أتلتيكو مدريد.. حافلات بلا إطارات
كان أداء أتلتيكو مدريد متوقعا بأن يبدأ مستعينا بمنظومته الدفاعية أمامبرشلونةفي ذهاب دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا ..فلا توجد أي أنياب هجومية إلا الكرات المرتدة ولكن الحظ وقف إلى جواره في كثير من المواقف رغم حالة الطرد التي نالت من المهاجم فرناندو توريس.
واستعان دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد بتكتيك الحافلات الذي يستخدمه المدير الفني البرتغالي مورينيو وقت أن كان يدرب تشيلسي وذلك بعد حالة الطرد التي تعرض لها مهاجم الروخي بلانكوس لتبدأ متاريس النادي المدريدي في تطويق مرمى يان أوبلاك.
حافلة بلا إطارات
أضطر سيميوني لتطبيق تكتيك "حافلات مورينيو" بلا أي إطارات صالحة فدخل المباراة مفتقدا للاعبين هامين هما خيمينيز وسافيتش وكلاهما يلعبان في مركز قلب الدفاع.
ونجح سيميوني في استعادة دييجو جودين ولكن زميله في مركز قلب الدفاع لوكاس حديث العهد بهذا المركز خاصة أن المباراة تبدو كبيرة جدا على لاعب في عمره الذي يبلغ 20 عاما.
ومع حالة الطرد تكتل أتلتيكو مدريد في الشوط الأول ونجحوا في الخروج متقدمين بهدف نظيف ولكن اللياقة البدنية لم تسعف اللاعبين لمواصلة حلم الصمود على ملعب كامب نو فتعرض لهدفين قلصا من فرصه في التأهل ويتبقى فقط لقاء العودة.
وكان واضحا أن سيميوني كان يعتمد على نفس الطريقة مهما كلفه ذلك من أجل إيقاف الاجتياح الهجومي لبرشلونة حى قبل حالة الطرد التي تعرض لها فرناندو توريس.
القوة في الخلف
إذا كان يمكن تقييم أداء أتلتيكو مدريد طوال مشواره في المسابقات المختلفة فإن أقوى خط لديه هو الدفاع لذا فإن افتقادع يمثل ميزة تصب في صالح الفريق الآخر.
واضطر أتلتيكو مريد لاستنساخ طريقة مورينيو مضافا إليها الأداء الذي ظهر عليه ريال مدريد أمام برشلونة في الدقائق الأخيرة من مباراة الكلاسيكو التي تلت طرد المدافع سيرخيو راموس لينتج إصدارا جديدا من طريقة الحافلات التي تعتمد على الأقدام المتراصة مع شن الهجمات المرتدة مما استنزف قوى الفريق مع بداية الشوط الثاني.
ورغم أن برشلونة بذل مجهودا كبيرا خلال اللقاء فإنه لا يقارن بما قدمه أتلتيكو مدريد أمام مرمى أوبلاك بأي حال من الأحوال حيث لجأ لاعبو البلوجرانا إلى التمرير تاركين ابناء الروخي بلانكوس يتحركون في كل الاتجاهات لتضييق المساحات ومحاولة قطع الكرة وكان حتما سينهار الفريق ولكن يحسب له أنه استقبل هدفين فقط.
الاتجاه إلى سرعة الصوت
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستعين دييجو سيميوني بنفس الطريقة التي اعتمد عليها في لقاء الكامب نو مرة أخرى في مباراة الإياب خاصة أنه هو الذي يبحث عن تسجيل الأهداف وليس برشلونة وحينها يمكن أن يتجه لويس إنريكي إلى غلق المساحات وغلقها تماما مستعينا بعدد لا بأس به من لاعبي الوسط.
ومن المحتمل أن يريح لويس إنريكي عدد من العناصر في لقاء ريال سوسيداد على ملعب أنويتا وهي المباراة التي ستسبق مباراة العودة أمام أتلتيكو مدريد من أجل منح الفرصة لبعض اللاعبين لالتقاط الأنفاس خاصة أن لقاء الكلاسيكو أنهك الفريق ويكفي أنه واصل الصمود أمام الروخي بلانكوس.
وربما يظهر بشكل أكبر نجم أتلتيكو مدريد أنطوان جريزمان كأحد العناصر التي تنجي الفريق من فخاخ برشلونة ولكن يبقى غياب فرناندو توريس مؤثرا بعدما جرى طرده على ملعب كامب نو.
وإذا كان سيميوني يمكن أن يقدم بعض الاساليب الهجومية خلال لقاء العودة فإن اللغز سيتمثل في طريقة تعامل إنريكي مع المباراة .. وهل سيمكنه استخدام نفس الأسلوب المفتوح؟ أم يستعين بطريقة 4/4/2 التي تمنح الكثافة العددية للاعبي الوسط في خنق الملعب مثلما حدث في لقاء ريال مدريد الذي فاز به برباعية نظيفة.