التلفزيون الأردني.. إعلام موجّه يستوجب التنظيم
الإعلام الرسمي الموجّه، الهادف لفرض صحافة الرأي الواحد، عبّر عن عدم احترامه لكافة مواثيق العمل الصحفي، عبر قيام التلفزيون الأردني بتشويه الحدث من خلال بثه المجزوء لزيارة رئيس الوزراء د. عبدالله النسور إلى خيمة الصحافيين مساء السبت.
هذا الإعلام الذي لا يحترم التعدديّة ولا الرأي الآخر ويمعن في الاجتزاء الموجه لم يتطرق إلى كل ما دار في خيمة اعتصام الصحافيين، وتجاهل ما مثلته هذه الزيارة من اعتراف بعدالة مطالب العاملين في المواقع الالكترونيّة، حيث اقتطع تصريحات النسور التي تحدث فيها عن "الاساءات" التي تصدر عن البعض، والتي بسببها تمّ إقرار القانون، دون أن يأتي التلفزين الرسمي على ذكر أي شيء غير هذه التصريحات .
لا يوجد ما هو بحاجة إلى ضبط وتنظيم سوى هذا الإعلام الذي لا علاقة له بنقل الحقيقة، والذي تنبغي معالجته قبل محاولة إيجاد العيوب في وسائل الإعلام المستقل الذي يلتزم المهنيّة في تغطيته الصحفيّة.
كما أن هذه الطريقة البائدة في حجب الحقيقة تكشف عدم صحّة "النوايا الحسنة" التي استند إليها رئيس الوزراء في تصريحاته حول قانون المطبوعات، حيث أن من وضع مثل هذا التشريع العرفي، الذي عبّر موقف التلفزيون الرسمي عن توجهاته، لا يمكن له أن يستند إلى أية نيّة "حسنة" في قراراته، ناهيك عن حقيقة أن البنية التشريعيّة لا ينبغي لها أن تستند إلى النوايا.
الإعلام المستقل أثبت حضوره ومهنيّته في الوقت الذي يتجاهل فيه الإعلام الرسمي كافة أعراف وتقاليد وأخلاق المهنة، ضارباً عرض الحائط بدوره في نقل الحقيقة، خدمة لمصالح فئة متنفذة كانت وراء إقرار قانون تكميم الأفواه، في الوقت الذي تجاهلت فيه هذه الفئة أن إعلامها المشوّه هو ما ينبغي تنظيمه، بل وإعادة بنائه.