بركاتك يا دوابشة .. مشجعون يكشفون سر فوز ريال مدريد بالكلاسيكو بعد سنوات من الخسارة
انتفض الطفل أحمد دوابشة من فراشه على غير العادة في الساعة العاشرة مساءً بعد أن خلد إلى نومه مبكراً تلك الليلة استعداداً للحظات تاريخية حاسمة في حياته، مسارعاً إلى خزنته الصغيرة في المشفى حيث يتلقى العلاج، وارتدى قميصه الصغير الموسوم بشعار النادي الملكي ليبدأ متابعة مباراته الأولى.
أحمد الذي زار النادي الملكي قبل أقل من شهر والتقى بلاعبيه، وذلك بعد أشهر من تعرُّضه للحرق مع عائلته التي لم يبق منها أحد سواه على أيدي مستوطنين إسرائيليين، حيث وجد في نادي ريال مدريد مشاعر إنسانية واهتماماً كبيراً، لاسيما من نجم الفريق كريستيانو رونالدو الذي احتضن أحمد وأهداه قميصاً يحمل رقمه 7.
المدريدي الصغير تعلق بلاعبي الفريق الذين انتصروا لقضيته، فصار أصغر المشجعين لهم وأكثرهم حماساً، حيث يصف عمّه نصر لـ"هافينغتون بوست عربي" حب أحمد للفريق بأنه حب غامر؛ لما وجد بينهم من مشاعر إنسانية أدخلت الفرح إلى قلبه.
ويضيف: "الكثير من مشجعي الكرة البرشلونية الفلسطينيين رفعوا في هذه المباراة صورة رونالدو وأحمد بدلاً من صورة ميسي".
أصغر المشجعين وأكثرهم فرحة بالفوز
أحمد ابن الخمس سنوات هو أصغر مشجعي الفرق الرياضية العملاقة، حيث بدأت رحلته بتشجيع النادي الملكي ريال مدريد في أعقاب زيارته للنادي، حيث تجول في أنحائه والتقى بكل لاعبيه الذين أبدوا له حباً وفرحة بحضوره إلى ملعبهم، والتقطوا معه الصور وقدموا له الهدايا التي تركت في نفسه أثراً جميلاً.
لكن هذه الهدايا لم تضاهِ فرحة أحمد بفوز فريقه المحبب ونجمه المفضل، فالفرحة العارمة بالفوز التي انتظرها أحمد على أحرّ من الجمر رغم براءة طفولته وعظم مُصابه.
أحمد جلب الحظ لرونالدو
الزيارة التي جلبت الحظ لرونالدو في تسجيل هدف الفوز على غريمه برشلونة، كما يقول نصر دوابشة عمّ الطفل أحمد، وسط فرحة غامرة وابتسامة واسعة رسمت على وجه أحمد الذي تابع المباراة منذ البداية بشغف وعاطفة كبيرين.
"بركاتك يا دوابشة"، هو الوصف الأقرب الذي أطلقه مشجعو ريال مدريد، فأحمد كان وجه خير على فريقه المحبب، كما قال الفرحون باللقاء المثير، والذي حاز على اهتمام واسع من قبل الجماهير الفلسطينية التي تابعت المباراة بلهفة كبيرة.
ويقول أبوحسن حد أحمد: "تفاجأت ببكاء أحمد خلال المباراة، ولم أنتبه لسبب ذلك، ولكن حين سألته قال إن لاعباً من فريق برشلونة أوقع رونالدو أرضاً؛ ما أبكى أحمد خوفاً على نجمه المفضل".
أحمد قال لـ"هافينغتون بوست عربي" بصوت خافت بعد انتهاء المباراة إن كريستيانو فاز في المباراة وإن بنزيما هو من سجل الهدف الأول.