بادرة منقطعة النظير في باحة العلوم التربوية ترحيبا بالطراونة
جو 24 :
في وقت لا زالت قباب ومباني الجامعة الأردنية وأسرتها يحتفون فيه بتكريم ووداع فارسهم الذي ترّجل عن منصبه "الدكتور اخليف الطراونة"؛ كان هناك مبنى آخرا في ذلك الركن الأخضر الجميل صدحت به أهازيج الترجيب في حفل مهيب لم يسبق له شبيه أو مثيل، مرحبا بتلك القامة التي جّذرت الأمل في القلوب وخطفت الأنظار نحو إنسانيتها ورقيها وعظيم صنعها.
الأجواء التي حفّها حفل الترحيب هذا في كلية العلوم التربوية كان له وقع ومعنى مختلف تماما عما عجّت به احتفالات الجامعة الأخرى، حمل نكهة مختلفة عن تلك التي اعتادت على طعمها الأنفس، نكهة تلحظها في عيون محبة بكل صدق وحانية بكل وقار وتغلفها الهيبة بكل اقتدار.
مشاعر اختلطت فيها السكينة بالألم، والمحبة بالصمت، والرهبة بالقوة في لقاء امتثلت أمامه جموع غفيرة من أسرة الجامعة متهافتين لرؤية قائدهم الذي كان لقائه دوما كفبلا وحيدا لامتصاص غضبهم من ضغائن الظروف وأعباء الزمن.
عميد الكلية الدكتور نايل الشرعة الذي كشف صدى صوته غرغرة تلك الدمعة التي اخفاها بين جنبات مقلتبه معلنا من خلالها الفرحة بانضمام الطراونة إلى فريق الكلية وجلوسه بينهم، معتدا بذلك الحظ الكبير الذي حظي به طلبته بعودته لينهلوا منه علما نافعا تمتزج فيه روح الأبوة بالمعلم وأنفاس المربي بالقابض على مصلحة وطنه وفرسان مستقبله.
وفي بوح له وسط حضور لافت شهدته حديقة الكلية، قال الشرعة إن هذا اللقاء استقبال وترحيب وتكريم لمن أدى الأمانة في أبهى صورها، خلال سنوات رئاسته الأربعة، والتي استحق عليها درعا مختلفا ارتأت الكلية أن تميزه به وحده، فكان درعا تحدث عن انجازاته وابداعاته ولخّص مسيرة عمله المعطاءة والحافلة بكل ركن من أركانها.
وغصة في حلق هذا الرجل الصلب (اخليف الطراونة) شعر بها كل من سمع نبراته التي عجزت عن تفصيل الكلمات التي تليق بكل هذا الحب في عيون طاقم الأردنية، ممن أخجلوه وفاجؤوه على حد تعبيره بكل ما فعلوا ويفعلون من أجله، متمنيا عليهم أن يستثمروا جهودهم في خدمة الوطن والجامعة بكل ما فيهم من طاقة وإخلاص.