعات والندوب. أمكن الثلاثية التمسّك بمسارها الصاخب، عوض اختيار النهاية المُتوقّعة- السهلة. عودة مازن الزوج إلى زوجته، ضيّعت عليه أن يكون الرجل النموذج المتألق بالتجربة. الاستسهال غير مُحبّب. العظمة في التمرّد.النهار